الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجات نظر..اليمن والمخاطر المفتوحة

غدا في وجات نظر..اليمن والمخاطر المفتوحة
18 مايو 2015 21:57

اليمن والمخاطر المفتوحة
يقول سالم سالمين النعيمي إن الجنود «الحوثيون» في حالة تخدير عقلي خطير حتى وصل الجهل ببعضهم أنه يعتقد أنه يحارب الكفار، وسيعبرون البحر إلى أميركا كي يقاتلوا الشيطان الأكبر!
الكل يبدي قلقه إزاء الوضع في اليمن، فثمة خوف من أن القتل والتهجير والمجاعة قد تودي بحياة مئات الآلاف من الأطفال والمسنين وتُأزّم الوضع الإنساني بصورة عامة، كالعيش بلا كهرباء والحاجة لماء صالح للشرب وقلة المواد الاستهلاكية وارتفاع أسعارها. والأزمة التي تمر بها البلاد، تتمثل في صراع طويل الأمد لن ينهيه في اعتقادي نزول كتائب متخصصة عالية التدريب والكفاءة والتسليح تحت غطاء جوي مكثف من دول التحالف لاسترجاع بعض المناطق بسهولة نسبية من «الحوثيين»، كما هو الحال في عدن لو اتخذ قرار سريع وحاسم بتطويق القوات «الحوثية» واسترجاع عدن وأمور كثيرة ليس لها تفسير في الظاهر ومثيرة للجدل. ولكن لابد من وجود تفسير منطقي أو مصلحة طاغية تؤجل تلك الأمور أو لا تفضلها كخيار استراتيجي. فالحروب لا تُخاض على الميدان فقط، بل على جميع الأصعدة، وما يجري في الداخل يؤثر على جودة نتائج الخارج.

أميركا والخليج.. شراكة مستمرة
يرى ويليام رو أنه عندما أصدر البيت الأبيض بيانه الأخير إثر اللقاء مع الدول الخليجية كان من الواضح أن الرسالة موجهة بالأساس إلى طهران. لقد كان الحدث الأهم خلال الأسبوع الماضي هو الدعوة التي وجهها الرئيس أوباما إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي لعقد اجتماعات تمتد ليومين في كل من واشنطن ومنتجع كامب ديفيد القريب من العاصمة، والذي عادة ما يُخصص لكبار زعماء العالم، ما يدل على حفاوة استقبال أميركا لكبار زوارها من الخليج، وأيضاً أهمية الاجتماع لما يناقشه من مواضيع وقضايا مهمة. وأكثر من ذلك حرِص أوباما على إشراك كبار مسؤولي إدارته مثل وزراء الخارجية والدفاع والطاقة في إشارة واضحة إلى الطابع الجدي للاجتماعات، وأنها تتجاوز كونها لقاءات بروتوكولية. وفي 14 مايو الجاري عندما اختتم القادة اجتماعاتهم أصدر البيت الأبيض بياناً مشتركاً مطولاً يتضمن ملاحق عدة تؤكد توصل الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي إلى اتفاقات بشأن عدد من القضايا الملحة. ويبدو أن أوباما وهو يستقبل ضيوفه ويعقد مباحثات ثنائية وجماعية معهم كان يبني على تاريخ طويل من التعاون الأميركي الوثيق مع البلدان الخليجية، حيث أعادت الأطراف التشديد في البيان المشترك على «تعزيز أواصر الشراكة العميقة»، كما أضافوا أنهم «مستعدون لتوطيد تلك العلاقات في شتى المجالات بما فيها الدفاع والأمن، وتطوير مقاربات مشتركة تهم القضايا الإقليمية بهدف دعم المصالح المشتركة في أجواء من الاستقرار والازدهار».

