الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متاحف الدولة.. منارات ثقافية رائدة تحتضن أمجاد الماضي وإشراقة الحاضر

متاحف الدولة.. منارات ثقافية رائدة تحتضن أمجاد الماضي وإشراقة الحاضر
18 مايو 2013 20:54
في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، تهتم دولة الإمارات العربية المتحدة كثيرا بالكشف عن آثارها وإبرازها بهدف تدعيم الجسور بين الماضي والحاضر، وإطلاق طموحات المستقبل على أسس علمية سليمة تدعمها موروثات الإنسان على أرضه التي احتضنته منذ أكثر من ستة آلاف عام، في ظل عراقة الأجداد والتراث الأصيل. وقد صاحب الاهتمام بعمليات التنقيب التي جرت في الدولة وظهور الكثير من الآثار إنشاء العديد من المتاحف في الإمارات للحفاظ على هذه الثروة القومية ولتكون في الوقت نفسه مرآة صادقة للإمارات، ليس فقط لماضيها القديم لكن أيضا لحاضرها المشرق. استحقت إمارة الشارقة وبجدارة لقب “عاصمة الثقافة” العربية والإسلامية، إذ تحظى باهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بشتى المجالات الثقافية والتعليمية فيها، ولما تختص به هذه الإمارة الباسمة بمجموعة كبيرة من المتاحف الهامة التي تحكي تاريخها، تأسست إدارة متاحف الشارقة عام 2006 برعاية كريمة من صاحب السمو حاكم الشارقة، بهدف توفير أرقى المعايير في مجال المتاحف للزائرين والمواطنين والمقيمين في إمارة الشارقة، وذلك من خلال تقديم باقة من التسهيلات المتميزة وتنظيم المعارض المتخصصة وإطلاق برامج تعليمية خاصة، بالإضافة إلى نشر الأبحاث والوصول إلى كافة شرائح المجتمع. ?وتتضمن إدارة متاحف الشارقة 16 موقعاً تغطي معظم أنواع الفنون والثقافة الإسلامية وعلم الآثار والتراث والعلوم والأحياء المائية وتاريخ الإمارة والمنطقة. وتهدف إدارة متاحف الشارقة في رسالتها إلى تقديم أعلى مقاييس خدمات المتاحف من خلال متاحفها، ومعارضها، وبرامجها التعليمية والبحثية، والبرامج الاجتماعية في الإمارة وتسعى في رؤيتها إلى تعميق الفهم، والتقدير، والاحترام لهوية الشارقة وقيمة تراثها الثقافي والطبيعي، محلياً وعالمياً. من العصر الحجري ونظراً لكثرة المتاحف في إمارة الشارقة، على حد قول مدير عام إدارة متاحف الشارقة منال عطايا، فقد تم تأسيس إدارة متاحف الشارقة في عام 2006، كدائرة حكومية مستقلة تهدف إلى توفير أرقى المعايير في مجال المتاحف للزائرين والمواطنين والمقيمين في الإمارة، وذلك من خلال تقديم باقة من التسهيلات المتميزة وتنظيم المعارض المتخصصة وإطلاق برامج تعليمية خاصة، بالإضافة إلى نشر الأبحاث والوصول إلى كافة شرائح المجتمع. وحول أهم المتاحف تذكر منال عطايا: “يعد متحف الشارقة للآثار أحد أهم المتاحف في الشارقة، وهو يهدف إلى حفظ الآثار، وعرضها وتعريف الجمهور بها، باعتبارها الكنز الذي لا يقدر بثمن، ليحكي هذا المتحف قصصاً تعود إلى العصر الحجري. وقد افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة المتحف في مبناه الجديد بتاريخ 5 أكتوبر 1997م، وهو يحتضن في قاعاته قطعا أثرية تعود للعصور التاريخية التي سبقت انبلاج فجر الإسلام، خاصة العصر