الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الحكومة الأميركية تضخ 351 مليار دولار لإنقاذ سيتي جروب

25 نوفمبر 2008 01:04
تدخلت الحكومة الأميركية لإنقاذ مجموعة سيتي جروب المصرفية المتعثرة، حيث وافقت على تحمل معظم الخسائر المحتملة من الأصول عالية المخاطر للبنك التي يبلغ حجمها 306 مليارات دولار، ليصل حجم الأموال التي رصدتها الحكومة الأميركية لإنقاذ سيتي جروب 351 مليار دولار، وذلك في أضخم صفقة إنقاذ حتى الآن لبنك أميركي في إطار الأزمة الاقتصادية العالمية· كما ستضخ واشنطن رأسمال جديداً قدره 20 مليار دولار، فضلاً عن 25 مليار دولار ضختها بالفعل في البنك· في المقابل التزمت سيتي جروب بإصدار أسهم تفضيلية بقيمة سبعة مليارات دولار مع نسبة فائدة 8% للسماح بمساهمة وزارة الخزانة والهيئة الضابطة للقطاع المصرفي· وكان ''سيتي جروب''، أكبر بنك في الولايات المتحدة من حيث الأصول، قد مني بخسائر على مدار الفصول السنوية الأربعة، إذ بلغت أكثر من 20 مليار دولار، وألغى أكثر من 75 ألف وظيفة من بينها 50 ألفاً تم شطبها فقط الأسبوع الماضي· وقالت وزارة الخزانة والهيئة الضابطة للقطاع المصرفي (اف دي اي سي) في بيان مشترك أمس الأول إن ''الحكومة الاميركية ملتزمة بدعم استقرار الاسواق المالية وهو شرط مسبق لتحقيق نمو اقتصادي متين''· وأضافت ''في إطار هذا الالتزام أبرمت الحكومة الاميركية اتفاقاً مع ''سيتي جروب'' لتوفير مجموعة من الضمانات له والحصول على سيولة ورؤوس اموال''· وحصلت سيتي جروب على الدعم الأخير بعد أن هوى سهمها 60 بالمئة الاسبوع الماضي وسط مشاعر قلق من افتقارها لرأس المال الكافي من أجل البقاء· وفي مقابل الإنقاذ المالي ستختفي تقريباً التوزيعات النقدية على مساهمي البنك، إذ لن يكون بوسع البنك توزيع أرباح فصلية أكثر من سنت واحد للسهم خلال السنوات الثلاث المقبلة بغير موافقة الحكومة، وتبلغ التوزيعات الفصلية الآن 16 سنتاً عن السهم الواحد· ولن يتعين على سيتي جروب تغيير الرئيس التنفيذي فيكرام بانديت أو مسؤولين آخرين في القيادة العليا، ولكن سيكون لواشنطن الرأي النهائي في أجور ومكافآت المسؤولين التنفيذيين في المجموعة· كما وافق البنك على محاولة تعديل الرهون العقارية المتعثرة في محفظته البالغة 306 مليارات دولار في إطار سعي الحكومة لدرء شبح نزع ملكية مساكن المواطنين· وقد تصبح خطة الإنقاذ الصيغة المعتمدة لبنوك أميركية اخرى ينتظر أن تواجه خسائر متزايدة مع انزلاق الاقتصاد في هاوية الكساد، وبعد أن كانت خسائر الائتمان تتركز في قطاع الرهن العقاري امتدت الآن إلى مجالات أخرى مثل بطاقات الائتمان والعقارات التجارية· وسيتي جروب هو الأوسع انتشاراً على الساحة العالمية مقارنة مع أي بنك أميركي آخر، حيث يعمل في أكثر من 100 دولة، ويعتقد على نطاق واسع أن البنك أكبر من أن تسمح الحكومة الأميركية بانهياره لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى فوضى مالية عارمة في شتى أنحاء العالم· وقال توني موريس كبير محللي شؤون العملات في ايه·ان·زد بنك في سيدني: إن صفقة الإنقاذ ''تبدو هائلة حجماً ونطاقاً''، وتساءل قائلاً: ''هل يعني هذا أن دعم المؤسسات المالية الأخرى سيكون بهذا الحجم؟ وهل يعني هذا انه ستكون هناك مشاكل أخرى في حساب ما يسمى بالأصول المتعثرة؟''