الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الخليلي: الفن أفضل وسيلة لنقل الصورة الحضارية للمسلمين

الخليلي: الفن أفضل وسيلة لنقل الصورة الحضارية للمسلمين
30 يناير 2008 01:37
اعتبر البروفسور ناصر الخليلي مالك مجموعة ''كنوز الخليلي'' وأحد خبراء تاريخ الفنون الإسلامية أن الاهتمام بالثقافات والفنون هو الجسر الأهم الذي يصل بين الحضارات، وهي أنجح من السياسة في إقامة تواصل وتفاهم بين الأمم والشعوب مشددا على أن لغة الفن والثقافة هي اللغة العالمية وليست لغة السياسة· وقال إن اقتناءه للعديد من اللوحات والتحف الفنية حول الفن الإسلامي هي ليست امتلاكا لهذه الكنوز، وإنما يقوم برعايتها والمحافظة عليها مؤقتا· وقال إن المقتنيات التي يقوم برعايتها تبعث رسالة للعالم مفادها أن الحضارة الإسلامية لعبت دورا كبيرا في النهضة الإنسانية وساهمت في بناء الحضارة التي نعيشها اليوم· ودعا إلى أن نكون جميعا سفراء للإسلام في تبليغ رسالته الحضارية· وأكد خلال المحاضرة التي شهدها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بمجلس سموه في أبوظبي، أن الفن الإسلامي جاء من مختلف الأقطار الإسلامية، وساهم فيه العديد من المسلمين من مختلف الخلفيات والثقافات على مر التاريخ الإسلامي· وكانت محاضرة ''الفن الإسلامي'' التي استضافها الليلة قبل الماضية مجلس سمو ولي عهد أبوظبي ضمن سلسلة الأمسيات الفكرية التي ينظمها المجلس دوريا قد بدأت بعرض الخليلي مسيرته بجميع المقتنيات من الفن الإسلامي على مدى 30 عاما· أعمال نادرة أوضح البروفسور الخليلي أن محور نشاطاته انصب طوال الفترة الماضية على جمع وتكوين مجموعة مميزة من الأعمال التاريخية الفنية النادرة وخاصة ما يتعلق منها بالفن الإسلامي· وقال: ''أصبح هذا الهدف هو شغلي الشاغل حيث وجدت فيه متعة شخصية وتحديا كبيرا·'' وأوضح أن هذا الشعور ليس وحده وراء تكوين هذه المجموعة بل الرغبة الخالصة وعبر برنامج واسع النطاق إلى الجمع بين حماية التراث والنشر وإقامة المعارض الفنية وإتاحة هذا كله أمام العلماء والمختصين والناس على حد سواء لكي يلموا بجوهر وقيمة وتاريخ هذه الأعمال والفنون الإسلامية· وأضاف: أرى أن أنشطتي ليست أكاديمية بحتة وإنما هو عمل شمولي يهدف إلى إبراز روعة الفن الإسلامي وبيان مدى مساهمته في إثراء عالمنا وهو يغطي منطقة تاريخية وجغرافية واسعة وتمتد من القرن السابع إلى القرن العشرين· وأعرب عن سعادته بتحقيق هذا الهدف، واصافا جمعه الأعمال الفنية الإسلامية بأنه إعجاب بالثقافة الإسلامية وتاريخها وبأنها الأكثر حميمية إلى قلبه· وأشار إلى أنه ''يوجد العديد من الأشياء التي تجمع الناس ولا تفرقهم وتقوم بتعزيز التفاهم المشترك بين الشعوب وهذا ما تلعبه سائر الفنون في العالم''· خصائص فنية وتحدث البرفسور الخليلي وهو من أبرز المهتمين باقتناء التحف والأعمال الفنية الإسلامية ويمتلك مجموعة تشمل 20 ألف قطعة فنية تحت مسمى ''وديعة عائلة الخليلي'' تعكس إنجازات الفن الإسلامي وتأثيرها الحضاري على مختلف بلدان العالم عن خصائص الفن الإسلامي· وقال: ''إن ما يميز هذا الفن هو ذلك الغنى الفريد الذي يغطي ميادين شتى تجمع الديني مع الدنيوي أو الحياتي· وأضاف أنه أطلق مسمى ''الفن الإسلامي'' على مقتنياته لأن مفرداته الفنية لها جذور في الفكر الفلسفي الإسلامي، لافتا إلى أنها تُشكل ''التعبير الإبداعي للشعوب الإسلامية المختلفة إلى حد كبير من خلال روح الإسلام وتعاليمه·'' وأوضح أن الفن الإسلامي فن تمت صياغته من قبل مجموعة من الأمم التي تنضوي تحت ثقافة الإسلام وليس فنا خاصا ببلد من البلاد أو حضارة من الحضارات بمفردها وعلى مدى ألف وأربعمائة عام من النتاج الفني قدم الفنانون المسلمون مساهمة هامة لثقافة عالمنا هذا· ولفت الخليلي إلى أن الفن الإسلامي عكس أدوارا إعلامية وتقنيات مستخدمة ووظائف وغطى العديد من الجوانب التي تحكي مسيرة تطوره على مدى ألف وأربعمائة عام في حقول الدين والعلوم والشعر والأدب وفي فنون الخط والرسم والعمارة والفنون الزخرفية وصناعة الكتب والديكور والنقش على الزجاج والمجوهرات والسجاد والحفر على الأخشاب والمعادن· واستعرض