وعد البحري: الطرب مشروع عمري

استمع العالم العربي الى صوت المطربة السورية وعد البحري طوال شهر رمضان الماضي من خلال مسلسل ''أسمهان'' الذي شدت فيه فأبدعت مما جعل البعض يعتقد أن الاغاني المصاحبة للمسلسل أرشيفية وبصوت ''أسمهان'' الحقيقي· وكشفت وعد عن قدراتها الحقيقية في مهرجان الموسيقى العربية السابع عشر بالقاهرة لتقدم اكثر من وصلة غنائية، وامتلأ المسرح الكبير بدار الأوبرا عن آخره ليستعيد معها الجمهور زمن الطرب الأصيل· وأبدعت في اغاني أم كلثوم وأسمهان· وقبل أن تغادر المسرح استوقفها الجمهور طويلا لتعود من جديد وترد التحية بأغنية اضافية تختتم بها وصلتها·وبعد نجاح حفلاتها بالاوبرا تدافعت شركات الانتاج للتعاقد معها· لكن وعد التي دخلت عالم الاضواء والشهرة منذ فترة قريبة قررت التريث في خطواتها ودراسة كافة المشاريع الفنية الجديدة بترو وطموحها أن تقدم فنا خالصا بلا تنازلات وأن تحتفظ بثقة الجمهور·وعن بدايتها تقول البحري:''نشأت في مدينة أبوظبي، وعشقت هذه المدينة بكل ما فيها وقضيت بها طفولتي وصباي وتعلمت بمدارسها حتى المرحلة الثانوية ثم التحقت بجامعة عجمان فرع أبوظبي وحصلت على بكالوريوس إدارة اعمال· وكان الفن والغناء هوايتي المفضلة منذ كان عمري ثماني سنوات حيث كنت أشارك بالغناء في العديد من الحفلات المدرسية والمناسبات الوطنية بالإمارات ومنها أوبريت ''حكاية دولة'' والذي أعتز به جدا وهو الوحيد الذي تم تسجيله وتصويره ومؤخرا قدمت أغنية للمرور بعنوان ''أخي السائق'' مازالت تعرض حتى الآن وغنيت من ألحان كبار الملحنين الاماراتيين مثل فايز السعيد وعلي كانو''· وحول تأثرها بالموسيقى الخليجية قالت: ''أحب الانغام الخليجية وأعشق أصوات محمد عبده وراشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله وميحد حمد''· وعن مشاعرها أثناء الغناء على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، تذكر: ''كنت في حالة رعب رغم أنني غنيت في أوبرا الشام وشاركت في حفلات بالعديد من الدول العربية لكني شعرت برهبة كبيرة قبل الصعود الى مسرح الاوبرا المصرية وكنت اذهب الى الكواليس لأرتشف قليلا من الماء فقد كان الجمهور رائعا وحماسه وتصفيقه كان يزيدني إحساسا بالرهبة والمسؤولية وظل خوفي بداخلي ولم يؤثر على أدائي وجاءت مشاركتي في أوبريت ''على الخريطة'' في حفل افتتاح مهرجان القاهرة للإعلام العربي من ألحان الموسيقار عمار الشريعي مفاجأة سارة لم أتوقعها''· وأكدت البحري أنها لم تكن تتوقع كل هذا الصدى الاعلامي بعد مشاركتها بالغناء في مسلسل ''أسمهان'' والذي قادها الى الاوبرا المصرية العريقة حيث غنى كبار النجوم في عالمنا العربي· وأضافت: ''منذ سنوات أبذل كل جهدي لكي يصل صوتي للجمهور وكنت اعتمد على نفسي واثناء وجودي في مصر مؤخرا تلقيت العديد من العروض من بعض شركات الإنتاج ولكني قررت التروي ودراسة تلك العروض بما يحقق لي الحفاظ على التواصل مع الجمهور في الحفلات واصدار ألبومات غنائية تتفق ورؤيتي الفنية بلا أي تنازلات''· وتعترف البحري بأن أول كلمات تشجيع تلقتها في طفولتها كانت من الموسيقار الراحل سيد مكاوي الذي قال لها: ''صوتك