· وتزيد صفقة إنقاذ سيتي جروب بشدة من أعباء الحكومة الأميركية لإنقاذ النظام المالي وذلك بعد إنقاذ مجموعة التأمين ايه·آي·جي وبنك بير ستيرنز وشركتي الرهن العقاري فاني ماي وفريدي ماك وضخ رؤوس أموال بمئات المليارات من الدولارات في بنوك ومؤسسات مالية اخرى· كما تسعى أكبر ثلاث شركات أميركية لصناعة السيارات للحصول على مليارات الدولارات لتفادي شبح الإفلاس· ولم تتحدث السلطات الأميركية عن تشكيل هيئة خاصة تهتم بهذه الأصول كما ذكرت معلومات صحفية، وأشارت فقط الى أن هذه الأصول ''ستبقى في حسابات سيتي جروب''، وأضافت السلطات انها ''مستعدة'' في ''حال اقتضت الضرورة'' أن تضمن ''أي خطر قد ينجم'' عن هذه الأصول الهالكة· وقال المدير العام لسيتي جروب فيكرام بانديت في بيان ''توصلنا الى اتفاق يستند الى فكرة مبتكرة لتعزيز مستوى الملاءة وخفض المخاطر وزيادة سيولتنا· نقدر الجهد الجبار للحكومة لضمان استقرار الأسواق''· وأعلن وزير الخزانة هنري بولسون قبل فترة قصيرة انه لن يأخذ بعد الآن الاموال من خطة النهوض البالغة قيمتها 700 مليار دولار بعدما استخدم جزءاً منها لإنقاذ المصارف وبينها سيتي جروب وانه يتخلى عن شراء الأصول المتعثرة من المصارف· وبتقديم ضمانات على الأصول المتعثرة من دون شرائها تكون السلطات وجدت حلاً مبتكراً من خارج ''خارطة الطريق'' التي وضعتها الأمر الذي قد يشكل ''نموذجاً لمصارف اخرى'' على ما ذكرت صحيفة ''نيويورك تايمز''· وقال مسؤولون بالحكومة الأميركية إن العامل المحرك وراء قرار إنقاذ مجموعة سيتي جروب المالية هو محاولة إعادة الثقة في النظام المالي وفي المؤسسات المالية الأميركية الكبرى· في حديث مع الصحفيين في الساعات الأولى من فجر أمس بعد إعلان صفقة الإنقاذ قال المسؤولون إن وزير الخزانة هنري بولسون ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بن برنانكي عملا مع المسؤولين طوال مطلع الاسبوع للتوصل إلى صفقة الإنقاذ· كما شارك في المحادثات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك تيموثي جيتنر· وارتفعت الأسهم الأوروبية بشدة صباح أمس عقب الكشف عن خطة إنقاذ مجموعة سيتي جروب· وبحلول الساعة 08,08 بتوقيت جرينتش ارتفع مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم كبريات الشركات الأوروبية بنسبة 1,9 بالمئة إلى ·775 4 نقطة، وقد فقد المؤشر 12 بالمئة الأسبوع الماضي ليغلق على أدنى مستوى في خمسة أعوام ونصف العام بينما وصلت خسائره منذ بداية العام إلى 48,5 بالمئة بسبب الأزمة المالية العالمية والمخاوف من تباطؤ اقتصادي· وقادت أسهم البنوك المكاسب حيث ارتفعت أسهم مصارف بانكو سانتاندر وباركليز ودويتشه بنك واتش·اس·بي·سي ولويدز ويو·بي·اس ما بين 1,8 و 5,6 بالمئة· وارتفعت مؤشرات مشتقات الائتمان الأوروبية بشدة أمس بعد إعلان خطة الإنقاذ، وقال برنارد ماك اليندن المحلل الاستراتيجي لشؤون الاستثمار في ان·سي·بي ستوكبروكرز في دبلن: ''من الواضح أن الانتعاش الأميركي مفيد لمعنويات السوق ومن الجيد أنهم قرروا أن سيتي جروب أكبر من أن يسمح لها بالانهيار·· ولكن النبأ السيئ هو أن هذه أرقام ضخمة تجعل الناس يتوقفون للتفكير فيها''· إلا أن أسهم بنك ستاندرد تشارترد ومقره بريطانيا هبطت ثلاثة بالمئة بعد أن أعلن البنك طرح إصدار خاص للمساهمين لجمع 1,8 مليار جنيه استرليني (2,69 مليار دولار) بهدف تعزيز ميزانيته العمومية ومنحها المرونة اللازمة للاستفادة من الفرص التي يتيحها الاضطراب الحالي في الأسواق·
المصدر: واشنطن-نيويورك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©