الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

العراقي أمجد سعيد يتنقل بين أنماط شعرية في «نشيد الأزمنة»

24 يناير 2010 21:30
في مجموعته الشعرية “نشيد الأزمنة” يبدو الشاعر العراقي المقيم في مصر أمجد سعيد ممتلىء بالألم والشعور بالفقد والنقمة على ما جرى ويجري في بلاده، لكنه في غالب ما كتب بدا كأنه يقف خارج التجربة الشعورية، وعوضا عن نقل المعاناة العاطفية بلهبها نقل هذه المعاناة بطريقة تقريرية باردة الا في حالات قليلة. عدد من قصائد المجموعة قيل في مناسبات معينة لكنها تكلمت عن المناسبة -سواء في ما يحزن أو في ما يهز المشاعر الوطنية- دون أن يبدو بوضوح إنها مرت في نار التجربة الشعورية. جاءت مجموعة أمجد سعيد الشعرية في حوالي 100 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن دار “نفرو للنشر والتوزيع” في القاهرة. القصيدة الأولى “ضياع” ربما كانت من أنجح القصائد في نقل أجواء المجموعة كافة خاصة تلك الخصائص “الجيدة” منها حتى وإن وردت في صورة ذهنية تقريرية ولم تحمل جديدا في الفكر أو الشعور. إنها مع ذلك كله جاءت ذات وقع في نفس القارىء. بدا فيها الشاعر عرافا “رائيا” حذر وأنذر دون ان يحفل احد بكلماته إلى أن ضربت الكارثة الجميع. قال أمجد سعيد في هذه القصيدة: قلت لهم تمعنوا في البحر واقرأوا نوايا الريح والأمواج لكنهم رغم بهيم الليل والعواصف الهوجاء وانطفاءة الأبراج لم يسمعوا الصوت الذي أنذرهم قبل ضياع كل شيء العباد والبلاد والطريق والسراج. في قصيدة “أولون في النار أولون في الرماد” صور وأفكار ومجردات ومجازات وتنقل بين نمط وآخر في انتقال سلس سهل مرة ومتعثر إيقاعيا مرة اخرى. في أقسام من القصيدة ما يذكرنا ببعض قديم الشاعر “ادونيس” مثلا. يبدأ الشاعر القصيدة بالقول: في البدء كان الصمت/ عباءة/ ألما فوق/ كانت الرؤى عرائس الوهم التي تسبح/ فوق حلمها الطافي/ على سجادة الماء/ وكان البيت/ عريشة من ورق الدمى/ وحزمة القصب/ يبنيه طمي راكض/ من شهقة النبع/ الى مقبرة المصب/ والريح تأتي من خفايا ظلمة الجهات/ كان الموت/ سيد كل سيد/ هو اللهيب والرماد/ النبض السائر في أوردة الأجساد وانطفاءة الأنفاس/ في البدء كان الناس/ في البدء كان التاج/ من فضة الدمع/ ومن بكاء العاج. وعلى غرار ما غدا مألوفا في الشعر الحديث في هذه الآونة ينتقل أمجد سعيد في القصيدة نفسها من تعدد أوزان وقواف الى نمط آخر يبدو انه نمط قصيدة النثر ثم يعود الى النمط السابق وإن بقدر من التعب.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©