الحجري القديم (5000-3000) سنة قبل الميلاد. ومنها الأواني والقطع الفخارية والمصنوعات الحجرية والمعدنية، وكذلك الحلي والمجوهرات والقطع النقدية وتماثيل الحيوانات والبشر الصغيرة، إضافةً إلى نماذج لهياكل عظمية ومدافن ومنازل اكتشفت في مواقع عدة تتناثر في أراضي الإمارة وتعود للفترة الزمنية المذكورة. وتضيف عطايا: يقع المتحف في ضاحية حلوان على مقربة من ميدان الثقافة الشهير بالشارقة، ويعد أول متحف متخصص في الآثار على مستوى دولة الإمارات، ويعرض المكتشفات الأثرية التي وجدت في الإمارة، وتعود للعصور السابقة للإسلام، وهذه المكتشفات جاءت نتيجة الجهود الحثيثة لعلماء الآثار الذين توافدت بعثاتهم على الشارقة منذ مطلع عام 1973م وحتى وقتنا الحاضر، كما أنها نتيجة جهود بعثة التنقيب المحلية التي بدأت عملها برئاسة الدكتور صباح جاسم منذ عام 1993م وهي تتبع إدارة الآثار، إحدى إدارات دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة. وتلفت عطايا قائلة: “اعتمدت إدارة متاحف الشارقة مبدأ تحديد رسالة ومهمة كل متحف من متاحفها، لتكون هذه الرسالة واقعاً يعمل جميع من في المتحف على تحقيقه والعمل في ظل منطلقاته، وهذه الرسالة تعتبر متحف الشارقة للآثار أرشيفا دائما للقطع الأثرية المكتشفة في إمارة الشارقة، وهو يستهدف حفظ هذه القطع وتعريفها وعرضها، بالإضافة إلى نشر المعلومات الكافية عنها بطريقة تحث على تقدير تراث الشارقة من الآثار وبث روح التعلم والمتعة”. ووضع المتحف ممثلاً بإدارته أهدافا عدة، يصبو لتحقيقها، ومنها حفظ آثار الشارقة وتوثيق سجلاتها وفق المعايير العلمية السليمة، مع الاهتمام بإقامة المعارض المحلية والعربية والعالمية وفق أرقى أساليب العرض وبما يظهر آثار الشارقة بالصورة اللائقة التي تبين قيمتها العلمية، وكذلك إطلاق الأبحاث حول آثار الشارقة ورعاية القائمين عليها، وتسهيل وصولهم إلى مقتنيات المتحف من هذه الآثار، وتوفير كل ما يرتبط بها من معلومات ووثائق وتشجيع الطلاب والباحثين على إجراء البحوث حولها، وتقديم الخدمات التعليمية والبرامج التي تخدم فهم المجتمع لآثار الشارقة وتثير فيهم غريزة الاستكشاف لهذه الآثار وحب التعرف إليها، إضافة إلى امتلاك مقتنيات جديدة وافية المعلومات بما يتفق مع سياسة المتحف المعتمدة بخصوص الاقتناء والبحث، ونشر المعرفة حول مقتنيات المتحف وكل ما يصدر حولها من أبحاث بكل الوسائل الإعلامية المتاحة، والتعاون مع المؤسسات والمراكز والمعاهد الثقافية والتعليمية والبحثية الحكومي منها والخاص، مع الارتقاء بالكادر العامل في المتحف علماً وعملاً، وتوفير البيئة المناسبة للعمل والتي تراعي احتياجات الموظف النفسية والعقلية والمادية. ورش تعليمية وتوضح عطايا، أن المتحف يحتوي على ست قاعات، منها أربع قاعات زمنية رئيسية واثنتان فرعيتان، ويبدأ الزائر جولته في المتحف بقاعة فرعية هي قاعة علم الآثار، ولا يقتصر دور متحف الشارقة للآثار على استقبال الزوار فقط، بل يمتد إلى نشر المعرفة حول آثار الشارقة وتاريخها عموماً، ومن أجل ذلك يحفل برنامج عمل المتحف السنوي بكثير من الأحداث والأنشطة