طالب أولياء أمور في الشارقة الجهات المعنية بتنظيم أوقات عمل العمال الذكور في مدارس الإمارة، بحيث يكون دوامهم في غير ساعات الدوام المدرسي، خاصة في مدارس الإناث، مؤكدين أن وجودهم أثناء اليوم الدراسي غير لائق، وقد يؤدي إلى حدوث جرائم اعتداء وتحرش.
وقالت أمل سالم والدة طالبة بإحدى مدارس الحلقة الأولى في الشارقة، إنها عانت أرقاً كبيراً، خاصة عند توجهت إلى مدرسة ابنتها البالغة من العمر 9 أعوام، ووجدت عمالاً أثناء الدراسة، وبالأخص عقب انتهاء الدوام والذي تنتظر بعده الطالبات أولياء أمورهن لأخذهن من المدرسة.
وأضافت: “فوجئت عندما دخلت بصحبة ابنتي إلى الصالة الرياضية لتجلب حقيبتها المدرسية فرأينا عددا من العمال مستلقين ونائمين فيها بحجة الاستراحة، ماذا سيحصل لو دخلت ابنتي المكان وحدها بين هذا العدد من العمال الذكور”.
وتضيف: “في الآونة الأخيرة وبعد تكرر حوادث التحرش والاعتداء في المدارس، أصبحنا نعيش في قلق مستمر وندعو الله أن يحفظ لنا فلذات أكبادنا”.
وتشير ولية الأمر إلى أنها توجهت إلى إدارة المدرسة معربة عن استيائها من وجود العمال في الحرم المدرسي وخلال ساعات دوام الطالبات، ولاقت تجاوباً كبيراً من قبل الإدارة إلا أن إدارة المدرسة أوضحت لها أن الأمر ليس من اختصاصها حيث إن أعمال الصيانة لا تزال مستمرة في المدرسة وأن هذا الأمر من اختصاص المنطقة التعليمية ووزارة التربية والتعليم.
من جانبه، أكد علي الزعابي ولي أمر إحدى الطالبات في إحدى المدارس الحكومية بالإمارة أن فكرة تواجد العمال في الحرم المدرسي أثناء تواجد الطلبة أمر غير مقبول نهائيا سواءً كان تواجدهم لسبب أعمال الصيانة أو غير ذلك، مشيرا إلى أن مثل هذا الأمر خطير ولابد من المناطق التعليمية والوزارة التحري منه ومنع وجودهم في المدرسة خلال ساعات وأوقات تواجد الطلبة والطالبات، حفاظا عليهن وعلى سلامتهن من أي ضرر قد يتعرضن إليه من قبل أولئك العمال.
واقترح الزعابي أن يتم تنظيم ساعات عمل العمال في المدارس بحيث تكون في الأوقات المسائية إذ أن حارس المدرسة موجود ويمكنهم إكمال أعمال الصيانة، والانتهاء منها وهم بعيدون عن الطلبة والطالبات، مؤكداً ضرورة قيام الجهات المعنية والمختصة بتوعية الإدارات المدرسية وتثقيفها بخطورة تواجد أي عامل في الحرم المدرسي خلال تواجد الطلبة والطالبات في المدرسة، والعواقب التي قد تترتب نتيجة ذلك، فضلا عن المساءلة القانونية التي قد يتعرضون إليها نتيجة الإهمال في هذا الأمر.
إلى ذلك، أشارت إدارة منطقة الشارقة التعليمية إلى أن كافة أعمال الصيانة الدورية للمدارس تنتهي قبل بدء دوام الطلبة والطالبات إلا جزءاً بسيطاً منها يظل العمل فيها قائما، وأنها لم تتلق أي شكوى حول الموضوع إلا أنها ستعمل جاهدة على التأكيد على كافة إدارات المدارس في الإمارة بمنع تواجد العمال أثناء تواجد الطلبة في المدارس حرصا منها على أمنهم وسلامتهم.
وأكد سعيد مصبح الكعبي مدير منطقة الشارقة التعليمية، أن المنطقة وبالاشتراك مع الوزارة تبذل أقصى جهودها حتى تستطيع الانتهاء من أعمال الصيانة قبل بدء العام الدراسي.
وقال: “بعض الأعمال تتطلب مدة تصل إلى 3 أشهر على الأقل، لذا فنحن نجد أنفسنا أمام أمرين إما أن نقوم بتأخير بدء العام الدراسي وهذا أمر صعب جدا أول العمل أثناء الدوام ونجن مجبرون أحيانا على ذلك إلا أن الأمر يكون وفق ضوابط ومعايير معينة بحيث يتواجد العمال في خارج إطار المدرسة ليقوموا بأعمال الصيانة الخارجية ومن ثم وبعد انتهاء العام الدراسي تتوجه الأعمال إلى المبنى الرئيس الداخلي للعمل”.
وأوضح، أن أعمال الصيانة في المدارس تنقسم إلى ثلاثة أقسام، تبدأ بالصيانة الشاملة وهي عادة ما تكون خلال فصل الصيف وصيانة الطوارئ، ثم تأتي الصيانة عن طريق عقود مع وزارة التربية والتعليم وهي مستمرة طوال العام الدراسي.
وأضاف الكعبي: “قد نضطر أحيانا إلى تواجد العمال أثناء الدوام المدرسي، إلا أننا شددنا على إدارات المدارس في الإمارة بضرورة تواجد مشرف أو مشرفة دائمة لمراقبة سير العمال، وعدم انتهاك العمال لخصوصيات الفصول دراسية، لذا فإن الدور الذي يقع على عاتق إدارة المدرسة مهم جدا وكبير ولذلك فنحن ملزمون بتوعيتهم.
عدد اليوم
