الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اجعلوا الامتحانات موسماً للفرحة لا للتوتر

اجعلوا الامتحانات موسماً للفرحة لا للتوتر
1 يونيو 2014 21:39
خولة علي (دبي) بدأ خالد الطالب في المرحلة الثانوية يعيد جدولة يومه الدراسي استعدادا للامتحانات النهائية، ورغبته في الحفاظ على تفوقه وتحصيله العلمي، ويقول خالد: من يبذل قدراً من الجهد والسهر والتعب في بداية العام الدراسي، سينعم بقدر من الراحة والهدوء أثناء تحضيره للامتحانات النهائية، فهو لن يحتاج إلا للمراجعة فقط لاسترجاع كم المعلومات التي تم تخزينها في ذاكرته في فترة الدراسة والأمر لن يستغرق من وقته إلا القليل، والأمر عندي لا يشكل أي خوف وقلق من الامتحان بقدر ما أحتاج إلى الهدوء والتركيز ونظرة دقيقة لأهم النقاط الذي يحتويه المنهج الدراسي. خالد يوافق أو يخالف الكثير من زملائه الطلبة الذين يجدون فترة الامتحان وقتا مشحونا بالتوتر والضغط النفسي بشأن تنظيم وقتهم للمذاكرة والمراجعة، هذا ما بدا جلياً لدى الطالب عبدالله حسن في الصف الثاني عشر، الذي يرى أيام الامتحانات فترة عصيبة بالنسبة له، فهو يحاول أن يستذكر دروسه، ويستعد جيدا لها، قائلاً: كثيراً ما ينتابني القلق خوفا من الإخفاق مجدداً في هذه الفرصة الأخيرة بالنسبة لي، ومحاولة الحصول على علامات جيدة، أسعد بها أمي وأبي اللذين يريان سعادتهما في نجاحي وتفوقي وهذا ما يجعلني في قلق وخوف من أن أخيب أمل وثقة أبوي. تنظيم المذاكرة وراحت مريم محمد الطالبة في الصف التاسع تضع جدولاً لمراجعة دروسها وتنظم وقتها وساعات مذاكراتها بحيث تستطيع أن تنجز مهمة الدراسة بطريقة مريحة حتى لا تزدحم لديها المواد الدراسية، مما يحول دون الانتهاء من التحضير الجيد للامتحان، وتقول: إن عملية تنظيم وقت المذاكرة مهمة وتحدد مساعي المرء، وقدرته على تخزين أكبر قدر من المعلومات، ومع أهمية تخصيص وقت معين للمذاكرة ووقت للراحة. وتقول زينة حسن أم لخمسة من الأبناء: عند استلام أبنائي لجدول الامتحان، أبدأ التخطيط لعملية المذاكرة والمباشرة الفعلية، خطوة بخطوة، فهناك اعتماد كلي عليّ وحدي وهذا ضغط نفسي كبير بالنسبة لي فلا انتهي من تدريس أحد أولادي، إلا وقد تناولت دروس طفلي الآخر، ولكن بقدر الجهد الذي أبذله في عملية مذاكرة دروس أبنائي، أكون على دراية تامة بمستوى وحجم استيعابهم للمعلومات. مشيرة إلى أن المنازل تعيش حالة استنفار، لإيجاد بيئة للأبناء بعيداً عن المؤثرات التي يمكن أن تخلق التشويش والتشتيت واستنزاف ساعات المذاكرة. وأنا أمنع جميع الوسائل الترفيهية كالأجهزة اللوحية والتلفاز وحتى الخروج من المنزل، فلا يجد أبنائي منفذاً للهروب من المذاكرة. وتحاول أم أحمد أن تهيئ أجواء المنزل بالقدر الذي يساهم في رفع مستوى تحصيل أبنائها العلمي، وعن طريق تحفيزهم وحثهم على المذاكرة بشكل جيد، وخلق من التوازن بين المذاكرة والراحة. وتقول المعلمة أمينة كرم: مما لا شك فيه أن للأسرة دورا كبيرا في مستوى تحصيل أبنائها من خلال الاهتمام بهم ومتابعتهم وتوجيههم ومراجعة الواجبات والدروس معهم، كل ذلك من شأنه أن