العلمية والثقافية ومنها “الورش التعليمية حيث ينظم أخصائي التعليم في المتحف على مدار العام عدداً من الورش التعليمية المتميزة تستهدف مختلف فئات المجتمع، من العائلات والأفراد والطلاب بالإضافة للأفواج السياحية الزائرة، فهناك ورشة عائلية شهرية منتظمة، وهناك الورش المخصصة لطلاب المدارس والتي تتاح لكل مدرسة ترغب في إشراك الطلاب فيها، كما يتولى المكتب إعداد ورش تعليمية خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع إدارة الخدمات التعريفية والتعليمية في إدارة متاحف الشارقة. أما مواضيع هذه الورش فتتعلق بمعروضات المتحف ومقتنياته، وتسعى إلى زيادة الوعي بأهمية آثار الشارقة وضرورة الحفاظ عليها من خلال الأنشطة التي تتضمنها هذه الورش والتي تمزج بين الترفيه والتعليم. «الشارقة للحضارة الإسلامية» وعن متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، والذي يعد الأول من نوعه في الإمارات والمنطقة. توضح عطايا قائلة: “يقع المتحف في قلب الشارقة التاريخية بمنطقة المجرة، وقد ظهر مبنى المتحف في نشأته كسوق تقليدي شرق أوسطي أو سوق داخلي، وقد تم افتتاح هذا الصرح الرائع الذي يحوي بداخله متحف الشارقة للحضارة الإسلامية بداية عام 1987 وعُرف باسم سوق المجرة، والذي سرعان ما أصبح أحد معالم الشارقة بين أهالي الشارقة وزوارها من السائحين. وتم تجديد هذا البناء مع الحفاظ على روح الهندسة المعمارية الرائعة والتصاميم الخلابة، وأُعيد افتتاحه عام 2008 ليكون مقراً لمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية. ويتجلى جمال تصميم هذا البناء في القبة الذهبية التي تتوسطه والمزخرفة من الداخل بالفسيفساء المركب مصورة للسماء ليلاً وما بها من بروج”. وتتابع عطايا: يحتوي المتحف على مجموعة فريدة ومهمة من الأعمال الإسلامية والعربية كالمخطوطات الإسلامية والأدوات العلمية ونماذج من أعمال السيراميك والخزف والمعادن والعملات والمنسوجات ذات الطابع الإسلامي الفريد. وفيه سبع صالات عرض تضم 5000 عمل فني من مختلف بقاع العالم الإسلامي تمثل أهم إنجازات الفكر والعلوم والفنون الإسلامية التي تعود إلى عصور إسلامية مختلفة منذ 1400 عام حتى الحقبة المعاصرة. موضحة عطايا أن أقسام صالات العرض تتمثل في “صالة أبو بكر للعقيدة الإسلامية”، وتضم هذه الصالة معروضات فريدة من نوعها كالنماذج من المخطوطات الإسلامية المذهبة، والتي كتبت على يد أشهر الخطاطين في أقطار مختلفة من أرجاء الدولة الإسلامية. ومن أهم ما يعرض في هذه الصالة كسوة باب الكعبة الشريفة. كذلك بإمكان الزائر مشاهدة مجسم للحجر الأسود ومجسمات أخرى للحرمين المكي والمدني بعد التوسعة الأخيرة، إلى جانب صور قديمة لمدينة مكة المكرمة والحرم الشريف. إضافة إلى “صالة ابن الهيثم للعلوم والتكنولوجيا”، وأهم ما يميز هذه الصالة خريطة الأرض للشريف الإدريسي، وهي نسخة من أول خريطة كاملة للعالم، رسمها الشريف الإدريسي المتوفى عام 1166م. كما يمكن للزائر مشاهدة بعض أدوات الرصد الفلكي التي تستخدم في معرفة مسار النجوم وأبعادها ومواقيت الصلاة والأشهر القمرية كالأسطرلاب والكرة