واشنطن (رويترز) - لا يأمن أحد على نفسه في العالم الرقمي، فحتى أذكى عقول الأمن الإلكتروني يجدون صعوبة في إيقاف المتسللين لحياتهم الخاصة. وخلال قمة نظمتها «رويترز» عن الأمن الإلكتروني هذا الأسبوع كانت نصيحة كل خبراء الحكومة والقطاع الخاص هي «كن فطناً وشكاكاً.. وشديد الارتياب».
وقال مايكل تشيرتوف وزير الأمن الداخلي الأميركي السابق، مردداً مقولة شائعة في أوساط الأمن الإلكتروني «هناك نوعان من الناس لا ثالث لهما: من تعرضوا للاختراق ومن لا يعرفون أنهم تعرضوا للاختراق». وفي حياتهم المهنية، يستخدم خبراء الأمن الإلكتروني أحدث الابتكارات لحماية شبكات الكمبيوتر. لكن عندما يتعلق الأمر بالحماية الشخصية، يلجؤون لأساليب لا تمت للتقنية العالية. وقال مايكل تشيرتوف وزير الأمن الداخلي الأميركي السابق إنه لم يكن يستخدم بريده الإلكتروني عندما كان وزيراً، ليقطع الطريق على المتسللين. وكذلك تفعل جانيت نابوليتانو وزيرة الأمن الداخلي الحالية. وقال يوجين كاسبرسكاي، الذي تصدر شركته أحد أهم برامج مكافحة الفيروسات، إنه يستخدم هاتفاً محمولاً قديماً طرح قبل 6 سنوات لأن اختراقه أصعب من اختراق الهواتف الذكية. وقال “أنا أرتاب بشدة.. أشك في كل رابط وكل رسالة إلكترونية”.
ويحذر الخبراء من وضع معلومات حساسة على الأقراص الصلبة، أو نشر بيانات شخصية كثيرة على شبكات التواصل الاجتماعي. وقال ريتشارد مكفيلي مساعد المدير التنفيذي لمكتب التحقيقات الاتحادي “إف.بي.آي”، إن ابنته طلبت منه أن ينظر إلى رابط جاءها مؤخراً يحثها على تحميل شيء لتستطيع مشاهدة فيديو على «يوتيوب». وقال مكفيلي “أجريت اتصالاً.. وكان طعماً.. كانت ابنتي ستفعل هذا بسهولة لو لم أكن جالساً إلى جوارها”.
وأضاف أن صفحة ابنته على فيسبوك أدت في الماضي إلى قيام مجموعة “أنونيموس” بنشر عنوانها الجامعي للوصول إليه ولأسرته. والطعم هو من أكثر الوسائل التي يستخدمها المتسللون شيوعاً. فمن خلال طعم آخر، تمكن متسللون من اختراق حساب وكالة أسوشيتد برس على تويتر الشهر الماضي، ونشر أخبار كاذبة عن وقوع انفجارات في البيت الأبيض، ما أدى لهبوط في أسواق المال لفترة وجيزة.
عدد اليوم
