السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مرعي الحليان: يجب تطوير إجراءات التعامل مع الأعمال المسرحية المدعوة للمشاركات الخارجية

مرعي الحليان: يجب تطوير إجراءات التعامل مع الأعمال المسرحية المدعوة للمشاركات الخارجية
18 مايو 2013 11:57
إبراهيم الملا (الشارقة) ـ تواجه مسرحية «نهارات علول» إنتاج فرقة المسرح الحديث بالشارقة، صعوبات مالية وإدارية، يمكن لها أن تعرقل مشاركة العرض في المهرجان المسرحي العربي بالجزائر في نهاية الشهر الجاري، وقد تؤثر أيضاً على مشاركة العرض خلال الشهور المقبلة في كل من المغرب والأردن. وكان عرض «نهارات علول» تأليف الفنان المسرحي مرعي الحليان قد حظي خلال مشاركته في الدورة الفائتة من أيام الشارقة المسرحية بالعديد من الإشادات النقدية، واستحوذ على إعجاب الجمهور وضيوف المهرجان، كما توّج العرض بجائزة أفضل إخراج، وناله الفنان حسن رجب. وفي حديث مع «الاتحاد» قال الفنان المسرحي مرعي الحليان «يجب تغيير وتطوير الآليات والإجراءات المتبعة في التعامل مع الأعمال المسرحية المحلية المتميزة التي يتم دعوتها للمشاركة في المهرجانات والفعاليات المسرحية الخارجية، وذلك من خلال التعاون مع جهات ومؤسسات خاصة ووطنية ترعى هذه المشاركات، وكذلك توفير بند مستقل في ميزانية الهيئة العربية للمسرح التي تتخذ من الشارقة مقراً لها لدعم الأعمال المسرحية المميزة، بالتنسيق مع جمعية المسرحيين بالدولة وقسم المسرح بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، من أجل تحفيز الفرق المحلية وتشجيعها على المشاركة في الخارج، والترويج للمكانة والمرحلة الإبداعية المتقدمة التي وصل إليها المسرح في الإمارات». المشاركات الخارجية وردا على سؤال حول أهمية مشاركة الأعمال المسرحية المحلية في المناسبات الخارجية، أشار الحليان إلى أن أهمية هذه المشاركات تنبع من وضع الأعمال المحلية في الوسط الحقيقي للتقييم الفني من حيث انفتاحها على جمهور نوعي وتجارب مسرحية عربية عريقة ومتطورة في الوقت ذاته، وأضاف الحليان أن هذه المشاركات تعرّف الآخرين بالمنتج والمنجز المسرحي في الإمارات، مدللاً بذلك على النتيجة الإيجابية التي خرج بها عرض «بايته»، وهو من تأليف الحليان أيضاً وإخراج ناجي الحاي، وإنتاج المسرح الحديث بالشارقة، والذي شارك مؤخراً في مهرجان الإحساء المسرحي الثالث بالسعودية، حيث لقي العرض ــ كما قال الحليان ــ صدى كبيراً في المهرجان، ولفت الأنظار إلى الشوط البعيد الذي قطعه المسرح في الإمارات، منوهاً إلى أن العرض جعل المسرحيين السعوديين يعيدون النظر في المواضيع والأساليب الإخراجية التي يتبعونها، والتي يغلب عليها ــ كما أشار ــ الطابع التجريبي والرمزي والابتعاد عن المسرح الاجتماعي والواقعي، القادر على نقل قضايا وأسئلة المكان بجرأة ومن خلال توظيف فني متوازن يجمع بين الكوميديا والتراجيديا في فضاء مكثف وبعيد عن الاستطراد والمبالغة والغموض. وأكد الحليان أن انتشار وتعدد المواهب والأعمال المسرحية المميزة في الداخل يجب أن يصاحبه انتشار موازٍ في الخارج أيضا، وهذا لا يتم ــ كما قال ــ إلا من خلال فتح قنوات جديدة للتواصل مع المؤسسات المسرحية الخارجية ومع المهرجانات الخليجية والعربية والدولية، منوهاً إلى أن مشاركة الفنان الإماراتي في المناسبات المهمة والكبرى تمنحه ثقة ومدى إبداعياً ومعرفياً أوسع، اعتماداً على اطلاعه واحتكاكه بالمدارس الفنية المختلفة والمتنوعة في طرحها وفي تقنيات عرضها ومعالجاتها المبهرة في حقول التمثيل والإخراج والكتابة والسينوغرافيا، وغيرها. «نهارات علول» وحول تميز عرض «نهارات علول» خلال مشاركته في مهرجان أيام الشارقة المسرحية في مارس الماضي، ومشاركاته المقبلة في المهرجانات الخارجية، أوضح الحليان أن تميز العرض جاء بسبب تناغم مكونات العرض وتجانس المجموعة التي عملت على إيصاله للمستوى الذي ظهر عليه، وأضاف أن تميز العرض شجع عدداً من المسؤولين المسرحيين العرب الموجودين في أيام الشارقة إلى دعوته للمشاركة في بلدانهم، حيث رشح العرض كما قال الحليان من خلال الهيئة العربية للمسرح للمشاركة في مهرجان تطوان بالمغرب في شهر سبتمبر المقبل، وفي مهرجان المسرح العربي بالجزائر، بالإضافة إلى مهرجان المسرح بالأردن. وحول المشاريع الفنية القادمة للحليان بعد نجاح عرض «نهارات علول»، وتأثير هذا النجاح في خلق تحدٍ أكبر أمام خصوصية تجربته في الكتابة للمسرح، أشار الحليان أن نجاح العرض خلق لديه دافعاً قوياً للاستمرار بالكتابة بالفصحى من خلال مواضيع وأفكار هي الآن في طور التشكّل، وظهور أطر كملامح محددة لها، بعد خوضه لتجربة طويلة وممتدة في الكتابة باللهجة المحلية، كما في أعمال سابقة مثل «باب البراحة»، و«التراب الأحمر» و«بايته»، وغيرها، والتي تجبر الكاتب أحياناً ــ كما قال ــ للارتهان إلى مساحة مكانية وزمانية ملزمة، موضحاً أن الكتابة بالفصحى تفتح فضاء أوسع للفرجة والتشظّي والتخيّل، وتمنح الكاتب أفقاً تعبيرياً خصباً، وتقدم مستويات متعددة في السرد، ومشجعة أيضاً لتواصل شريحة كبيرة من الجمهور المسرحي العربي مع لغة الحوار ومكونات العرض، خصوصاً في المشاركات الخارجية العربية. مزاجية لجان التحكيم وعن غياب الجوائز التي ترشح لها عرض «نهارات علول» في الدورة الأخيرة من مهرجان أيام الشارقة المسرحية، خصوصاً في حقول التأليف والأداء التمثيلي والسينوغرافيا، وهي جوائز كانت تستحقها حسب العديد من المتابعين، ومقارنة بالعروض الأخرى، كشف الحليان عن استغرابه من نتائج اللجنة، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لا يفهم سبب طغيان المزاجية والأهواء الفردية على النتائج المعلنة لمعظم لجان التحكيم في المنطقة العربية، وأضاف الحليان بأنه في الدورات السابقة من أيام الشارقة كانت لجان التحكيم تقدم مبررات فنية وموضوعية عند إعلانها للنتائج، غير أن هذا التقليد المتبع ــ كما أشار ــ اختفى تماماً في الفترة الأخيرة، وهو أمر ــ حسب الحليان ــ يثير الاستغراب والدهشة، ويضع أكثر من علامة استفهام حول مبررات ومسوغات اختيار الأعمال الفائزة من قبل هذه اللجان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©