4% فقط من سكان الإمارات يمارسون الرياضة بشكل أسبوعي

يمارس عبدالله علي المستشار القانوني في إحدى شركات العلامات التجارية بدبي، الرياضة بصفة يومية ولمدة ساعة، لاعتقاده أن هذه أفضل وسيلة للوقاية من الأمراض وضغوط العمل والحياة اليومية. وبدأ علي، يدعو أصحابه ومعارفه ليمارسوا معه رياضة المشي بجوار شاطئ وحديقة الممزر بمنطقة بر دبي، إلا أن نسبة الاستجابة كانت قليلة، وهو ما أرجعه إلى عدم إلمام العديد من أصدقائه بأهمية تلك الرياضة. وجسدت حقيقة العزوف عن رياضة المشي، نتائج دراسة حديثة قامت بها شركة RYN الشرق الأوسط، والتي أظهرت أن 4 بالمائة فقط من السكان في الإمارات يمارسون رياضة المشي بشكل أسبوعي مقابل 40 بالمائة في المملكة المتحدة على الرغم من تقدم البنية التحتية ومرافق رياضة المشي في الدولة والتي تضاهي بمواصفاتها ارقى المعايير الدولية. وقال الدكتور عبدالرزاق المدني المدير التنفيذي لمستشفى دبي استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري: «الرياضة بصفة عامة مهمة جداً بالنسبة للإنسان للحفاظ على الصحة، خاصة رياضة المشي لكونها أفضل وسيلة لمنع زيادة الوزن التي تقف وراء الإصابة بالعديد من الأمراض العصرية». وأشار إلى أن من أهم الأمراض المرتبطة بعد المشي وزيادة الوزن داء السكري وأمراض القلب واختلال الهرمونات وتوقف التنفس أثناء النوم وآلام العمود الفقري». وأظهرت الدراسة أن جزءاً كبيراً من الناس في الإمارات لا يمشون بشكل صحيح من الناحية الفيزيائية. وشددت على أن المشي الصحيح يساعد في إذابة الشحوم من الجسم ويخفض معدلات الإصابة بالعديد من الأمراض، كما أنه يساعد على تنشيط عدة عضلات تكون خاملة جراء المشي غير السليم أو بسبب استخدام أحذية غير ملائمة للصحة وتحسين الدورة الدموية. وأكد المدني، أن أحسن وأفضل رياضة يمارسها أي إنسان هي المشي، مشيراً إلى أن نسبة قليلة من المواطنين يمارسون تلك الرياضة رغم توفير كل مدن الدولة مضامير المشي والحدائق العامة والمساحات المخصصة لتلك الرياضة. وقال الدكتور إشفاق كونشوالا، الطبيب الأخصائي في جراحة العظام والطب الرياضي في دبي: «يسهم المشي لمدة 150 دقيقة أسبوعياً في خسارة 7 بالمائة من وزن الجسم مما يجنب ممارس هذه الرياضة الأمراض العصرية ويقوي العظام ويعزز نشاط الدماغ ويقاوم ظواهر الاكتئاب». وتحتوي قدم الإنسان على 26 عظمة و33 مفصلاً إضافة إلى العديد من العضلات، فضلاً عن أنسجة دموية وعصبية. وتجتمع كل هذه المكونات لتعطي الجسم الدعم والتوازن والمرونة. وتعد القدمان أكثر أعضاء الجسم حركة، حيث إنهما تشهدان ضغطاً كبيراً عند المشي أو الركض أو الوقوف. وتنظم العديد من إمارات ومدن الدولة، مسابقات وماراثونات لرياضة المشي يشارك فيها العديد من العداءين وهواة المشي السريع والحريصين على صحتهم العامة، ويمارس هؤلاء المشي معاً في أجواء حماسية مرحة، بهدف المساهمة في نشر الوعي الصحي وتشجيع اتباع أنماط الحياة الصحية وتعتزم دبي بناء ممرات مشي مكيفة تصل معظم المباني السكنية والمكتبية ببعضها البعض لتشجيع شريحة أكبر من الناس على المشي. كما أنها تطمح إلى ربط مراكز التسوق ومحطات المترو ومحطات الحافلات العامة لإتاحة الفرصة لمعظم الناس لممارسة رياضة المشي كجزء من حياتهم اليومية. وتعد رياضة المشي النمط الرئيس الذي يتبعه معظم القاطنون في الإمارة، فيما يخص تمارينهم الرياضية. وقالت ميسون الشاعر نائب مدير إدارة التثقيف والتعزيز الصحي بوزارة الصحة، إن «ممارسة رياضة المشي مهمة جداً للإنسان؛ لأنه يقوي عضلات القلب ويخفض الوزن ويؤدي إلى حرق السعرات الحرارية وتنحيف الخصر، وذلك في حالة ممارسة، هذه الرياضة من 3 إلى 4 مرات أسبوعياً بمعدل ساعة في كل مرة». وأشارت إلى أنه في حالة ممارسة الشخص المشي لمدة 20 دقيقة ما بين 3 إلى 4 مرات أسبوعياً يحصل الشخص على لياقة ونشاط وحيوية. وأظهرت نتائج دراسة أخرى أجرتها «إكسهيلث» بتكليف من مجموعة VLCC، أن 48% من المشاركين في استبانة الدراسة يعتقدون أن الافتقار لممارسة التمرينات الرياضية كان السبب الرئيس في ازدياد أوزانهم، مقارنة مع 11% يعزون ذلك إلى العادات الغذائية السيئة، في حين اعترف 22% منهم بأن السبب مزيج من الاثنين. ونصحت الشاعر، باصطحاب الممارسين للمشي في فترة الصيف قنينة ماء للشرب وبالتالي تعويض المياه التي يخسرها الجسم عن طريق التعرق، منبهة إلى أن فقدان الجسم لكميات مياه كبيرة قد يصيب الإنسان بنوع من الجفاف والهبوط. ويساعد المشي السليم على مكافحة اعوجاج العمود الفقري وتقوية عضلات الظهر وتخفيض الضغط على المفاصل.