الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبراء التراث: المتاحف الإماراتية قِبلة سياحية وتاريخ يعزز الهوية الوطنية

خبراء التراث: المتاحف الإماراتية قِبلة سياحية وتاريخ يعزز الهوية الوطنية
18 مايو 2013 20:56
المتاحف هي الواجهة الحضارية التي تبرهن على تاريخ الأمم والشعوب بما تحتويه من كنوز أثرية ومقتنيات تراثية ومخطوطات قديمة، وينظر دائماً إلى المتاحف على أنها تمثل الجانب المعرفي التاريخي ومحطة مهمة لإبراز البعد الإنساني لكل أمة في شتي مناحي الحياة، لذا فإن الاحتفاء بها من الأهمية بمكان. وقد جرت العادة على أن يكون الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف في 18 مايو من كل عام حيث اعتمد المجلس العالمي للمتاحف هذا اليوم منذ عام 1977 لتستمر العلاقة بين المتحف والمجتمع بفئاته كافة موصولة باعتبار أنه ليس مجرد جامع للمقتنيات بل معلم يستقى منه المعرفة ومادة التاريخ. أشرف جمعة (أبوظبي) - على الرغم من أن كل الدولة تعنى بمتاحفها وتحاول أن تضعها في سلم الأولويات إلا أن إبرازها بالشكل الذي يليق بها مهمة صعبة للغاية، وفي دولة الإمارات يتعاظم دور المهتمين بالمتاحف ويصل إلى درجة عالية من الحماس حيث إن الاهتمام بالتراث وما تركه الأجداد عبر التاريخ يشغل بال الباحثين والمؤسسات المعنية بالسياحة والآثار في الدولة، فضلاً عن ظهور مجموعة من المخلصين من أبناء الوطن الذين أنشأوا متاحف خاصة وجمعوا فيها رصيداً تراثياً كبيراً من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية وتقديمها للأجيال الجديدة في أبهى صورة. معالم سياحية حول دور المتاحف في تنشيط السياحة التراثية المحلية، يقول مستشار التراث والتاريخ المحلي بدائرة التنمية السياحية في عجمان، علي محمد المطروشي: تعتبر المتاحف من أبرز المعالم السياحية في كل إمارات الدولة، وتحظى باهتمام مختلف فئات المجتمع، ورغم حرص المواطنين والمقيمين على زيارة المتاحف بشكل دائم، إلا أنها مقصد للسياح الأجانب من مختلف بقاع العالم والذين يطمحون للتعرف إلى تراث وثقافة وفلكلور الإمارات خلال فترة ما قبل قيام الاتحاد، وخلال مرحلة ما قبل النفط، لأن هذا الجانب يحفز العديد من السياح على جمع أكبر قدر من المعلومات حول تراثنا الحضاري الضارب في عمق التاريخ، والمتاحف في الدولة نوعان: حكومية محلية وهي تنقسم إلى فئتين: متاحف عامة تجمع بين الآثار والتراث الشعبي، وهي موجودة في كل إمارات الدولة، ومتاحف تخصصية، وتتركز في إمارة الشارقة، والنوع الآخر يندرج تحت مسمى المتاحف الخاصة وهي التي أنشأها أفراد من هواة التراث الشعبي وعشاق الفلكلور، وتزار في نطاق معين من جانب أصدقاء ومعارف صاحبها، إضافة إلى بعض الزيارات التي يوليها عدد من الباحثين والوفود سواء من داخل الدولة أو من خارجها، وتحظى المتاحف بوجه عام باهتمام الحكومات المحلية ودعمها باعتبارها من أهم المزارات السياحية ولكونها من مصادر تثقيف الأجيال المتتابعة. وعن أبرز المتاحف والمقتنيات الأثرية في الدولة، يشير المطروشي إلى وجود متاحف عامة في كل إمارة ولعل أقدمها متحف العين ومتحف دبي، وتعتمد غالبية متاحف التراث على نظام عرض المجسمات التي تضفي على العرض واقعية وتقرب المفاهيم إلى الزوار. ويذكر المطروشي، أن هناك الكثير من المقتنيات من اللقى الأثرية والمقابر الجماعية والمباني الأثرية في كل إمارة، فضلاً عن وجود متحف متخصص في الآثار، هو متحف آثار الشارقة، ويرى أنه يمكن التعريف بهذه المتاحف وزيادة الوعي بها في إطار احتفال