الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبو سفيان بن حرب سيد في الجاهلية والإسلام

18 مايو 2012
(القاهرة) - كان أبو سفيان بن حرب من دهاة العرب وأهل الرأي، ومن أشراف قريش وسادتها وحكمائها، وهو والد أم حبيبة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ووالد معاوية أول خلفاء بني أمية. ويقول الدكتور عبد الله سمك الأستاذ بجامعة الأزهر: ولد أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي، قبل عام الفيل بعشر سنين، وذكرت المصادر التاريخية أنه كان أهل عداوة للاسلام، ولكنه لم يتعرض للنبي، صلى الله عليه وسلم، بأذى ولما حاول المسلمون قطع الطريق على قافلة قريش التي أدت لموقعة بدر كان أبو سفيان قائدها، واستطاع بخبرته ودهائه اجتياز طريق آخر وصل منه سالما إلى لمكة بالقافلة من دون أن يستولي عليها المسلمون، فرأى أنه لا داعي للحرب طالما أن القافلة عادت بلا أذى، إلا أن عمرو بن هشام أصر على حرب المسلمين وخرج جيش من مكة لمحاربة المسلمين في موقعة بدر، وكان أبو سفيان بن حرب يقود قريشا كلها فى غزوتي أحد والأحزاب ضد المسلمين، واستطاع أن يجند عددا كبيرا من قريش. مناقب كثيرة وأوضح أن مناقبه كانت كثيرة وعرف بالشجاعة والإقدام والدهاء والحكمة وحب الزعامة، والصدق حتى مع خصومه، فلم تمنعه خصومته للنبي، صلى الله عليه وسلم، قبل إسلامه من قول الصدق أمام هرقل قيصر الروم وهو يسأله عن الرسول، عليه الصلاة والسلام، وأسلم يوم فتح مكة سنة 8 هـ، وروى ابن عباس قصة إسلامه، فقال: لما أتى به العباس يوم الفتح إلى الرسول-عليه الصلاة والسلام- وطلب منه أن يؤمنه، قال له الرسول: “ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله”، فقال بأبي أنت وأمي، ما أوصلك وأحلمك وأكرمك، فقال:”ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله”، فقال: بأبي أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، أما هذه والله فإن في النفس منها حتى الآن شيئا. فقال له العباس: ويحك، أسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل أن تضرب عنقك، فشهد وأسلم، فقال العباس: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحب الفخر والذكر، فأكرمه الرسول بكرامة عظيمة، وقال:”من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل الكعبة فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه على نفسه فهو آمن”. يوم الفتح وأشار الدكتور عبد الله سمك الأستاذ بجامعة الأزهر إلى قول ابن الأثير في أسد الغابة ان راية الرسول صلى الله عليه وسلم، كانت بيد سعد بن عبادة يوم الفتح، فمر بها على أبي سفيان، وكان أبو سفيان قد أسلم، فقال له سعد: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشا. فلما مر الرسول-عليه الصلاة والسلام- في كتيبة من الأنصار، ناداه أبو سفيان: يا رسول الله، أمرت بقتل قومك، زعم سعد أنه قاتلنا. وقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف- رضى الله عنهما: يا رسول الله، ما نأمن سعدا أن تكون منه صولة في قريش. فقال الرسول- صلى الله عليه وسلم:”يا أبا سفيان، اليوم يوم المرحمة، اليوم أعز الله قريشا”. فأخذ الرسول-عليه الصلاة والسلام- اللواء من سعد، وأعطاه ابنه قيسا. وأضاف الدكتور عبد الله سمك: شهد أبوسفيان مع الرسول صلى الله عليه وسلم غزوة حنين، وأبلى فيها بلاء حسنا، وكان ممن ثبت ولم يفر امام المشركين، ولم تفارق يده لجام بغلة الرسول-صلى الله عليه وسلم- حتى انصرف الناس، وأعطاه من غنائمها، فقال للرسول: والله إنك لكريم، فداك أبي وأمي، والله لقد حاربتك فنعم المحارب كنت، ولقد سالمتك فنعم المسالم أنت، جزاك الله خيرا. وقال: في يوم الطائف أصيبت عينه، فأتى الرسول- صلى الله عليه وسلم- وقال: هذه عيني أصيبت في سبيل الله، فقال له الرسول-عليه الصلاة والسلام:” إن شئت دعوت فردت عليك، وإن شئت فالجنة “، فقال أبو سفيان: الجنة، ويروي البلاذري في كتابه فتوح البلدان أنه كان أحد السبعة عشر رجلا من قريش الذين دخلوا الإسلام ويعرفون الكتابة، وأن الرسول-صلى الله عليه وسلم- استكتبه فى بعض شؤونه وما ينزل من القرآن، وولاه- عليه الصلاة والسلام- على نجران. ابنه يزيد كما أشار الدكتور عبد الله سمك الأستاذ بجامعة الأزهر إلى أن أبي سفيان قاتل يوم اليرموك تحت راية ابنه يزيد، ووقف بين المسلمين يحرضهم على الجهاد، وسمعه أحد الصحابة وهو يقول: يا نصر الله اقترب، ثم وقف خطيبا في الناس ويقول: أيها الناس الله الله إنكم ذادة “سادة” العرب وأنصار الإسلام، وإنهم ذادة الروم وأنصار الشرك، اللهم هذا يوم من أيامك، اللهم أنزل نصرك على عبادك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©