يجعل الطالب أكثر حرصاً وسعياً في تحسين مستواه وتحصيله العلمي، والطالب لابد أن يدرك ملياً أهمية أن يثق بقدراته، وعملية تغيير طرق الدراسة أمر مهم فلا يجب الاعتماد فقط على الشفهية، وإنما استخدم أساليب أخرى كتدوين وكتابة الأسئلة والإجابات وتلخيص أهم النقاط بحيث تثبت في ذهن الطالب ويستطيع الرجوع إليها بطريقة سريعة عند المراجعة الأخيرة، وأؤكد ضرورة التأني عند تناول ورقة الامتحان، بقراءة الأسئلة بتمعن والمباشرة في حل الأسئلة السهلة، ثم الانتقال إلى الأسئلة الأخرى التي بحاجة إلى وقت أكبر لاسترجاع المعلومات. نصائح ذهبية للطلبة ويقول عبدالله الكمالي مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي: الاختبارات سواء كانت في الجامعات أو المدارس بمختلف مراحلها تمثل فترة ضغط لجميع أبنائنا، والحديث السائد بين الناس عن الاختبارات فيه نبرة كبيرة من السلبية، فالطالب وإن كان متحمساً فإن سماعه لكمية كبيرة من السلبية يضعف همته في المذاكرة ودعاء الله تعالى سبب عظيم للتوفيق والسداد ففي القرآن العظيم: (وما توفيقي إلا الله) فمن وفقه الله تعالى فهو الموفق ومن لم يوفقه فلن يحالفه التوفيق، ومن طلب من الله الإعانة والتيسير أعانه الله وفتح عليه ويسر له الخير بإذنه سبحانه، ولا يليق أبداً بأي شخص أن يكثر من الدعاء في فترة معينة ثم بعد ذلك ينسى الدعاء والتضرع إلى الله فمن كان مقبلاً على الله في الرخاء والشدة كان دعاؤه أولى بالاستجابة، ومن أعظم الأدعية النافعة دعاء الوالدين فاطلب منهما الدعاء واحرص على إرضائهما بالمذاكرة الطيبة فرب دعاء قصير تسمعه من أمك يكتب الله فيه خيراً عظيماً. وأضاف: لا بد أن يأخذ الطالب بالأسباب، فالعاقل يتوكل على الله ولا يتواكل ويركن إلى الكسل والدعة ثم يقول دعوت ولم يُستجب لي! فعلى الطلبة الأخذ بالأسباب فمن أخذ بالسبب وجد واجتهد فسوف ينجح بحول الله وتوفيقه. طرق ملتوية ويذكر الكمالي أيضاً ضرورة ترك الحلول الفاشلة، ويقول: نرى بعض الطلبة يختارون حلولاً فاشلة للنجاح وطرقاً ملتوية لتحقيقه، فالبعض يجلس لوقت طويل كي يضبط ويحكم طريقة الغش في الاختبار وهذا حل فاشل وغير موفق قطعاً فالذي يغش في أي اختبار يصدق عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من غش فليس منا) فلا يليق أبدا بالمسلم أن يخالف حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم، ولو استغل الطالب وقته في المذاكرة لأنجز الشيء الكثير ولن يحتاج إلى هذه الطرق السيئة. ويضيف: ينخدع بعض أبنائنا بأخبار مكذوبة يروجها بعض الفاشلين، فبعضهم يروج بين الطلاب عن حبة دواء لو تناولها فسيحفظ الكتاب من أول مرة! أو أن التدخين من أسباب التركيز وهذه كلها من أعظم أسباب عدم التوفيق فمتى كانت معصية الله سبباً للنجاح والتفوق؟ وقال: التوتر من أكبر الأسباب المضيعة لتركيز الطالب، بل عليه بذكر الله كي تهدأ النفس وترتاح، ومتى أحس الطلاب بتوتر شديد عند المذاكرة فيجب أن يدع المذاكرة جانباً وعليه الإكثار من ذكر الله تعالى وممارسة بعض الأنشطة الخفيفة التي تزيل هذه الضغوط النفسية، ثم يعود للمذاكرة بإذن الله بهمة كبيرة جداً. ومن طرق إبعاد التوتر أداء الصلاة جماعة في المسجد بالنسبة للذكور والمحافظة على وقت الصلاة بالنسبة للإناث، فبعد ساعتين من المذاكرة مثلاً يحتاج الطالب إلى راحة قصيرة تهدأ معها النفس فعليه بأداء الصلاة في المسجد، وكذلك الطالبة تحتاج إلى شيء من الراحة فمن حافظ على الصلاة ارتاح بإذن الله تعالي. ونوه الكمالي قائلاً: على الآباء أيضاً عدم الضغط الكبير على أبنائهم فبعض الآباء هو السبب في توتر أبنائه وبعض الأمهات كذلك فهو يصرخ على أبنائه ويغضب عليهم جداً ويتوعدهم في حال انخفاض درجاتهم بمختلف أنواع التهديد وكل هذه من العوامل التي تضعف تركيز الطالب أثناء المذاكرة وتدخله في جو كبير جداً من التوتر وعدم التركيز. مبادرة من «أناسي» بمناسبة بدء الامتحانات «فلاش موب» فيديو قصير يعزز ثقة الطلاب في قدراتهم «مهما كان الامتحان.. تعلم وأنت فرحان».. هذا هو عنوان فيديو كليب «فلاش موب» الذي تم تصويره مؤخراً بمدرسة الربيع الخاصة في أبوظبي، ضمن طابور الصباح، وقدم خلاله الطلاب استعراضاً على أغنية «أستطيع القيام بأي شيء» بمشاركة لاعب نادي العين الشهير سالم عبدالله. ويُعرض الفيديو، الذي لا يتعدى دقيقة واحدة على مواقع التواصل الاجتماعي، تزامناً مع بداية امتحانات نهاية العام الدراسي، استجابة اجتماعية للشد من أزر الطلاب، وتشجيعهم على الدراسة بهدف التعلم، وليس النجاح في الامتحان فقط. صور الفيديو «فلاش موب»، حيث فوجئ طلاب المدرسة والمدرسين بتجمع عدد من الطلاب في وسط ساحة المدرسة في طابور الصباح ليؤدوا استعراضاً سبق التدريب عليه من دون علم بقية طلاب المدرسة والمدرسين واختتم العرض برسالة وجهها لاعب الكرة الشهير سالم عبدالله للطلاب. وجاءت فكرة الفيديو التي قدمتها مؤسسة «أناسي للإنتاج الإعلامي» وأخرجه مازن الخيرات؛ بهدف تدشين حملة لدعم طلاب المدارس نفسياً، خاصة في فترة الامتحانات، حيث يواجهون ضغوطاً نفسية كبيرة تبدأ في سن مبكرة. ويأتي تسليط الضوء على هذه القضية وإطلاق هذه المبادرة لأول مرة، لدعوة الطلاب للتفاؤل والثقة بالنفس، وكخطوة إيجابية نحو إعادة النظر من قبل المختصين في العالم للتخفيف عن الطلاب، وإيجاد حلول جذرية لاستقطاب الطلاب وترغيبهم في تلقي العلم . وعبر سالم عبدالله عن سعادته للمشاركة في رسالة اجتماعية تخاطب كل الأسر، وقال: واجب علينا أن نتواصل مباشرة مع المجتمع، وأن نحتك بالمشجعين خاصة الجيل الجديد، وأعتقد أن الرسالة ستصل سريعاً إذا قدمتها إحدى الشخصيات العامة، وأشكر مؤسسة «أناسي» على هذه المبادرة المهمة واختيارها لي للمشاركة في هذا «الكليب» الهادف، وقد أضاف لي هذا الحدث الكثير، حيث كنت سعيداً بلقائي بشباب المستقبل، وتبادل أطراف الحديث معهم ومشاركتهم أجواء المدرسة، وفي المقابل لمست سعادتهم فكان يوماً غير تقليدي بالنسبة لي ولهم. وأضاف: أتوقع أن يحظى الفيديو بصدى ناجح، وأتمنى أن يحقق أهدافه في تعزيز ثقة الطلاب في قدراتهم، وأن تتكاتف الجهود من أجل دعمهم وتغيير نظرتهم للامتحان. (أبوظبي- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©