إيهاب الملاح (القاهرة)
عن 85 عاما توفي الكاتب المسرحي والسيناريست المصري الشهير محفوظ عبد الرحمن، بعد صراع مع المرض. رحلة حياة حافلة بإبداعاته المسرحية والتليفزيونية التي لا تنسى، وتاريخ حافل بالكتابة الرائعة والأعمال الخالدة.
الكاتب المسرحي والتليفزيوني الراحل، من مواليد التوفيقية في محافظة البحيرة في ديسمبر 1933، وتنقل مع أسرته في عدد من المدن المصرية نتيجة عمل والده. تخرج في قسم التاريخ بكلية الآداب، جامعة القاهرة في العام 1960، وعمل في الصحافة إلى أن تولى في أواخر الستينيات سكرتارية مجلة (السينما)، ثم مجلة (السينما والمسرح). عمل بالكويت والسعودية عدة سنوات من سبعينيات القرن الماضي، ثم عاد إلى القاهرة، ليركز معظم نشاطه الفني في كتابة التمثيليات والمسلسلات التليفزيونية. وقد درس كتابة السيناريو منذ منتصف السبعينيات في كل من معهد الفنون المسرحية بالكويت، ومعهد التدريب الإذاعي بالقاهرة.
كتب أولى مسرحياته «اللبلاب» العام (1963) ولكن الرقابة اعترضت عليها، وفي الفترة من منتصف السبعينيات حتى نهاية الثمانينيات كتب محفوظ عبد الرحمن مسرحياته الطويلة والقصيرة، التي عرضت على خشبات المسرح المصري قبل أن تصدر في كتب، ومنها «عريس لبنت السلطان» (1978)، و«احذروا» (1983)، و«كوكب الفئران»، و«ما أجملنا» (1984)، و«محاكمة السيد ميم» (1985). أما مسرحيته «المحامي والحرامي» فقد عرضت عام (1989) ثم نشرت عام (2000).
تقريبا كل مسرحياته الطويلة مستوحاة من التراث العربي، فيما عدا مسرحية «كوكب الفئران» التي تقدم في إطار فانتازي ومضمون واقعي يحمل رموزًا ودلالات سياسية. أما في الدراما التليفزيونية، فيعد محفوظ عبد الرحمن في الطبقة الأولى الممتازة من كتاب الدراما المصريين الكبار، مثل أسامة أنور عكاشة ومحسن زايد وغيرهما. له مساهمة بارزة في كتابة العديد من المسلسلات التليفزيونية التي أصبح من أشهر كتابها المعاصرين، فقد قدم أعمالا حظيت بقبول جماهيري ونقدي واسع، منها: «ليلة سقوط غرناطة»، و«الكتابة على لحم يحترق»، و«السندباد»، وثلاثية «بوابة الحلواني» التي لاقت نجاحاً كبيراً، و«مصرع المتنبي»، و«أم كلثوم». كما كتب السيناريو والحوار لفيلم «ناصر 56».
كان الراحل عضوا في العديد من الجمعيات الفنية كجمعية مؤلفي الدراما، والجمعية المصرية لنقاد وكتاب السينما، كما أنه عضو نقابة المهن السينمائية ونقابة المهن التمثيلية.
عدد اليوم
