السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سهام الرشيدي..انتصار الإرادة

سهام الرشيدي..انتصار الإرادة
5 أكتوبر 2016 22:10
قبل أن تتعلم المشي..وحروف الكلام .. وتنطق بأغلى الأسماء..وتدرك ملامح الأشياء سرق منها الشلل طفولتها مبكراً.. ومبكراً جداً من الشهر الرابع سنوات وسنوات تمر، وهى لا تملك إلا أن تتابع بنظراتها فقط الأطفال حولها يجرون، يلعبون، يقفزون ويتحركون. لم تستسلم ، أدرات ظهرها للإحباط والحزن والألم ، وقررت أن تخوض التحدي للنهاية، وسطرت بإرادتها وإصرارها أروع قصص التحدي والبطولة. أسمها عنوان للإرادة، ووراءها أكثر من قصة نجاح و عشرات الحكايات من الفخر والآلم والتحدي والمجد. هي سهام الرشيدي ومن هنا بدأت أول فصول الحكاية.. شمسة سيف (دبي) في شهرها الرابع أصيبت بشلل الأطفال، ولكن ذلك لم يقف عائقاً لتحقيق أحلامها، تسبب المرض في إصابتها بشلل نصفي في الجهة اليسرى من جسدها، انتصرت سهام على الصعاب بفضل ذويها من خلال البحث عن العلاج اللازم، وبعد سنوات من المعاناة والعديد من العمليات الجراحية التي أجرتها، استطاعت أن تقف على قدميها، نتيجة اهتمام عائلتها التي وقفت معها لتصبح إحدى بطلات الإمارات في رياضة ألعاب القوى. هكذا واصلت سهام الرشيدي مشوارها متحدية الصعاب وسعت إلى تحويل كل العقبات إلى نجاحات واستثمار قوة الإرادة في تحقيق الريادة حتى وصلت إلى منصات التتويج في رحلة بدأت من 11 عاماً ويتمدد الحلم إلى أولمبياد طوكيو 2020. «الاتحاد» التقت البطلة سهام الرشيدي في منزلها في دبي في منطقة المزهر وتجاذبت أطراف الحديث مع والدتها وابنها عبدالله. سهام الرشيدي نموذج مشرف للفتاة الإماراتية التي تحدّت إعاقتها منذ قررت الالتحاق بنادي دبي للمعاقين العام 2005، ومثلت الإمارات في العديد من البطولات في ألعاب القوى، رمي القرص والرمح ودفع الجلة، وتمتلك سجلاً حافلاً بالإنجازات والميداليات الملونة. في البداية، أكدت سهام الرشيدي أنه على الرغم من أنها لم تتواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل مباشر، إذ تلقت تحصيلها الدراسي مع الأسوياء منذ الصغر وحتى التخرج من الثانوية وقالت: «الإعاقة التي أعاني منها لم تمنعني من ممارسة حياتي بشكل طبيعي، ولم أشعر يوماً بأنني معاقة، كوني تعلمت في مدرسة حكومية مع الأسوياء، ولم أكن أعرف عن العالم الآخر شيئاً إلا بعد التحاقي بنادي دبي للمعاقين». وتابعت: «لم أكن أتوقع يوماً أن أكون إحدى البطلات في ألعاب القوى، على الرغم من شغفي الشديد بهذا النوع من الرياضات، ومتابعتي المتواصلة لمنافساتها من خلال البطولات الأولمبية التي تُعرض على شاشات التلفاز، ولكن التحاقي بالنادي، فتح لي آفاقاً جديدة في مسيرتي الرياضية التي تكللت بالعديد من الإنجازات». وأضافت: «في بداية ممارستي لألعاب القوى، وبالتحديد لعبتَي رمي القرص والرمح ودفع الجلة، لم يكن لي ظهور بارز، وكنت أعاني من بعض الصعوبات كقلة الخبرة، وعدم معرفة التقنيات بشكل واضح، ولكن بعد الجهد الكبير والإصرار والعزيمة، ووقوف جميع المدربين في السنوات الأولى وتشجيعهم لي، تحدّيت هذه الصعوبات ونجحت في ممارسة اللعبة وأصبحت منافسة في الميدان». وقالت: «أتذكر أول مشاركة لي عام 2005 في بطولة الخليج التي استضافتها الإمارات، عندما أحرزت ذهبيتين في رمي الرمح ودفع الجلة وفضية في رمي القرص، ولن تغيب هذه المشاركة عن ذاكرتي أبداً، لأنها المرة الأولى التي أقابل فيها الكثير من المنافِسات في ألعاب القوى ما ساعدني على تكوين صداقات معهن، ومعرفة هذا العالم عن قرب، والآن باستطاعة الفئة التي تعاني من الإعاقة بمختلف أشكالها، ممارسة الرياضة بل والمنافسة فيها للوصول إلى منصات التتويج». وأشارت سهام الرشيدي إلى أن المشاركة الأخيرة في الألعاب البارالمبية في البرازيل، أثمرت عن العديد من الفوائد على الرغم من عدم تحقيقها أي ميدالية ملونة، وجاءت في مقدمتها تحسين مستواها وتطويره، بحصولها على الترتيب السادس على مستوى العالم في رمي القرص، معتبرة المشاركة وتحطيم الرقم في حد ذاته إنجازاً، وأنها تسير في الطريق الصحيح من خلال الخطط والبرامج المعدة لها من قبل النادي والاتحاد. وقالت: «مشاركتي في أولمبياد لندن 2012، أكسبتني العديد من الخبرات في مثل هذه البطولات الكبيرة، واكتسبت المزيد من الخبرات، خصوصاً بعد الاحتكاك بمختلف اللاعبين واللاعبات من جميع أنحاء العالم، ووجودي الدائم في مثل هذه البطولات، يجعل مني منافسة قوية تسعى إلى تحقيق الإنجازات في جميع الاستحقاقات التي أخوضها». وأضافت: «أعمل من الآن للتجهيز لطوكيو 2020، وأنا على تحدٍّ كبير، بأن أعود من اليابان بأحد المراكز الثلاثة الأولى، وسأعمل على ذلك من اليوم، من خلال تكثيف التدريبات والمشاركة قدر الإمكان في كل الاستحقاقات القادمة، التي من شأنها أن تطور مستواي بشكل ملحوظ، وبالتالي يمكنني من خلال المنافسات التي سأخوضها تحسين رقمي التأهيلي، لخوض أولمبياد طوكيو القادمة بإذن الله». وعبّرت عن سعادتها بحصولها على جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك، لفئة الرياضية المتميزة ذات الإعاقة، في دورتها الثانية، وقالت: «الجائزة عززت ثقتي بنفسي ووسعت نظرتي إلى المستقبل، في أن أبذل كل ما بوسعي في جميع المشاركات التي أنافس فيها، وهي مصدر فخر بالنسبة إلي، وحافز معنوي كبير في قادم البطولات في أن أسعى لرفع علم الإمارات عالياً في جميع المحافل سواء على الصعيد المحلي أو الدولي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©