السماوية. بالإضافة إلى “صالات الفنون الإسلامية”، وتنقسم القطع الفنية بها إلى أربع صالات حسب التسلسل التاريخي. ويعرض هنا مجموعة مميزة من الآثار المتنوعة بين مشغولات معدنية وخزفية والزجاجيات وعرض المسكوكات الإسلامية، وتضم مجموعة قيمة من الدنانير الذهبية والدراهم الفضية من العهدين الأموي والعباسي، بالإضافة إلى عملات تعود إلى دويلات إسلامية مختلفة أهمها المملوكية والفاطمية والسامانية والمغولية والصفوية والصفارية وغيرها. ويقوم المتحف بتنظيم بعض المعارض المؤقتة والدورات الخاصة للعائلات والمدارس والجامعات. كما يوجد في المتحف محل للهدايا التذكارية ومقهى. «متحف الشارقة للتراث» متحف الشارقة للتراث، افتتح عام 2012 بحلته الجديدة في منطقة الشارقة التراثية “قلب الشارقة”، بعد أن خضع لخطة توسع وتطوير، وكان قد تم افتتاحه أوائل عام 2003. ويعرض هذا المتحف، كما تشير عطايا، عادات وتقاليد وثقافة إمارة الشارقة الثرية والمحافظة عليها كمصدر فخر وإيحاء لأهالي الإمارات للإطلاع على تراث الأجداد لزواره من خلال القاعات الحديثة والمتجددة. ومن خلال جولة للزائر بين أروقته يمكن أن يكتشف 6 قاعات، ابتداءً من قاعة “البيئات” الذي تضم بيئة الساحل والجزر وبيئة الصحراء والواحات وبيئة الجبال والوديان، وقاعة “نمط الحياة” والذي تم تقسيمها إلى ثلاثة أنماط مختلفة ما بين النمط الاجتماعي والترفيهي والديني.. وقاعة “الاحتفالات” حيث تم تنظيمها لتغطي التراث الإماراتي في العديد من المناسبات التراثية والدينية والتقليدية مثل النصف من شعبان ورمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى وعرض زي الحاج وشجرة الرولة والخطبة والأعراس وزهبه العروس والأكلات الشعبية وعرض الآلات الموسيقية.. وقاعة “سبل العيش” والحواي وطرق بيع الأعشاب والأدوية والعملات والتجارة الدولية والإيراد والتصدير وصياغة الذهب والتجارة عند المرأة داخل الأسواق والمقايضة وطرق التنقل والخدمات الأخرى مثل الحمالي والعبار والطناف.. إضافة إلى قاعة “المعارف التقليدية” حيث توجد المقتنيات الخاصة بقص الأثر “التجفير” والطب الشعبي وطرق العلاج قديماً مثل الوسم والحجامة وعلاج الجروح والأعشاب المستخدمة في التداوي وغيرها.. فضلا عن قاعة “الأدب الشفهي” حيث نشاهد المقتنيات التي تدلل على تراث الدولة من الأمثال الشعبية والألغاز والقصص والخراريف والتي عرضت باستخدام المؤثرات الصوتية والمجسمات لشخصيات خرافية وغير ذلك من الطرق الشيقة والمثيرة. إثراء الحياة الثقافية قالت منال عطايا إن «متحف الشارقة للفنون يسعى إلى إثراء الحياة الثقافية والفنية لمجتمع الشارقة وزوارها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي من خلال مقتنياته الفنية وبرامجه وخدماته. ومنذ افتتاح هذا الصرح الفني في أبريل 1997م، أصبح أكبر قاعة عرض في منطقة الخليج تحتوي معروضات دائمة ومؤقتة لفنانين مشهورين. ويمكن التعرف إلى تاريخ المنطقة من خلال أعمال فنانين مستشرقين من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ومن إبداعات الفنانين المحليين والعالميين المعروفين. وخلال تلك الزيارة