وصف عضو البرلمان الأسترالي آندرو فريزر أمس الفيضانات الخطيرة في كوينزلاند، شمال شرق أستراليا، بأنها طوفان يهدد آلاف المنازل ويعطل صناعة التعدين الاستراتيجية للاقتصاد. وقال المسؤول للصحفيين بوضع عدة جوانب في الاعتبار نستطيع القول إنها “كارثة طوفان”. ومع توقعات باستمرار الفيضانات 3 أسابيع أخرى وارتفاع المياه 8,5 أمتار، وجهت الملكة اليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا رسالة تضامن للأستراليين أعربت فيها عن شعورها “بقلق كبير” ومتابعتها للفيضانات الكاسحة في كوينزلاند.
وأعلنت جوليا جيلارد رئيسة الوزراء الأسترالية أن صناعة التعدين تعطلت بشكل خطير بسبب الفيضانات وأن بعض الشركات اضطرت إلى اللجوء إلى بنود “الظرف القاهر” في عقودها لعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها. وأضافت رئيسة الوزراء أن الشركات “اضطرت إلى القول لعملائها إنه لا يمكنها ضمان الإمدادات. وحتى المناجم التي تواصل العمل تواجه صعوبات في إرسال إنتاجها لتضرر كثير من الطرق”. وأكدت رئيسة الوزراء أن الزراعة والشركات الصغيرة والسياحة ستتضرر من الفيضانات.
ووفرت السلطات الأسترالية طائرات لنقل سكان “إميرالد” و”كونداماين” و”تيودور” و”روكهامبتون”، حيث أغرقت مياه الفيضانات مدناً بأكملها، ودمرت منازل وعزلت مزارع وأغلقت مناجم الفحم ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة للبلاد. وركزت أجهزة الإغاثة جهودها على “روكهامبتن”، حيث فاض نهر “فيتزوي” مهدداً باجتياح ما بين 2000 إلى 4000 منزل. وقال براد كارترد عمدة روكهامبتن إن “استعدادنا كان على أفضل ما يمكن، وقمنا بإجلاء أكبر عدد من المهددين بالفيضانات، قبل أن تبلغ ذروتها في المنطقة يوم الأربعاء”. وأعلن أنه من المتوقع أن يبلغ منسوب الفيضانات 8,5 أمتار بحلول منتصف يناير.
وأصدرت روكهامبتون، التي أغلقت مطارها أمام الطيران التجاري، تحذيراً لسكانها البالغ عددهم 100 ألف نسمة، من أن المدينة ستنقسم إلى شطرين عندما يبلغ منسوب المياه ذروته في نهر فيتزوري. وقال كارتر إنه من المحتمل إغلاق المطار لمدة قد تصل إلى 3 أسابيع. وما زالت عملية إجلاء سكان مدينتي “ثويودور” و”دوندامين” جارية. وقدرت رئيسة وزراء استراليا كوينزلاند آنا بلاي الجمعة تكاليف هذه الكارثة بعدة مليارات دولار.
وقالت آنا إن 22 مدينة تضررت من الفيضانات وأن الخسائر الاقتصادية ستكون بالمليارات. وأضافت “سيكون سكان كوينزلاند في حاجة لكل مساعدة يمكنهم الحصول عليها. وبالنسبة للبنية التحتية وحدها مثل الطرق والسكك الحديدية والمدارس وصناعات التعدين والزراعية والسياحة.. نتوقع خسائر بالمليارات”. ومع توقع زيادة السيول في الأيام القادمة، أعلن مسؤول محلي أن خسائر استراليا ستكون “ضخمة”.
وحاولت مروحيات الجيش الأسترالي أمس إسقاط الإمدادات الغذائية والأدوية على سكان المدن التي عزلتها الفيضانات على امتداد مساحة تضاهي مساحتي فرنسا وألمانيا مجتمعتين. وشهد آلاف الأستراليين مقدم العام الميلادي الجديد في مراكز الإيواء بعد أسوأ فيضانات تشهدها أستراليا منذ 50 عاماً، التي أغرقت نصف ولاية كوينزلاند على الساحل الشرقي. واضطر نحو 200 ألف شخص على النزوح من ديارهم بعدما أغرقت الأمطار الجارفة التي تهطل منذ يوم عيد الميلاد.
عدد اليوم
