السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قرقاش: الدولة تضع إمكاناتها لدعم النداء الإنساني الدولي

قرقاش: الدولة تضع إمكاناتها لدعم النداء الإنساني الدولي
25 نوفمبر 2008 03:09
ألقى معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية كلمة بالمناسبة ثمن فيها اختيار الأمم المتحدة لدولة الإمارات لإطلاق مناشدتها الموحدة للعام 2009 لحشد الدعم والـتأييد لضحايا الكوارث والأزمات، مؤكداً أن الدولة تضع كل إمكاناتها لتعزيز روح المناشدة ومساندة جهود المنظمة الدولية لتحسين الوضع الإنساني على الساحة الدولية· وقال قرقاش إن تفاقم الأزمة المالية العالمية ونقص الغذاء وارتفاع أسعاره وحدة الكوارث أثقلت كاهل المنظمات الإنسانية، بالإضافة إلى انتشار رقعة الجوع والفقر والنزوح والتشرد وتزايد المخاطر المحدقة بالضعفاء خاصة بعد بروز ما يسمى بالكوارث الصامتة المتمثلة في التغيرات المناخية وأمراض العصر الفتاكة مثل وباء الإيدز وغيره من الأمراض والأوبئة التي وجدت في الدول الفقيرة مرتعا خصبا لانتشارها· واعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية أن هذه المعطيات أفرزت واقعا جديدا على عمل المنظمات الإنسانية التي وجدت نفسها أمام تحديات كبيرة لابد من مواجهتها لضمان استمرارية عملها وتعزيز وجودها في مختلف الميادين والساحات للحد من تفاقم أوضاع الشرائح التي تستهدفها· وأكد أنه لكي تتمكن المنظمات الإغاثية من أداء رسالتها الإنسانية على الوجه الأفضل كان لابد لها من إقامة شراكات استراتيجية بينها وبين القوى الخيرة في العالم للحد من وطأة المعاناة الإنسانية والعمل سويا من أجل تحسين حياة أشد الفئات ضعفا· وقال إن هذه المناشدة الموحدة للأمم المتحدة هذا العام تجيء لتدق ناقوس الخطر وتلفت الانتباه للمخاطر المحدقة بالبشرية والصعوبات التي تهدد حياتها بشكل كبير، ويتجلى ذلك بوضوح في حجم وقيمة نداء المنظمة الدولية التي قدرت هذا العام بسبعة مليارات دولار والتي تعتبر الأكبر من نوعها منذ بدء إطلاق النداءات الموحدة في العام ،1991 مشيرا إلى أن ذلك يؤكد ضرورة التزام الجميع حكومات ومنظمات وأفراد بمسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية تجاه الملايين من البشر الذين يعيشون على هامش الحياة ويواجهون شتى صنوف المأساة· واعتبر قرقاش أن الاستجابة الفورية لهذا النداء والاصطفاف تحت راية المناشدة الموحدة التي تنطلق اليوم من إمارات الخير والعطاء هي السبيل الوحيد لتحسين الحياة وصون الكرامة الإنسانية، وأي تقاعس عن تلبية نداء الواجب الإنساني ستكون عواقبه وخيمة على حياة المهمشين و المنكوبين ويبقى وصمة في جبين الإنسانية· وبين أن دولة الإمارات كانت وستظل في طليعة القوى الخيرة المحبة للسلام والوئام والداعمة لسبل الاستقرار والعيش الكريم والمعززة لقدرات الشعوب التي تعاني من وطأة الظروف· وقال إن الدولة وبتوجيهات كريمة من قيادتها الرشيدة بذلت جهودا كبيرة لرفع المعاناة وتحسين الحياة في المناطق المهمشة والساحات الملتهبة وامتدت مساعداتها لكل شعوب العالم التي طالتها نوائب الدهر ومحنه دون تمييز أو تحيز لعرق أو دين أو طائفة، بل كان همها الإنسان أينما وجد وغايتها إنقاذ الحياة والحد من وطأة المعاناة، لافتا إلى أن قيمة المساعدات والمنح التي قدمتها الإمارات في هذا المنحى بلغت نحو 120 مليار درهم· بدوره اعتبر علي عبدالله الكعبي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر أن إطلاق المناشدة من الإمارات تأكيد على مدى توحد المشاعر وتضافر المبادرات لتخفيف معاناة البشرية وصون كرامتها الإنسانية وهي تمثل الأمل والرجاء لملايين البشر الذين يعيشون على هامــش الحياة بسبب الأزمات والكوارث والنزاعات· وأكد أن دولة الإمارات كانت وستظل في طليعة القوى التي تعمل لصالح خير البشرية بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ومبادرات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء· وأوضح أن المتتبع لمسيرة الدولة في هذا الجانب الحيوي يجد أنها تعمل خارجياً في الكثير من الاتجاهات والمجالات أملا في تخفيف العبء عن كاهل الذين شاءت ظروفهم أن يكونوا في مهب الريح تتقاذفهم الأهواء وتتجاذبهم العصبيات وتهوي بهم في درك سحيق حيث يتهددهم الجوع و الفقر وتنهش أجسادهم الهزيلة الأمراض والأوبئة· وأضاف أن الدولة أنشأت لهذه الغايات النبيلة مؤسسات وصناديق ومنظمات تضطلع بمهام التنمية والبناء والإعمار في الدول الفقيرة التي طالتها نوائب الدهر ومحنه منها على سبيل المثال لا الحصر هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة زايد الخيرية ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الخيرية ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية وهيئة آل مكتوم الخيرية ومؤسسة دبي العطاء وجمعية الشارقة الخيرية وجمعية دار البر وغيرها من المنظمات و الجمعيات الطوعية والإنسانية التي أخذت على عاتقها تقديم العون والمســـــانــدة لمحتاجــيـهـــــا في كل مكان حول العالم دون تمييز· وقال: ''إننا نضع هؤلاء الضعفاء ضحايا النزاعات والكوارث في مقدمة اهتمامنا فإننا نتحرك من منطلق مسؤوليتنا الإنسانية التي عاهدنا الله القيام بها على الوجه الأكمل في كل الأحوال والظروف، مستلهمين العبر ممن وضعوا لنا اللبنة الأولى لصرح الدولة الإنساني''· وأوضح أن من أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي اليوم أزمة توفير الغذاء لمئات الملايين من البشر الذين يواجهون شبح المجاعة إذا لم تنهض الدول والحكومات والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه ضحايا الفقر والجوع· وأضاف أن منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) دقت ناقوس الخطر من خلال مؤتمرها الذي عقد مؤخرا في العاصمة الإيطالية روما، حيث أوضحت تقارير المنظمة الدولية أن 862 مليون نسمة من سكان العالم يعانون من المجاعة، وأن 290 مليونا من 53 دولة يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وأن العالم بحاجة إلى ضخ 30 مليار دولار سنويا للحد من تداعيات شح الغذاء ومنع كارثة المجاعة التي لاحت بوادرها في الأفق· وأكد أن دولة الإمارات لم تكن بعيدة عن تلك التطورات والمستجدات على الساحة الإنسانية، ومنذ أمد أدركت خطورة نقص الغذاء وارتفاع أسعاره على حياة البشرية وفي هذا الإطار جاءت توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة الأخيرة بإهداء عدد من الدول الشقيقة و الصديقة ملايين الأطنان من القمح لسد فجوتها من هذه السلعة الحيوية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©