ستأسر الزائر مناظر الطبيعة والمدينة والصور في شكل لوحات زيتية وألوان مائية في بانوراما راقية من الحياة الفنية. كما يمكن زيارة ثلاثة طوابق من الأروقة المخصصة للتعبير الإبداعي المعاصر. كما تحتوي هذه الأجنحة متعددة الأروقة على معروضات ومقتنيات دائمة لأكثر من 300 عمل، منها معروضات الجرافيك التي تصور مجموعة مذهلة من الأساليب التعبيرية والتصورات الفكرية التي أبدعها فنانون من الوطن العربي. كما سيلتقي المشاهد بلوحات ومنحوتات تأسر ملكات خياله وتغني أفكاره”. موضحة عطايا، أن المتحف يشتمل على مكتبة الفنون التشكيلية وتضم أكثر من “4000 عنوان”، باللغتين العربية والانجليزية، وبعض اللغات الأخرى وعدد كبير من الأشرطة المرئية والصوتية، وبوسع الزائر استخدام الإنترنت، إضافة إلى قاعة المطالعة اليومية وركن البحث، كما تقدم المكتبة خدمة التصوير وتوفر عدداً من الجرائد اليومية والمجلات المتخصصة بالفنون التشكيلية، كما تحتوي على ركن للأطفال. «متحف رأس الخيمة الوطني» إمارة رأس الخيمة تعتبر مهداً للحضارات القديمة ومقراً للعديد من المستوطنات البشرية، ويشهد على ذلك متحف رأس الخيمة الوطني الذي يضم العديد من القطع الفخارية والآثار التي تعود إلى حوالي ستة آلاف سنة مضت. وسميت قديماً بـ”جلفار”، وتوجد مجموعة من القلاع والحصون والأبراج منتشرة بكافة أرجاء الإمارة شاهداً على الدور البطولي والتاريخ الحافل المجيد. وهنالك العديد من المستوطنات التاريخية المعروفة في مناطق شعم وغليلة وخت، والعديد من القلاع التاريخية في منطقة ضاية والحصون المنتشرة على امتداد المواقع الاستراتيجية في السواحل والمناطق الداخلية، وكذلك قصر الزباء وغيرها من المناطق الأثرية. ويرجع بناء متحف رأس الخيمة الوطني، على حد قول أحمد هلال “أخصائي ترميم أثار”، إلى أواسط القرن الثامن عشر الميلادي ويقع في مدينة رأس الخيمة القديمة بعد إعادة ترميمه. ويضم المتحف مجموعة متنوعة ونادرة من الآثار القديمة والأحافير التي ترجع إلى حقب تاريخية مختلفة ويحتوي على آثار بشرية ترجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد وآثار ومستوطنات شمل وآثار مدينة جلفار وحصن ضاية ووادي الغاف، وأيضاً هناك معالم أثرية أخرى تتمثل في الأبراج المخروطية التي تستخدم للحراسة والاستطلاع. ويعتبر متحف رأس الخيمة الوطني، كما يؤكد هلال، شاهداً على تاريخ وعصور إمارة رأس الخيمة القديمة، حيث يعكس صورة الماضي حتى تستطيع الأجيال الحاضرة أن تتبين مواقع خطاها في حاضرها ومستقبلها. مشيرا إلى أهم مقتنيات المتحف، فقد تم العثور على قطعة ذهبية على شكل زوج من الماعز سنة 1986، وذلك من قبل البعثة الألمانية الأثرية المبتعثة من جامعة الشرق الأدنى جوتينجي، وتم العثور على هذه القطعة الأثرية في قبر الآلهة، وهو أحد القبور المنتمية لسلسلة القبور الحجرية التي يعود تاريخها إلى (1600- 2000) ق م. حيث وجدت قطعة ذهبية مخفية بين الصخور ووجد معها أيضا رأس حربة وعدد كبير من العقيق وحبات الخرز الذهبية، والقطعة مصنوعة من خليط الذهب والفضة وهي عبارة عن اثنين من الماعز ملتصقتين مع بعضهما البعض من الخلف. كما وجدت قطعة أخرى مشابهة في منطقة “شمل”، أخفيت بين القبور حيث تم إيداعها داخل جرة برونزية مع المئات من حبات خرز العقيق واثنين من الأقراط “حلقات الأذن”. وأشار أحمد هلال موضحاً: “تم اختيار هذه القطعة كشعار لأن تاريخها يرجع إلى 4000 سنة ق.