المحاضر، عبر الشرائح الإلكترونية أمام الحضور، مجموعة من أندر النماذج الفنية منها المنسوجات والخزف والسجاد والكتب والمخطوطات والمجوهرات والقطع النقدية والرسومات والمنحوتات والتحف الزجاجية ومقتنيات وصور السلاطين والقطع الخشبية المزخرفة والمشغولات الخزفية الملونة والنقوشات والتصاميم ذات الطابع الإسلامي· كما عرض الخليلي نسخا من المصحف الشريف الذي خطت بماء الذهب على الحرف الكوفي، لافتا إلى أن الاهتمام بكتابة المصحف كان واضحا وكبيرا واتخذ من وحي الآية القرآنية ''قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا''· التنوع في التنفيذ وذكر البروفسور الخليلي أن شهرة هذه الأعمال الفنية تعود إلى حقيقة أن الإسلام فرض بعض القيود على تجسيد الإنسان وتصويره كحيوان· وقد احترمت هذه القيود في الإطار الديني ومع ذلك هناك بعض المناظر والمشاهد التي كانت تزين القصور واستخدمت في المخطوطات لتوضيحها· واعتبر أنه بالرغم من أن الفنون الإسلامية وصفها البعض بالجمود، إلا أنها تأثرت بالحضارات الأخرى والتقاليد الخارجية التي اتصلت بها بحيث ساهم ذلك في تعديل الأساليب الفنية وفقا لمبادئ الدين الإسلامي وحدث نوع من التمازج وبهذه الطريقة حقق الفن الإسلامي الوحدة والإلهام والتنوع في التنفيذ· واستعرض البروفسور الخليلي ملامح من تأثيرات الحقب التاريخية والإمبراطوريات التي سادت سابقا في الفن الإسلامي وبدأ بالبيزنطيين والساسان والفرس مرورا بالحقبة العباسية والتي ازدهر فيها الفن الإسلامي إلى جانب العلوم والأدب وأدى تطورها إلى انتشارها من بغداد إلى جميع أرجاء الدولة الإسلامية إضافة إلى إسهامات الحقبة السلجوقية في إحداث التجديد والإبداع في فنون الزخرفة المعمارية وأعمال الخزف من الزجاج والسيراميك وامتدت الفترة من القرن العاشر حتى القرن الثالث عشر· أول رسم لمكة وعرض الخليلي أمام الحضور صورة عن لوحة فنية نادرة وهي أول رسمة تمت بالعين المجردة لمكة المكرمة تعود إلى عام 1845 ميلادية وهي أول صورة في العالم لمكة المشرفة احتفظت بها أميرة هندية أرادت أن تجسد الاهتمام بالحج والأماكن المقدسة وجلست ترسم المشهد حجراً حجراً وشجرة شجرة مقدمة وثيقة هامة لمشهد مكة المشرفة في ذلك الوقت· كما عرض نسخة نادرة من القرآن الكريم وهي وحيدة كتبتها أميرة مسلمة تعلمت اللغة العربية والكتابة· وعرض المحاضر ختماً مرسوماً بخط ''الطغرة'' يشبه المونوجرام الموسيقية للسلطان مراد الثالث العثماني حيث تم تبني هذا الخط في ظل الاهتمام بالخطوط العربية في عهد العثمانيين· معرض الخليلي ويقيم ناصر الخليلي معرض الفن الإسلامي '' كنوز من مجموعة ناصر الخليلي'' في قصر الإمارات بأبوظبي ويتضمن أعمالا ومقتنيات تعرض لأول مرة أمام الزوار والجمهور· ويقام المعرض الذي يستمر حتى الثاني والعشرين من أبريل المقبل تحت شعار ''إن الله جميل يحب الجمال'' على أكثر من 500 قطعة تشكل جزءا مهما من وديعة عائلة الخليلي وتشمل 20 ألف قطعة تعكس إنجازات الفن الإسلامي وتأثيرها الحضاري على مختلف بلدان العالم· الحضور حضر المحاضرة سمو الشيخ ســــعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي ''رئيس المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية''، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، والعميد الركن الدكتور الشيخ سعيد بن محمد آل نهيان نائب المفتش العام بوزارة الداخلية، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة، ومعالي عبدالرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وعدد من الشيوخ والمعالي الوزراء والقيادات الثقافية والمهتمين وكبار المسؤولين وجمع من سيدات المجتمع· وقدمت المحاضرة وأدارتها مريم أميري مسؤولة الاتصال الإستراتيجي بجهاز الشؤون التنفيذية بأبوظبي· وتهدف سلسلة الأمسيات الفكرية التي ينظمها مجلس سمو ولي عهد أبوظبي بمشاركة نخبة من المفكرين والخبراء وشخصيات سياسية وعلمية مرموقة إلى إيجاد مساحة مشتركة للحوار والتفاهم وتبادل الآراء وتداول الأفكار حول عدد من الموضوعات الهامة والقضايا الراهنة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©