يناير «شهر الحسم» في السباق على رئاسة الفيفا

معتز الشامي (دبي) بات الصراع محتدما، بين مرشحي انتخابات السباق نحو رئاسة بيت الكرة الأكبر والأهم، وهو الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، لاسيما بعد أن تحرك الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي، في ضربة استباقية، وأعلن برنامجه الانتخابي، لإقناع الاتحادات الوطنية والأهلية، بدول العالم، بأفكاره التي تهدف لتنقية أجواء الفيفا «الملوثة» بفعل فساد من سبقوه، عبر سلسلة من الإصلاحات التي تهدف لإعادة الفيفا إلى الواجهة، ومحاولة تنظيف سمعته. ويشهد شهر يناير الجاري، تحركات مكثفة بكافة الحملات الانتخابية للمرشحين الخمسة على رئاسة مقعد الفيفا، وهم الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي، والأمير علي بن الحسين، وجياني إينفانتينو الأمين العام لليويفا، وكل من الجنوب أفريقي طوكيو والفرنسي شامبين. ويتعامل المرشحون كافة، خصوصا الأوفر حظا منهم، مع الشهر الجاري، على أنه شهر الحسم، وكشف الأوراق، واتضاح الصورة من حيث ملامح الصراع على مقعد رئاسة الفيفا، حيث بدأت تحركات تدور عبر اتصالات «غير مباشرة» من أجل إقناع شخصيات بالانسحاب لمصلحة أخرى، ووفق المتابعة لتلك التحركات، سيكون يناير الجاري، حاسما خصوصا مع الأيام الأخيرة منه، بالإضافة للأسبوع الأول من فبراير، وقبل الاقتراب من موعد الانتخابات، التي ستجرى في 26 فبراير المقبل. وانطلق أكثر من مرشح للمنصب، في جولات مكوكية بدول العالم، خاصة الثلاثي الشيخ سلمان بن إبراهيم، والأمير علي بن الحسين، وجياني اينفانتيو الأمين العام لليويفا، من أجل جس نبض الاتحادات القارية والأهلية، فضلا عن احتياج من يحسم السباق، لمباركة اجتماعات الكونجرس، للاتحادات القارية المختلفة، حيث يشهد أيضا شهر يناير، عقد أكثر من اجتماع جمعية عمومية قارية، في الأميركيتين، وأوروبا، وأيضا أفريقيا، للحديث بشكل علني، عمن سيؤيد كل اتحاد قاري بالاتفاق بين أعضائه، وهو ما قد يكون سببا في قلب كافة التصورات والسيناريوهات المطروحة حاليا رأسا على عقب. من جانب آخر كشف الإيطالي جلافوتي مستشار الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، عن أن السويسري جياني إينفانتينو،الأمين العام لليويفا، قام ولا يزال، بتحركات واسعة، عبر جولة مكوكية لمختلف قارات العالم، تمتد حتى أواخر يناير الجاري، على أمل الحصول على الدعم والتأييد والمساندة اللازمة، للوقوف أمام التقدم الملحوظ على الأرض، للشيخ سلمان بن إبراهيم (حتى الآن). وأكد جلافوتي أن جياني يحظى بدعم هائل من أوروبا، حيث يمتلك الآن 53 صوتا أوروبيا، كما أنه انطلق في جولة لتأكيد دعم باقي اتحادات دولية وقارية، خصوصا في أميركا الشمالية والجنوبية بالإضافة للكونكاكاف وأوقيانوسيا، وأشار إلى أن الأيام القليلة المقبلة، ستشهد مفاجآت غير متوقعة. من جانبه، أكد المستشار الدكتور ماجد قاروب، مستشار الجمعية الدولية لقانون الرياضة، وعضو اللجنة القانونية بالفيفا، أن خريطة الانتخابات لرئاسة الفيفا، بدأت بالفعل في الظهور، ولفت إلى أن رمانة الميزان، في الانتخابات ستكون كتلة أصوات قارة أفريقيا، وقال «الآن بات واضحا أن آسيا تقف خلف الشيخ سلمان بأغلبيتها، بدعم وتأييد من أحمد الفهد بما له من ثقل وعلاقات قوية بالقارة» وعن جياني إينفانتينو، وفرصته في تأييد أوروبا، قال «أعتقد أنها كبيرة جدا». وأضاف «لكن تبقى مشكلة اينفانتينو الحقيقية، في استمرار بلاتيني في المشهد، حيث لا يزال بالفعل مستمرا في محاربة القرارات الصادرة ضده بالإيقاف، وبالتالي هذا يرسخ في الذهن، أن إينفانتينو، مرشح الظل البديل، ما يعني أن أوروبا تحتاج لأن تثق في أن مرشحها هو الأول وليس البديل، ما لم يسعَ بلاتيني إلى تسوية، للخروج الهادئ من المشهد الرياضي الدولي والأوروبي، سيكون أكبر نقطة سلبية في ملف ترشح جياني الأمين العام لليويفا». الفيفا يحتاج لشخصية قوية دبي(الاتحاد) أكد المستشار ماجد قاروب عضو اللجنة القانونية بالفيفا، أن الاتحاد الدولي، يحتاج بالفعل لشخصية قيادية مستقلة، تفوز بأغلبية حقيقية، ولا تتأثر بالقوى الكبيرة في كرة القدم، حتى تستطيع التعامل مع جميع الأعضاء بطريقة متساوية، وتتعامل معهم على الأساس الرياضي والأخلاقي، وليس على الأساس الاقتصادي والرياضي، الذي يميل للسيطرة في كافة دول أوروبا الغنية فقط. وأضاف أن «الخريطة الانتخابية، لن تحسم إلا بأصوات أفريقيا التي لم تظهر أي ميول علني، ولكنها تميل لدعم الشيخ سلمان «حتى الآن»، عن طريق تمسك عيسى حياتو بذلك، وهو لا يزال مسيطرا في القارة السمراء، كما أن أفريقيا لا ترغب في التعامل مع دمية أوروبية، يحركها بلاتيني والدول صاحبة النفوذ، لأنها المصدر الحقيقي لثراء الكرة الأوروبية، دون أي عوائد أو اهتمام حقيقي من قبل أوروبا، وهو ما قد سيترسخ حال فوز مرشح الظل وهو جياني اينفانتينو». عن تدخل بلاتر للانتقام من أوروبا، التي أسقطته وكانت وراء تلويث سمعته بالفساد، وإدانته في النهاية، أكد المستشار الدكتور ماجد قاروب «أعتقد أنه لا يجب أن نستبعد وجود اجتماعات خارجة عن إطار وروح القوانين واللوائح، وبالتالي قد تظهر تسريبات وملفات تتعلق بشبهات فساد، لأي من المرشحين الحاليين، أو لأي من القيادات القارية التي لم تلوث بعد». وأضاف «قد نصل إلى مرحلة يتقلص فيها المرشحون الحاليون للفيفا، جزئيا أو كليا، وهذا لن يتضح قبل نهاية الشهر الجاري، وقد نرى مفاجآت لم تكن في الحسبان».