الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطالبة الدارس الكسول بالتفوق تدفعه إلى الغش

مطالبة الدارس الكسول بالتفوق تدفعه إلى الغش
21 مايو 2011 20:01
تسود البيوت حالات طوارئ مع اقتراب فترة الامتحانات، يجري البحث في كل اتجاه عن المعلمين لكافة المواد العلمية والأدبية لاستذكار الدروس، واستدراك ما يجب إدراكه من مواد ينقصها الفهم والتحصيل، و يبقى تراكم المواد الدراسية، المشكلة الحقيقية التي تجعل الطالب تحت ضغط كبير وتعطي نتيجة أقل من المستوى المطلوب بكثير، وحذرت الدراسات من أن مطالبة الطالب الكسول بالتفوق قد تدفعه إلى الغش في الامتحانات. في هذا الصدد يقول هلال بن سالم بن ناصر الصوافي، مدير مركز ملتقى المواهب لخدمات التدريب، مدرب معتمد في علم البرمجة اللغوية العصبية، مدرب معتمد في علم الطاقة، إن العملية التعليمية تتكون من مجموعة من الأركان الأساسية التي تدفع بعجلة العلم والمعرفة إلى التقدم والتطور، ومن أهم هذه الأركان هو ركن التقييم، والذي عادة ما يأتي على شكل مجموعة من المهارات التي تصاغ على شكل مشكلات يحاول الطالب أن يحلها، مع تنوع هذه المشكلات ما بين: تذكرية تقيس مهارات الحفظ والتذكر، واستيعابية تقيس مهارات الفهم . وأعرب عن أسفه أن يقوم بعض المربين وأولياء الأمور بالفصل والتمييز بين هذه الأركان، فيتم التركيز والاهتمام الكلي للطالب عند تقرب الركن الأخير وهو ركن التقييم النهائي، مع إهماله طيلة العام الدراسي، فعندما تقترب الاختبارات وتصبح على الأبواب، يتم إعلان مرحلة الطوارئ في المنزل، ولكن وللأسف الشديد لا يتم التنبيه على المذاكرة أو ضرورة حل الواجبات قبل ذلك، فتحدث فجوة تربوية وعلمية كبيرة جدا بين الأركان الأساسية. وقال إن الطبيعة البشرية دائما ما تبحث عن التميز والتفوق حتى ولو كان الشخص كسولا، فهذه فطرة بشرية في الصغير والكبير، وهنا عندما يتم مطالبة الطالب بالنتائج الممتازة بشكل مبالغ فيه مهما كانت الظروف، ويتم الضغط عليه كثيرا للحصول عليها، يحدث هنا دافع كبير للحصول على نتائج مرتفعة بأي طريقه، ولو كان بالغش، وهنا تظهر لدينا وللأسف الشديد ظاهرة الغش في الاختبارات وبشكل كبير، وذلك بسبب سوء التوازن بين الحرص على درجة الطالب العالية وبين قدرة الطالب واستعداده المسبق. خمس بطاقات تربوية يشير الصوافي إلى أن هناك خمس بطاقات تربوية يجب استرجاعها عند اقتراب الامتحانات ويقول: عند قدوم الاختبارات وقربها، علينا أن نسترجع أهم خمس بطاقات تربوية، التي تعيين الطالب والأسرة على مرور هذه المرحلة بالشكل المطلوب: أولى هذه البطاقات التذكير الدائم للطالب بالهدف من التعلم: فالإنسان بلا هدف كسفينة بلا دفه، كلاهما سينتهي به الأمر على الصخور، لذا يجب علينا أن نحفز الطالب ونثير رغبته للمذاكرة عن طريق تذكيره دائما بالهدف من التعلم، فالهدف يثير الدافع والدافع يثير الرغبة والرغبة تسبب النجاح. ويسوق الصوافي مثالا على ذلك ويقول: يحكى أن شاب سأل حكيم قائلا: ما السبب المؤدي للنجاح؟ فأجاب الحكيم: الرغبة يا ولدي؟ فسأل الشاب: وما هي الرغبة يا حكيم؟ وكيف أحصل عليها؟ ومن ماذا تتكون الرغبة؟ فقال الحكيم: أتريد أن تتعلم الرغبة؟ فأجاب الشاب بنعم، فأحضر الحكيم دلوا مملوءا بالماء وأخذ برأس الشاب ووضعه بداخل الماء، في الثواني الأولى حاول الشاب إخراج رأسه، ولكن بدون دفعه قوية لأن الهواء مازال موجود في الرئتين فمنعه الحكيم، ولكن وبعد مرور دقيقة دفع الشاب رأسه بقوة وبالتالي رمى الحكيم جانبا. فأجاب الحكيم قائلا: هذا هو الدافع يا ولدي وهذه هي الرغبة، فدافعك في البداية كان ضعيفا، فكانت دفعتك ضعيفة، ولكن رغبتك ودافعك الأخير كان قويا وهو دافع الحياة، فلو اجتمعت كل القوى لمنعك ما استطاعت ولذلك عند تحديدنا للهدف في نفوس أبنائنا، تتولد لديهم الرغبة من المذاكرة والتي هي سر النجاح. احذر مبددات الهدف ويضيف الصوافي: لنحذر أشد الحذر من مبددات الهدف والتي نلخصها في النوم غير الطبيعي: والذي يزيد عن ثمان ساعات يوميا، فالدراسات العلمية تقول بأنه يفقد قدرات التفكير لدى الطالب بشكل يومي وبمعدل 2%. قضاء الكثير من الأوقات أمام التلفاز: وخاصة في البرامج الغير مفيدة، فيحدث لدى الطالب الكثير من عوامل التشتت وأحلام اليقظة في فترة هو أشد الحاجة فيها للتركيز واستحضار الذهن، قضاء وقت مع الأصدقاء والسهر معهم بلا فائدة : وخاصة في مرحلة المراهقة، فهو على استعداد دائم للجلوس مع أصدقائه ولو بالساعات الطوال بهدف تضيع اليوم، والهروب من الوالدين لكي لا يسمع كلمة “روح ذاكر”. علما بأنه كلما زاد التعلق بالهدف زادت المذاكرة وزاد التنظيم لها. الثقة بالنفس أما عن ثاني بطاقات التميز في الاختبارات يقول الصوافي: الكثير من الطلاب يعانون من مشكلة الارتباك المؤدي إلى فقدان التركيز وعدم القدرة على رؤية الورقة، وسبب ذلك أن الخوف الزائد والارتباك يقلل من التركيز فيؤدي إلى التشتت الذهني وكما تثبت الدراسات التربوية والنفسية أن الذين يزرعون في أنفسنا الثقة التامة هم: الوالدين من خلال التشجيع الدائم، واحترام ذوات أطفالهم، فكما يقول علماء التربية أن الصراخ الدائم والعقاب المستمر من أهم أسباب القلق عند الاختبارات، المدرسة: من خلال إعطائنا الثقة بأنفسنا وتنميتها، وتعزيزها بالأنشطة والبرامج الأصدقاء: فالأصدقاء السيئين دائما ما يثبطون من همتنا ويقضون على ثقتنا بأنفسنا، من خلال الاستهتار ونزع الجدية، ولذلك تخير صديقك الذي يعينك على المذاكرة، وأخيرا وهو الأهم: هو أنت، فنحن أنفسنا من يزرع الثقة في أنفسنا أو ينزعها، فيجب عليك أن تنظم داخلك بالتعزيز قبل أن تنظم خارجك، ولذلك من الطرق الجميلة والمؤثرة لتنمية الثقة بأنفسنا هو الإيحاءات الإيجابية الدائمة وترديد “أنا قادر على حل الاختبار بسهولة، أنا جدير بذلك”، مما يعطينا تدعيما ذاتيا رائعا. تقوية التركيز والذاكرة وعن ثالث بطاقة وهي تقوية التركيز والذاكرة يقول الصوافي، إن ذلك يتم بممارسة الكثير من التدريبات الرائعة والطرق الحديثة ومن أهم طرق التذكر في الامتحانات طريقة الخريطة الذهنية فهي الأداة التي تساعد على التفكير والتعلم لمؤلفها توني بوزان ولها فوائد كثيرة منها: اختصار المهمات سهولة تنظيم المعلومات، سرعة التذكر، وطريقتها بأن يتم التدرج من العنوان العام إلى عناوين فرعية وهذه العناوين الفرعية أيضا تتكون من فروع صغيرة. خطوات الاستعداد للمذاكرة وينصح الصوافي الطلاب بتجنب بعض العادات السلبية في حياتهم ويقول في هذا السياق: يجب أن تحذف كلمة “سوف” من حياتك فتراكم الواجبات يسبب الضغط، والضغط سبب رئيسي في فقد المعلومات،كما يجب أن تمنع الإيحاءات السلبية أن تتسلل إلى قلبك وعقلك كأن تقول: أنا ضعيف الحفظ، أنا مصاب بعين وبحسد، الحظ دائما يعاندني، واعلم أنك ستحصل على قدر ما تبذل، عليك بالأكلات الصحية كالفواكه والمكسرات وشرب الماء، واحذر المنبهات بكثرة وبجميع أنواعها، بل عليك الإكثار من شرب الماء، فهو سبب رئيسي في تقوية المعلومات، ومن أفضل الوجبات هو الأسماك الدهنية في مفيدة جدا جدا للذاكرة، اختر المكان المناسب للمذاكرة فالضوضاء سبب رئيسي للتدني الدراسي، إياك والسهر الزائد فمذاكرة الصباح لا يعادلها شيء، ونل قدرا كافيا من النوم. نصائح عند الامتحان يقدم الصوافي نصائح للطلاب عند الامتحان ويقول: تأكد من جدول الاختبار جيدا فهناك الكثير من الحالات التي نصادفها من طلاب صدموا بأنهم ذاكروا المادة الخطأ، ? لا تعتمد كثيرا على المذكرات والملخصات المنتشرة، فهذه فقط لحلها في نهاية المذاكرة وليست لاعتبارها المادة الأساسية البديلة عن المنهج، ? بكّر في الذهاب إلى مكان الامتحان، فمن أسباب التوتر هو الحضور متأخرا، ? إياك أن تراجع المادة قبل دخولك الاختبار بنصف ساعة، ? ابدأ بقراءة ورقة الاختبار كاملة قبل الإجابة، ? ابدأ بالأسئلة السهلة ثم الصعبة، راجع الورقة بعد الانتهاء، فلعل هناك أسئلة لم تجب عليها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©