العالم باليوم العالمي للمتاحف عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، إضافة إلى الاحتفال بالفنون الشعبية وإقامة مسابقات للطلبة في المدارس وتكثيف المحاضرات لزيادة الوعي بدور المتاحف الترفيهي والتثقيفي والسياحي بالدولة وإبراز دورها في حفظ الموروث الشعبي وتعزيز الهوية الوطنية لدى أبناء الإمارات. أبحاث ميدانية ويوضح المطروشي، أن الكثير من الدول تعطي لمحات عن متاحفها ضمن المناهج الدراسية ودور مؤسسات التعليم في إبراز دور المتاحف من الناحية التاريخية بالدولة، ويتمثل في مادتي التربية الوطنية والتاريخ، حيث أعطتا مجالاً واسعاً للحديث عن المعالم التاريخية كالقلاع والحصون والمتاحف التراثية التي تحكي مآثر الآباء والأجداد وتاريخهم العريق، وكفاحهم في سبيل العيش الكريم، مما يغرس في الأبناء حب الوطن والفخر بالانتماء إليه، كما ينبغي تعليمهم آداب زيارة المتاحف وضرورة التقيد باللوائح المنظمة للزيارات، والحفاظ على تلك المعالم لضمان استمرارها في أداء وظائفها المتعددة، وبقائها على مر الزمن سليمة نامية متطورة. مؤكداً أن الجامعات يفترض أن تعطي جزءاً من اهتمامها وأنشطتها لتلك المتاحف من خلال التكليف بأبحاث ميدانية تقوم على زيارة المتاحف والقيام بدراسات ميدانية، مثل فن العمارة التقليدية بالنسبة لطلبة الهندسة ويلفت إلى أن كثرة وتنوع المتاحف هي ظاهرة حضارية تشهد لدولة الإمارات بالتنوع الثقافي والحرص على تعريف شعوب الأرض بتراث وتاريخ وثقافة شعب الدولة، ومن ثم الاستفادة من معطيات الحضارات الأخرى في تغذية المخزون الحضاري لدولتنا الفتية. إحياء التراث وبالنسبة لدور المؤسسات المعنية بالتراث وتسليط الضوء على متاحف الدولة وإبراز أهميتها للأجيال، يذكر مدير مركز زايد للدراسات والبحوث الدكتور راشد أحمد المزروعي، أن متاحف الدولة تمثل بؤرة السياحة ممثلة الآثار القديمة التي تبرز الماضي وعراقته، لذا فإن الاهتمام بها وإقامة الفعاليات التي تبرزها على نحو حضاري جزء من مهمتنا في مركز زايد للدراسات والبحوث، وبالتزامن مع اليوم العالمي للتراث نظم المركز فعالية لأصحاب المتاحف الخاصة بالدولة وكانت بعنوان «المتاحف الخاصة ودورها في إحياء التراث»، وذلك بهدف تسليط الضوء على أحد المنجزات الفردية التي تصب في النهاية في مصلحة الموروث الإماراتي، وهذه الجهود التي قام بها مجموعة من أبناء الوطن، كان من الضروري أن تقابل بالاحتفاء لأنها في النهاية ستصبح عنواناً رئيسياً للسياحية المحلية بما وثقته لرحلة الزمان والمكان، بحيث تقدم هذه المتاحف رسالة سامية للأجيال المقبلة وتنقل لهم عبق الماضي في صورة عصرية مضيئة. ويشير المزروعي إلى أن المركز أصبح في وقتنا الحاضر من ضمن المعالم السياحية المتميزة في الدولة ومقصدا للسياح والباحثين وطلاب المدارس والمتخصصين في شؤون التراث والتاريخ المحلي، نظراً إلى أن وحدة المتاحف والمقتنيات ومن بينها متحف المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي يتيح لكل الزائرين الاطلاع على السيرة العطرة للشيخ زايد طيب الله ثراه، باني نهضة الإمارات. مقتنى أثري ومن جهته يرى رئيس مجلس إدارة هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، الدكتور أحمد خليفة الشامسي، أن المتاحف تلعب دوراً بارزاً في تمازج الثقافات بما تنقله من عادات وتقاليد الأمم، فهو على حد قوله إن كل متحف عبارة عن لوحة فنية تخلب لب الزائر وتثري وجدانه وتمنحه فرصة حقيقية للتجول بين الأزمنة بأريحية كاملة. موضحاً أن المتاحف في دولة