الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

آسيا تأخذ دوراً رئيسياً في إنقاذ الاقتصاد العالمي

آسيا تأخذ دوراً رئيسياً في إنقاذ الاقتصاد العالمي
25 نوفمبر 2008 00:56
شهد اجتماع التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) في ليما ارتفاع العمالقة الآسيويين إلى مستوى التحدي، حيث أخذوا على عاتقهم المسؤولية عن التنمية الاقتصادية العالمية في الوقت الذي تناضل فيه الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي للتغلب على الأزمة المالية وتداعياتها· وخلال الاجتماع الذي عقد في أجواء يصعب أن تسفر عن تطورات مهمة، قدمت الصين واليابان ودول آسيوية أخرى أدلة وافرة على ما وصفه الرئيس الأميركي جورج بوش بالتحول في ميزان القوة الاقتصادية من الغرب إلى الشرق· وأشار الرئيس الصيني هو جينتاو إلى أن التنمية الاقتصادية في الصين في الوقت الحالي يمكن أن تشكل إسهاماً مهماً في تحقيق الانتعاش العالمي والعودة إلى النمو· من جانبه أكد رئيس الوزراء الياباني تارو آسو مجدداً استعداد بلاده لتقديم قرض قيمته 100 مليار دولار إلى صندوق النقد الدولي من حسابها الخاص من النقد الأجنبي، حسبما أعلن كازو كوداما السكرتير الصحفي لوزارة الخارجية اليابانية· لكن هذه المساعدة لن تتم دون مقابل، فقد دعا الرئيس الصيني إلى تنمية ''شاملة ومتوازنة ومستدامة'' في حين طالب الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو بأن تجني الشعوب في أنحاء العالم ''فوائد مباشرة وحقيقية'' من وراء العولمة في حياتهم اليومية· وأعاد المتحدث الياباني إلى الأذهان أن آسيا لديها معدلات ادخار تتجاوز 20%، في حين اقترب هذا المعدل في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، من الصفر· وتحدث كوداما عن ''مستهلكين شرهين'' في الولايات المتحدة، داعياً واشنطن وغيرها من الدول المتقدمة إلى تصحيح هذا الوضع· وكان عمالقة منتدى أبيك، ومن بينهم الولايات المتحدة واليابان والصين وروسيا، قد اجتمعوا قبل أسبوع في واشنطن في إطار اجتماعات مجموعة العشرين لمناقشة الأزمة الاقتصادية العالمية· وكشف اجتماع واشنطن أنه يتعين إعطاء الاقتصادات الصاعدة دوراً أكبر على الساحة العالمية، وأعاد اجتماع أبيك الذي اختتم رسمياً أمس الأول في ليما عاصمة البيرو بأميركا الجنوبية التأكيد على ما أعلنته مجموعة العشرين في قمة واشنطن بهذا الخصوص· وربما كانت قمة أبيك في ليما هي القمة العالمية الرئيسية الأخيرة التي يشارك فيها بوش بصفته رئيساً للولايات المتحدة، ومن ثم فإن أي خطوات ستكون خاضعة للمراجعة من قبل خليفته باراك أوباما الذي من المقرر أن يتولى مهام منصبه بالبيت الأبيض رسمياً في يناير القادم، وفي هذا السياق، فإنه ليس من المفاجئ بالمرة أن يخرج اجتماع أبيك بالقليل من الإجراءات الملموسة· ورغم أن زعماء أبيك أعلنوا التزامهم باستكمال ''جولة الدوحة'' من محادثات تحرير التجارة في إطار منظمة التجارة العالمية قبل نهاية العام، إلا أن التزامهم هذا ليس موثوقاً به تماماً· ويشار إلى أن أبيك يعرف عنها أنها منظمة تقوم توجهاتها على التجارة الحرة، وبالتالي فإنها لا تشكل العقبة الكأداء التي تقف حجر عثرة أمام إحياء جولة الدوحة· وأكد زعماء أبيك مجدداً رفضهم لسياسة الحمائية· بيد أن الحكومات الأوروبية والديمقراطيين الذين يهيمنون على الكونجرس الأميركي، فضلاً عن الدول الزراعية القوية مثل البرازيل والهند قد يكون لديهم منظور مختلف تماماً· وبينما يغادر زعماء قمة أبيك العاصمة البيروفية، فإن الرئيس الأميركي يوشك على الرحيل عن البيت الأبيض خلال شهرين· ومع افتراض حسن النية في كل ما قيل من كلمات خلال قمة أبيك، فإن هذه الكلمات ستتم غربلتها في محيط دولي أوسع· غير أنه من الواضح أن هذا المحيط الدولي سيتميز ببروز آسيا كلاعب رئيسي، وباعتبارها سوقاً نشطة ونابضة بالحياة تتدفق عليها الأموال باستمرار· ومع أن العمالقة الآسيويين على استعداد للقيام بدور بارز، فإنهم قد أوضحوا أنهم يريدون أن يكونوا زعماء وليس مجرد صرافين·
المصدر: ليما
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©