الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سالم بن خميس: أخشى على صناعة الطبول من الاندثار

سالم بن خميس: أخشى على صناعة الطبول من الاندثار
2 يونيو 2014 10:53
ياسين سالم (الفجيرة) ورث عن أبيه هذه الحرفة حتى أصبحت رفيقة مجلسه ودربه وترحاله وعندما يشعر بالضيق يمسك القدوم والمسحل على جذوع الشجر وينقش بمهارة فائقة على الخشبة التي تتحول من جذع أصم إلى آلة إيقاع تسمى الطبول التي تصاحب أهل الطرب. ويقول سالم بن خميس من منطقة حتا التابعة لدبي: كان الوالد رحمه الله خبيراً في صناعة الطبول وعلَّمني منذ كنت صغيراً ومع الأيام أصبحت أتقن هذه الحرفة بشكل جيد، فأنا أمارسها منذ 40 سنة وهذه المهنة تحتاج إلى صبر ودقة ومهارة وفي المرحلة الأولى نهتم باختيار نوع الشجر، فهناك عدة أنواع من جذوع الأشجار منها ما يصلح ومنها ما لا يصلح وأفضلها على جذوع السدر وبعدها الشريش والقرط وألبيذام فنوع الشجر يحدد عمر الطبل ومقاومته للحرارة والرطوبة وحتى الطنين فطلب السدر صداه أكبر ولديه القدرة على تحمل الظروف المناخية ولا يتأثر كثيراً عكس باقي الأشجار وسعر طبـل الســدر مرتفع. وقد يصل إلى 30 ألف درهم أو ربما أكثر حسب نوعه وحجمه وهناك شكل الزخارف التي تحيط بالطبل وتركيب الشن وهو جلد الغنم الذي يغطي دفتي الطبل وهو الذي يعرف بتركيب الطبل حتى الأحبال أو ما يسميها بعضهم الأوتار وهي بحاجة إلى تركيز ومعرفة حتى تكتمل مواصفات الطبل الجيد أما المرحلة الأهم فهي تتعلق بالتجويف. صوت الطبل وأضاف: لا بد من مراعاة سُمك جسم الطبل من الداخل ولا يكون ثقيلاً أو رفيعاً، فالثقيل يؤثر سلباً على صوت الطبل ولا يعطي الصوت المطلوب أثناء استعراض الفنون وهذا يطلق عليه الطبل الخاوي وهو غير مرغوب ويدل على أن ضعف في الصناعة أما الذي يجمع بين السمك والخفة فهو المعروف بالطبل الطارق أو الزنان أو الصداح أو الزراخ وهي كلها أسماء للطبل الجيد المرغوب. فالطبل ليس فقط أداء لاستعراض الفنون، بل هناك تنافس بين أصحاب الطبول من أجل الأفضل، سواء على مستوى الطنين أو النقوش أو الزخرفة وحتى نوع الطبل ولأي الأشجار ينتمي، فكلها مواصفات يتنافس عليها أهل الطبول في حضرة الجمهور، فهناك طبول لها تأثيرها وصداها بسبب ما تتميز به من مواصفات ونقوش وتظل حديث المجالس لأيام وربما سنين ويضــرب بها المثل في جمالها وأناقتها، لا سيما أن فنون دولة الإمارات كلها تقريباً تقوم على إيقاع الطبول، سواء العيالة أو العارضة أو الوهابي والرزفة والدان والشلة والوهاو وجميع هذه الفنون محورها الطبل. الطبول الجاهزة ويضيف أن صناعة الطبول تكاد تندثر اليوم ويتم استيراد الطبول الجاهزة وهي ذات مواصفات رديئة جداً، وهناك بعض المواطنين القلائل الذين لا يزالون يحافظون على الحرف القديمة ويتمسكون بالماضي ويصنعون الطبول التراثية المميزة ذات المواصفات العالية. وحول أهم أسماء الطبول يقول سالم بن خميس أشهر الطبول الكاسر الذي يعتبر الطبل الرئيسي في استعراض فن الدان وهو من أصغر الطبول وأخفها وأنا من البارعين في صناعة هذا النوع من الطبول. بالإضافة إلى طبل الرحماني وتتراوح أسعار الطبول التي أصنعها بين ألف وثلاثة آلاف درهم وكل طبل يستغرق في الصناعة أسبوعاً أو أكثر حسب المهمة والطلب والبعض لديه الرغبة في شراء أكثر من طبل، ولا أتردد في توفير طلبهم. كما أشارك في الفعاليات التراثية والقوافل الثقافية التي تنظمها المؤسسات في مختلف مناطق الدولة وأشرح للجمهور الخطوات والمراحل التي تمر بها صناعة الطبل، وهذا يشجع على ازدهار الحرف القديمة وإحياء الموروث وتعريف جيل اليوم بالماضي وضرورة التمسك به.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©