أكد عبد الفتاح محمد المرزوقي والد لطفل المواطن مشعل، الذي سكبت عليه خادمة آسيوية ماء القدر المغلي، أن الخادمة قالت إنها أقدمت على فعلتها كي تعود إلى بلدها.
وأضاف المرزوقي، في تصريح خاص لـ"الاتحاد نت"، أنه تبين أن "مكتب جلب العمالة سلم لهم الخادمة رغم أنها مخالفة لقانون الإقامة منذ 5 أشهر".
وأوضح أن الخادمة، التي تبلغ من العمر 25 عاماً، سكبت على الطفل ماء القدر المغلي دون سابق إنذار.
وقال الدكتور مقداد الحمادي استشاري في جراحة التجميل والحروق والجراحة الميكروسكوبية في مستشفى المفرق، حيث يتعالج مشعل، إن "نسبة الحروق (في جسم مشعل) بلغت 25 بالمائة وهي تعتبر نسبة عالية جدا".
وأضاف الدكتور الحمادي أن عشرين في المائة من جروح الطفل، الذي لا يتعدى عمره سنة ونصف السنة، هي من الدرجة الثانية ولن تترك آثارا في المستقبل. وأكد "5 في المائة من جروحه تحتاج إلى عمليات ترقيع".
وقال الحمادي إن الطفل في حالة مستقرة، متوقعا أن يبقى في المستشفى ما بين 3 إلى 4 أسابيع.
وكانت "الاتحاد" قد نشرت، أول أمس، تفاصيل الحادثة المؤلمة. حيث أقدمت الخادمة الآسيوية، في أول عمل تقوم به لدى أسرة مواطنة، على سكب ماء مغلي على الطفل.
وحرر عبدالفتاح المرزوقي، والد الرضيع مشعل محضرا في مركز شرطة مدينة خليفة، ضد الخادمة التي اعترفت بفعلتها.
وقال الأب لـ«الاتحاد»: "الواقعة حدثت يوم الجمعة الماضي، وهو اليوم ذاته الذي أكمل فيه مشعل العام ونصف العام، حيث كان الجميع في المطبخ لتحضير وجبة الغداء. وقمنا بسؤالها إذا كانت تستطيع تصفية ماء الأرز المطبوخ، فكانت إجابتها بنعم، وما هي إلا ثوانٍ حتى اتجهت إلى الطفل الواقف بالقرب من الثلاجة وسكبت عليه الماء الساخن. بعدها، بدأ بالصراخ من الألم، وأسرعنا بنقله إلى طوارئ مستشفى المفرق مصاباً بحروق على جسده كله".
وتابع "الخادمة بدأت العمل لدينا قبل يوم واحد من الحادثة، وأحضرها مكتب الخدم، ولم تكن هي التي قمنا باختيارها، ولكنهم طلبوا منا تجربتها مؤقتاً لحين قدوم الخادمة التي قمنا باختيارها والتي كانت أكبر سنا من هذه. واتضح لنا في وقت لاحق أنها أرجعت إلى المكتب أربع مرات متتالية من 4 عائلات".
العقوبة حسب نوع الجريمة:
وأوضح المحامي والمستشار القانوني جمعة مليح من مكتب مليح للمحاماة، أن جريمة إلقاء ماء مغلي على طفل ترجع في مجال التكييف القانوني وفقاً لأحكام قانون العقوبات الاتحادي وقانون حماية الطفل «وديمة» رقم 3 لسنة 2016 إلى عدة حالات كالتالي: الحالة الأولى كجرائم منصوص عليها بقانون العقوبات الاتحادي وهي حالة (أ) أن يكون إلقاء الماء المغلي على الطفل بنية إزهاق الروح ولم يؤد إلى وفاته لسبب لا دخل لإرادة الجاني فيه وهو تداركه بالعلاج. وفي هذه الحالة، يعاقب الجاني بعقوبة الشروع في القتل طبقاً لنص المادتين 35 و332 ويعاقب عليها بالسجن المؤقت أو المؤبد.
أما في الحالة (ب) أن يكون الماء المغلي ليس بقصد قتل الطفل ولكن أدى ذلك إلى وفاته فيعاقب الجاني بتهمة الضرب المفضي إلى الموت ويعاقب طبقاً لنص المادة 336 من قانون العقوبات بالسجن عشر سنوات.
وفي الحالة (ت) أن يكون إلقاء الماء المغلي ليس بقصد القتل ولم يفضِ إلى الموت وإنما أفضى إلى حدوث عاهة مستديمة. ويُعاقب الجاني طبقاً لنص المادة 338 بالسجن لمدة لا تزيد على خمس سنوات.
وفي حالة تعريض حياة الطفل للخطر مع عدم مقدرته على الدفاع عن نفسه طبقاً لنص المادة 349 من العقوبات، يعاقب الجاني بالحبس مدة لا تزيد على سنتين.
أما الحالة الثانية كجريمة منصوص عليها في القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 قانون حماية الطفل «وديمة» وهي حالة تعريض الطفل للتعذيب والاعتداء أو الاعتداء على سلامته البدنية أو إتيان أي عمل ينطوي على القسوة وفقاً لما هو منصوص عليه في المادة 36 من هذا القانون والمعاقب عليها بالحبس والغرامة التي لا تقل عن 50 ألف درهم أو في إحدى هاتين العقوبتين طبقاً لنص المادة 69 من القانون ذاته.
==
إخراج : نورس حمدان
تصوير: أنس الأصيل وأنس أبوصعب
عدد اليوم