جوهرة'' وقبل ذلك وبعده كان والدها يساند موهبتها ويرعاها وأهدى إليها أول ''عود'' وهي في الرابعة من عمرها· كما شجعتها والدتها التي تقف بجوارها دائما وهي تمتلك صوتا جميلا وكانت تتمنى احتراف الغناء لولا معارضة اسرتها· وقالت البحري: ''بدأت بدراسة الموسيقى الشرقية والكلاسيكية وتخصصت في الغناء الاوبرالي والعزف على العود ثم التحقت بفرقة ''التخت النسائي'' الدمشقية ثم واصلت طريقي مع الطرب الأصيل الذي أحبه وقدمت أول مشاركة لي قبل شهور في معهد العالم العربي بباريس''· وعن مسلسل ''أسمهان'' الذي منحها الشهرة الواسعة، قالت:'' شاهدني الفنان فراس ابراهيم في حوار تليفزيوني على قناة ''العربية'' ورشحني للغناء بالمسلسل وكان ذلك قبل نحو ثلاث سنوات وظل فراس يحتفظ بصوتي على هاتفه المحمول وتوقف المشروع وفي العام الماضي فوجئت باتصال هاتفي من الشركة المنتجة للمسلسل لإتمام العمل وأدين بالفضل للموسيقار رعد خلف الذي نجح في التعامل مع صوتي وتوظيفه لأغاني المسلسل بشكل مناسب حيث قدمت ثلاثين أغنية لأسمهان الى جانب تيتر المقدمة والنهاية· وكانت تجربة صعبة ولن أنسى الجهد الذي بذله معي الموسيقار رعد خلف حيث دربني على أغاني لأسمهان لم اكن اعرفها من قبل مثل ''نار الفؤاد'' و''كلمه يا نور العيون'' و''يوم اشوفك'' ولم تكن الصعوبة في الغناء ولكن في بعض المواقف الدرامية مثل الموقف الذي غنت فيه أسمهان وهي مريضة امام الموسيقار محمد عبدالوهاب لذلك كان عليَّ أن أغني بصوت يعكس حالة المرض''· وتنفي البحري ما أثير حول خلافها مع أسرة مسلسل ''أسمهان'' ومنتجه قائلة: ''لم يحدث أي خلاف بل وجدت كل رعاية وتقدير من الجميع وفيما يتعلق بموضوع حجم اسمي على التتر كان مجرد مكالمة للمنتج اسماعيل كتكت وشكرته على الصورة الرائعة للعمل والفرصة التي منحها لي ونقلت له ملاحظة بعض اصدقائي بان اسمي لم يكن واضحا ورد عليّ بكل ود بأن العمل ضخم وبه اسماء كثيرة''· وترى البحري أن اتجاهها للتمثيل فكرة مؤجلة لأنها تفضل التركيز في اعمالها الغنائية· وقالت: ''من الممكن أن أفكر في التمثيل إذا وجدت دورا جميلا وعملا ضخما يوظف قدراتي الغنائية مثل مسلسل عن مطربة كبيرة كمنيرة المهدية أو غيرها من عمالقة الغناء وهذه التجربة مهمة وقد تكون مناسبة لي ولكني لا أفكر فيها ويشغلني اختيار اغنيات جديدة والتعاون مع كبار الملحنين في عالمنا العربي لأن الطرب الاصيل هو مشروع عمري كله''· وحول طريقة اختيارها لكلمات الأغاني الخاصة بها بعد أن غنت لكبار الشعراء أحمد شوقي وأحمد رامي وغيرهم أكدت: ''لا تهمني الاسماء الكبيرة فقط ولكنني أبحث عن الكلمة الراقية التي أحس بها وانا قارئة ومتذوقة للشعر وأحب قصائد محمود درويش ونزار قباني وأعشق المتنبي وجبران خليل جبران كما احب قراءة الادب وخصوصا روايات نجيب محفوظ وأحرص على متابعة الجديد في عالم الكتب''· وهوايات البحري متنوعة وعنها قالت:'' أحب الرياضة واحرص على المشي بانتظام على الاقل عندما يكون وقتي ضيقا وأحب الطهو والسفر والحفلات العامة وامارس السباحة والتزلج كلما سمحت الظروف وأتابع السينما العربية والعالمية وأحرص على مشاهدة الافلام الجديدة''·