نهر الحب
يقول د. أحمد يوسف أحمد : ربما يكون هذا النهر قد بدأ يحفر مجراه مع وصول البعثات التعليمية المصرية الأولى إلى الإمارات قبل إعلان قيام دولة الاتحاد في مطلع سبعينيات القرن الماضي، غير أن ينابيعه قد تفجرت مع ظهور الشخصية التاريخية للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد عليه رحمة الله الذي لفت نظر المصريين في يونيو 1967 بكونه أول حاكم عربي يستخدم سلاح النفط في مواجهة العدوان الإسرائيلي في تلك السنة، وإن كانت سرعة الهزيمة لم تعط فرصة لذلك القرار الشجاع كي يحدث تأثيره. ثم دخل زايد ودولته الفتية قلوب المصريين جميعاً بمواقفه النبيلة التي لم تتوقف أبداً تجاه مصر وشعبها. وبعد رحيله واصل أبناؤه السياسة ذاتها تجاه مصر، فلم يكن موقف الشيخ زايد رحمه الله شأناً فردياً وإنما امتد من بعده إلى أبنائه وكافة أعضاء النخبة الحاكمة في الدولة، فها هو الشيخ خليفة يؤكد أن مصر القوية المزدهرة تمثل المخزون الاستراتيجي الأكبر للعرب ونهضتهم بينما يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أن دولة الإمارات حريصة على أن تظل خير سند ومؤازر لمصر الشقيقة حتى تنهض وتنطلق من جديد وأن وقوف الإمارات شعباً وقيادة مع مصر نابع من إيمان راسخ بما تمثله مصر من عمق استراتيجي للمنطقة وبأهمية دورها المحوري والمهم على الصعيدين الإقليمي والدولي. وفي المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في شرم الشيخ في مارس الماضي مُثلت الإمارات بنائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي الذي تضمنت كلمته معاني جميلة عن مصر التي انكسر الغزاة على عتباتها دوماً وانطلقت منها مسيرات التحرر، وكيف أن مصر هي الوطن الثاني لأبناء الإمارات كما أن الإمارات هي الوطن الثاني للمصريين، وأن الإمارات ستبقى دوماً إلى جانب مصر ليس كرهاً لأحد وإنما حباً في شعبها.

«كامب ديفيد» وتصحيح «عقيدة اوباما»
يقول عبدالوهاب بدرخان إن دول الخليج حسمت أمرها في مواجهة التحدي الإقليمي، وباتت توازي مرونتها الديبلوماسية بإدراك واعٍ للقوة والقدرات التي تملكها. بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي علاقة شراكة وتحالف يقول عنها أوباما إنها خيار محسوم. ورغم أنه الرئيس الأميركي الذي أثار الشكوك والارتياب لدى حلفائه الخليجيين، باعتباره الأكثر إلحاحاً عليهم كي يقللوا من تعويلهم على «الحليف الأكبر»، الذي سيبقى ضامناً لأمن المنطقة، لكنه ينحو إلى تغيير نمط وظيفته الاستراتيجية فيها، إلا أنه يلحّ عليهم أيضاً كي يكثروا من الاعتماد على أنفسهم في حماية أمنهم وصون استقرارهم، طالما أنهم يملكون الوسائل والقدرات.
فأميركا رونالد ريجان التي وقفت مع دول الخليج في مواجهة تداعيات «الثورة الإسلامية» في إيران، ودعمت العراق في حربه على إيران، كانت هي نفسها أميركا جورج بوش التي قادت حرب «تحرير الكويت». لكن سلوكها اختلف مع جورج بوش الابن الذي غزا العراق بعد أفغانستان، ولم يوجد في إدارته مَن يفطّنه إلى أنه زعزع التوازن الإقليمي وأدخل أميركا في نفق لم تلبث أن خرجت منه لتجد أن التحدّيات تكاثرت عليها، من الصين التي أنجزت صعودها الاقتصادي، إلى روسيا التواقة للخروج باكراً من انكسار نموذجها ومن هزيمتها في الحرب الباردة، فضلاً عن إيران التي تعافت سريعاً وتأهبت «نووياً» للثأر ممن صنعوا هزيمتها: أميركا والعراق ودول الخليج.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©