17 مايو 2012
مصطفى ياسين، وكالات (بيروت)- تجددت الاشتباكات العنيفة في مدينة طرابلس شمال لبنان رغم تعزيز الجيش انتشاره، حيث دارت معارك عنيفة امس بين منطقتي جبل محسن ذات الأغلبية العلوية المؤيدة للنظام السوري، وباب التبانة ذات الأغلبية السنية المعارضة اسفرت عن سقوط قتيلين و6 جرحى. في وقت حذر رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري من وجود لائحة اغتيالات تستهدف قيادات لبنانية.
وسجل تبادل كثيف لإطلاق النار وعمليات القنص وإطلاق القذائف الصاروخية بين جبل محسن وباب التبانة بعد قيام مسلحين مجهولين داخل سيارة باطلاق النار عشوائياً في شارع المئتين. وقالت مصادر أمنية إن الاشتباكات أدت وفق حصيلة أولية إلى سقوط قتيلين و6 جرحى بينهم ضابط برتبة ملازم أول وعدد من جنود الجيش الذي انسحب من المناطق الساخنة التي كان انتشر فيها امس الأول بعد استهدافه مباشرة خلال محاولته إزالة المتاريس.
وقتل رجل في الخامسة والستين بعد أن صدمته سيارة أثناء محاولته الفرار من الرصاص. وكانت السيارة تسير بسرعة هربا من إطلاق النار أيضا. وتوقفت الاشتباكات بعد حوالى ساعتين من اندلاعها وعاد الهدوء بعد تدخل للجيش الذي قال في بيان “إن عناصر مسلحة في مناطق جبل محسن والتبانة والقبة اقدمت على تبادل إطلاق نار بالأسلحة الحربية الخفيفة وقامت وحدات الجيش بالرد على مصادر اطلاق النار بدقة”. وأشار البيان إلى أن وحدات الجيش نفذت ولا تزال عمليات دهم سريعة للمباني التي يجري منها إطلاق النار وتمكنت من توقيف عدد من المسلحين وضبط الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزتهم”. وكانت الاشتباكات بين المنطقتين الأحد والاثنين تسببت بمقتل 9 أشخاص وسط تأكيد كل القيادات المعنية في طرابلس رفع الغطاء عن المسلحين. وتوجهت سيارات الإسعاف والصليب الأحمر إلى مناطق الاشتباكات حيث اقفلت المحال التجارية أبوابها. وتزامنت الاشتباكات مع وجود وزير الداخلية مروان شربل في طرابلس حيث ترأس اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي واجتمع مع عدد من المعتصمين في ساحة عبد الحميد كرامي احتجاجاً على توقيف جهاز الأمن العام شادي المولوي السبت الماضي مما تسبب باندلاع الاشتباكات.
ودعا شربل بعد الاجتماع المسلحين إلى نزع البندقية، قائلا”إنه مع الأمن بالتفاهم وليس بالتراخي وانه مع الديمقراطية دائماً وضد النظام الأمني ولكن عندما لا يكون هناك امن، فلا تكون هناك ديمقراطية”. واكد انه لا يوجد تنظيم “القاعدة” في لبنان، بل يوجد أشخاص يحبون “القاعدة” او يؤيدون افكارها. واكد أن الدولة ستعالج وضع الموقوفين في سجن رومية قريباً، داعياً الاهالي المعتصمين الى مساعدة القضاء وتعيين محامين عن أبنائهم لكي تتم معالجة الموضوع بطريقة سليمة. ورأى أن الخطر يداهم طرابلس وحذر من تفلت الأمور من ايدي العقلاء. ودعا إلى الحوار. إلى ذلك، حذر رئيس مجلس النواب اللبناني امس من وجود جهات متطرفة لديها قائمة اغتيالات تضم شخصيات سياسية لبنانية. ونقل نواب في البرلمان عن بري خلال “لقاء الأربعاء النيابي” الأسبوعي قوله “إن قائمة استهداف عدد من القيادات والشخصيات السياسية من قبل جهات متطرفة هي جدية وخطيرة وتستدعي المتابعة واليقظة”.
عدد اليوم