م، مما يعبر عن عراقة رأس الخيمة، حيث تم اكتشافها في “شمل”، والتي تعد واحدة من أكبر المستوطنات في شبه جزيرة عمان في الفترة بين (1600-2000) قبل الميلاد، والقطعة الذهبية تعكس الخبرة الفنية آنذاك لأهل هذه المنطقة. كما أنها تعتبر أقدم قطعة أثرية بالإمارة. وعن أقسام المتحف، أوضح كريستيان جيرهارد “خبير آثار”، أنه يحتوي على “قسم التاريخ الطبيعي”، ويضم العديد من أنواع الصدف التي تتواجد على شواطئ رأس الخيمة. إضافة إلى الأحافير والمتحجرات التي ينتمي بعضها إلى نهاية العصر الترياسي وبداية العصر الجوراسكي قبل حوالي 190 مليون سنة. أما “قسم الآثار”، فيعد أكبر أقسام المتحف ويضم هذا القسم آثارا تنتمي إلى أثر بشري في إمارة رأس الخيمة حيث يرجع تاريخه إلى الألف الثالث قبل الميلاد ويوجد فيه العديد من قطع الفخار والأدوات النحاسية والأحجار والمسكوكات والقطع النقدية التي يعود تاريخها إلى الألف الثاني والثالث قبل الميلاد والعصر الحديدي، وبداية العصر الإسلامي. بينما يحتوي “قسم التراث” على نماذج للبيوت التقليدية القديمة في الإمارة، كما يحتوي على العديد من أدوات الصيد كأدوات الغوص والبحث عن اللؤلؤ، وصيد السمك، والصقور “القنص”، كما يضم بين جنباته أيضا العديد من الأدوات الحرفية كأدوات النجارة. «متحف الشارقة العلمي» بأصوات موسيقية وأفلام كرتونية وقياسات للتوازن واختبارات للقدرات الجسمانية، يقوم متحف الشارقة العلمي بإشباع الفضول، وتعزيز حب الاكتشاف لدى الأطفال، من خلال عرض آخر المبتكرات العلمية والتكنولوجية الحديثة، ضمن قاعات المتحف ومركزه التعليمي. هذا ما أكدته عطايا قائلة: “يهدف متحف الشارقة العلمي، الذي افتتح عام 1996 إلى ربط الإنجازات العلمية بالحياة اليومية، وإثارة فضول المتابعين لأحدث المبتكرات العلمية والتكنولوجية التي تحدث حولنا، إذ يعد المتحف الأول من نوعه في الدولة، الذي يقدم المعلومات العلمية بطريقة سهلة ومبسطة وعرض المعارف والعروض التكنولوجية، إضافة إلى ورش العمل التي تشمل الكثير من العلوم المخصصة لطلبة المدارس”. مبينة عطايا، أن المتحف يتكون من قسمين، الأول قاعة المعروضات والثاني المركز التعليمي.. أما قاعة المعروضات فتضم أكثر من 50 معرضا جذاباً، صممت لتحريض الصغار والكبار على التفكير، من خلال المعارض التي يمكن للزوار اختبار قدراتهم الجسمية المختلفة كمستوى قوة عضلات الجسم ومرونته، وقياس القدرة على التوازن، ومقارنة نتائجهم بمعدل القياسات المجهز بحسب الفئات العمرية. كما يمكن للمتجول في أقسام قاعة المعروضات، عمل رسوم متحركة ثم مشاهدتها في فيلم كرتوني متحرك، إضافة إلى عزف أجمل الإيقاعات الموسيقية باستخدام جهاز دمج الأصوات الموسيقية، وتركيب أجزاء الجهاز الهضمي في جسم الإنسان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©