الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«100 ساعة عطاء».. وثبة نحو التكافل الاجتماعي

«100 ساعة عطاء».. وثبة نحو التكافل الاجتماعي
19 أغسطس 2017 23:00
أزهار البياتي (الشارقة) ضمن مسؤولياتها الاجتماعية النبيلة ووفق نهجها الدؤوب في نشر روح التكافل المجتمعي والعمل التطوعي بين فئة الشباب، بادرت من جديد سجايا فتيات الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، خلال هذا الموسم إلى إطلاق برنامجها الريادي «100 ساعة عطاء»، لتعزيز روافد التعاون وتقوية روابط التعاضد بين مختلف شرائح المجتمع. وتحّولت المبادرة إلى خطّة عمل مجتمعية حيوية ومتكاملة، بدأ تنفيذها من 30 يوليو حتى 24 أغسطس 2017،وبمشاركة 800 فتاة متطوعة، يسهمن جميعا في تفعيل عملية تطوير وتحسين مجموعة من منازل الأسر المتعففة في مدن الشارقة، وكلباء، وخورفكان، لتأهيلها وتهيئتها بما ينسجم مع معايير سبل العيش الكريم. احتياجات الآخرين وعن أهداف هذه المبادرة قالت الشيخة عائشة خالد القاسمي، مدير سجايا فتيات الشارقة، إن وضع برنامج 100 ساعة عطاء، على أسس تطوعية خيّرة، هدفها دمج الفتيات الشابات من بنات الإمارات في مضمار العمل الاجتماعي، بحيث يلمسن عن قرب احتياجات الآخرين، ويصبحّن أكثر اتصالا بهذا الواقع، متحملات مسؤولياتهن الوطنية كمواطنات صالحات، ومساهمات في تفعيل عجلة البناء والتقدم. وأشارت إلى أن من خلال هذا البرنامج تعمل الفتيات المتطوعات على المساعدة في تطوير منازل الأسر المحتاجة والمتعففة في الإمارة، موفرة لكل بيت وعائلة منهم جملة من الاحتياجات الأساسية، من تلك التي تلبي متطلبات أفراد هذه الأسر وتحسن ظروفهم المعيشية، لنكون جميعا شركاء في العمل المجتمعي بما يتماشى مع عام الخير، وترسيخ مبادئه في نفوس الأجيال الجديدة. الأعمال التطوعية وأوضحت أن فكرة المبادرة تعتمد على أن تقضي الفتيات 5 ساعات يومياً على مدار 5 أيام أسبوعياً، للمشاركة في الأعمال التطوعية في بعض من البيوت المستهدفة، بحيث نصل إلى حصيلة مجموع الساعات المنجزة في العمل التطوعي إلى 100 ساعة عطاء، وبما يشير إلى وضوح رؤية سجايا في الاستفادة من أوقات الفتيات في الخدمة المجتمعية، كما يرتقي بخبراتهن الحياتية كافة، مساهما في بناء الشخصية ومعززا مفاتيح الثقة بالنفس، ما يرفع من نسبة السعادة ويوثق العلاقات الإنسانية في عموم المجتمع. ولعل المتابع لتفاصيل هذا البرنامج يكتشف كيف أنه يعمل على تعزيز روح العمل والمسؤولية عند المشاركات، كونهنّ يقمن بكل الأعمال بجهد ذاتي مباشر، ما يجعلهن على احتكاك مع ظروف العيش المختلفة، إضافة إلى دوره في صقل المهارات وترقية الخبرات، عبر الانخراط في العمل اليدوي وممارسة الحرف البسيطة باستخدام مواد أولية، فضلاً عن احتياجات أخرى تقدمها غرفة تجارة وصناعة الشارقة – شريك الخير. علاقات إيجابية وتقول المنتسبة لـ « 100 ساعة عطاء» عائشة وعمرها 13 عاماً : لقد تعلمت الكثير من البرنامج، وتمكنت من خلاله من اكتساب مزيد من الثقة بقدراتي الشخصية، وإمكانياتي في مساعدة الآخرين، كما انفتحت عبر تجربتي هذه على مزيد من الصداقات والعلاقات الإيجابية، مختبرة واقعا مختلفا وجديدا لم أكن على بينّة منه، حيث قمنا بزيارات ميدانية لبيوت الأسر المتعففة، ولمسنا عن قرب أحوالهم المعيشية، مادين لهم يد العون». وأضافت: «التجربة التي قدمتها لنا سجايا فريدة من نوعها على صعيد تطوير وتحفيز مداركنا على الابتكار، الإبداع، وخدمة المجتمع، وهذا شيء تعودنا عليه في هذا الكيان المربي والداعم للإماراتيات، والذي هيأ لنا الكثير من الفرص للارتقاء، الحلم، والتفوق.» أما عليا الكعبي( 13 عاماً)، فأشارت إلى أن المشاركة كانت في البداية لإشغال وقت الفراغ والاستفادة من العطلة، ولكن عند التعمق بمراحل المبادرة والوقوف على رؤاها، تحمست كثيرا للعمل، خاصة أنه يسعى إلى تحقيق هدف سام ونبيل، مروجا لفكرة التكافل المجتمعي، وجامعا فريق الفتيات المشاركات على بركة العطاء وفضل التطوع. أماني الزعابي( 14 عاماً)، أضاف لها البرنامج العديد من المزايا، واكتشفت معه الكثير من حقائق الحياة، أبرزها أهمية القناعة وقيم الاحترام وفضل التعاون بين البشر، وكيف أن إسعاد الآخرين يحّول الإنسان إلى شخص سعيد وراض ومنفتح، كما تعلمت المعنى الحقيقي لمصطلح المواطنة الصالحة، تلك التي تحتضن أبناء الوطن وتدفعهم نحو التحّلي بروح المبادرة والعمل على تقوية أواصر المجتمع. جواهر السويدي( 13 عاماً) شاركت في البرنامج كونها شعرت برغبة كبيرة في مساعدة الناس، وأن تقوم بعمل يسعد الآخرين، وقد أتاح لها البرنامج فرصة كبيرة في أن تكون ضمن فريق عمل إيجابيّ ذي عزيمة كبيرة لتقدم كل ما يمكنها في سبيل مساعدة غيرها، وهذا نهج تربوي في دولة الإمارات، تتوارثه الأجيال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©