الإمارات تؤدي رسالة عالية بما تتضمنه من تراث محلي أبدعه الآباء في عصورهم السابقة، ويأتي اليوم العالمي للمتاحف لكي تتجدد الدعوة في الدولة إلى تزايد الاهتمام بمتاحفنا التي تبرز هويتنا وحضارتنا العريقة وتقالدينا وتسلسلنا التاريخي بين الأمم. مشيراً إلى أن القيادة الرشيدة بدولتنا الحبيبة حرصت على أن يكون هناك اهتمام مستمر بالمتاحف عبر التعريف بها ومن ثم نشر الوعي بالمتحف الذي يعد الحافظ للآثار والتراث، وتجلى ذلك عبر اهتمامها بالتنقيب الدائم عن آثارنا المخبوءة في باطن الأرض ومن ثم اهتمت الدوائر المختصة بتدوين التراث المعروف اصطلاحاً بالشفهي، وازدادت أعداد المتاحف بالدولة حتى بلغت 52 متحفاً، منها 14 بإمارة الشارقة، لذا فالمتحف له دور تثقيفي لا يقل عن دور المكتبات في نشر الوعى الثقافي بين الأجيال.. وعن المكتشفات الأثرية يقول: لولا المتاحف ما كان بإمكان الأجيال الشابة وكل فئات المجتمع والسياح مشاهدة مقتنى أثري نادر مثل بيضة النعامة في متحف الفجيرة التي تعود إلى تاريخ 2500 سنة قبل الميلاد وبالطبع يعطي ذلك بعداً تاريخياً وماضياً عريقاً لهذه الأرض التي نعيش عليها. متحف شخصي ومن بين أصحاب المتاحف الشخصية، هناك خبيرة التراث المحلي فاطمة أحمد عبيد المغني، والتي ترى أن المتاحف تحفظ هوية الشعوب وهي أداة مهمة لارتباط الفرد بماضيه، مشيرة إلى أن إمارة الشارقة بتفاعلها الحيوي مع الموروث الشعبي المحلي رسمت خريطة مهمة للمتاحف إلى جانب القلاع والحصون وحضارة أم النار، والعديد من الأماكن التي تؤرخ للتراث بمختلف أشكاله.. وبخصوص متحفها الشخصي توضح أنه من ضمن المتاحف التي تشكل بمحتوياته لغة يمكن لأبناء الوطن المقيمين والسياح قراءتها والاطلاع عليها حيث يشمل متحفها قسماً للأثاث المنزلي والأسلحة التراثية وزينة المرأة والملابس التقليدية، فضلاً عن أقسام أخرى للأواني المنزلية والصور الوثائقية والبيئتين البحرية والزراعية. متحف الشيخ زايد وحدة المتاحف والمقتنيات في مركز زايد للدراسات والبحوث في أبوظبي، تمثل التجسيد الأمثل لرؤية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للإنسان والطبيعة، وهي توثق كلّ ما يتصل بالمغفور له من أعمال ومبادئ وقيم وأقوال منذ بداية مسيرته التي أعلت شأن دولة الإمارات في زمن قياسي، وفي المتحف أجنحة وأركان رئيسية من بينها معرض زايد الدائم الذي يتيح للزوار والمهتمين الاطلاع على سيرة المغفور له من خلال صالة عرض كبيرة تضمّ صوراً نادرة ومختلفة يتم تجديدها كلّ ثلاثة أشهر كي يتسنى عرض مجموعة كبيرة من نوادر صور الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مع رؤساء وحكام من دول العالم المختلفة، وأيضاً صور المعالم الدينية والحضارية التي بناها في أنحاء العالم، كما يضم المعرض مجموعة كبيرة ومتنوعة من المقتنيات الخاصة بالمغفور له، ومن بينها أربع سيارات رسمية خاصة به، كان يستقلها خلال حياته. وتحتوي الوحدة أيضاً قسماً خاصاً بالجوائز والأوسمة العالمية والدروع والشهادات التي قدمت للمغفور له من رؤساء وملوك الدول والمنظمات والهيئات العربية والعالمية، فضلاً عن بعض الأدوات الشخصية الخاصة بسموه مثل العطور التي كان يستخدمها، ونسخه التي يحتفظ بها من القرآن الكريم، والكاميرا الخاصة، وأسلحة متنوعة، كما يتضمن المعرض ركنا للكتب والمجلات التي تحدثت عن سموه، والإصدارات التي تستعرض مسيرة حياته، وأيضا الإهداءات التي أهديت إلى سموه من المطبوعات القيمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©