فيلم يعرض الحياة الفنية لخطاطين تركيين في الشارقة

عرض مركز الشارقة للخط العربي والزخرفة في مقره بمنطقة التراث بالشارقة القديمة مساء أمس الأول فيلما تسجيليا تناول تجربتي الخطاطين التركيين الأشهر خلال النصف الثاني من القرن العشرين وهما: محسن دميرول و ورقت قونت. . تناول الفيلم، الذي حضره أساتذة المركز وطلبته وجمع من الحضور والإعلاميين، واستمر لنصف ساعة فقط، تلك الحياة التي يمكن القول بأنها الحياة الفنية لهذين الخزافين الكبيرين اللذين امتد تأثيرهما خارج حدود تركيا. يبدأ الفيلم بتناولهما في محترفيهما حيث يدأبان على رسم تخطيطات خزفياتهما الجديدة في عزلة وصمت عميقين، ويرسمان بدقة ودون انتباه لأحد بصبر ودأب. كان الكلام عنهما قليلا، لكن الصورة قالت الكثير عن علاقة كل منهما بالطبيعة، فبينما يسقي دميرول حديقته كان قونت يتنزه وحيدا في حديقة عامة. هنا فإن فعل العلاقة مع الطبيعة لم يكن فعلا من أفعال تبديد الضجر بل إنها العين إذ تراقب التجريدات الأساسية لشكل أوراق النبات لتعيد إنتاجها في مختبراتهما الخاصة. كما أن بيتيهما كانا نموذجا لتلك الخزفيات النادرة الأشكال سواء لجهة خامتها أو لجهة تجريبيتها. وقدا بدا أن اللون الأزرق بدرجاته المختلفة هو لون شديد الحضور عِوَضا عن القول بأنه اللون الغالب على تلك التكوينات التي جرى استخلاقها بوحي من أوراق النبات بأشكالها وتنوعاتها العديدة. وليس عادة كبار الفنانين، الكشف عن تقنياتهم الخاصة في معالجة الخامة، لكنهما، بوصفهما كبيرين أيضا، كشفا عنها وقام المصورون بتصويرهما أثناء عملهما، وأثناء ما قونت يقوم بتذويب الذهب، إما بالعسل أو بالصمغ العربي، لقد كان الرجل في صنيعه هذا يذكر بفخار قديم، إذ “تحوس” إحدى يديه الذهب معجونا بالذهب كمل يفعل الفخّار بآنيته، إنما بكلتا يديه حيث ثمة التقاء ما بين مهنة الفخارة وما يفعله الرجل في الصورة الملونة، التي هي صورة أرشيفية. الملاحظة الأخرى على صنيع الرجلين، استنادا إلى الفيلم، أنهما أكثر هوسا بالزخرفة والتزيين من انشغالهما بالخط، حيث عرضت الشاشة أحد أعمالهما التي تذكّر بطريقة التزيين في الكتاب الكريم، لكن بدا أن الكلام قليل والزخرفة المحيطة به تقول بأن هذه الصفحة هي لوحة حروفية بامتياز. وكان الجانب الاجتماعي في حياة كل من محسن دميرول و ورقت قونت طفيفة وعابرة ولها صلة بزوجة أحدهما التي هي فنانة بدورها، بدت عجوزا ترسم مشهدا تشكيليا على شاطئ قناة البوسفور ثم وهي تتجول صحبة زوجها على متن قارب مكشوف.