القهوة تُقلل مخاطر الإصابة بسرطان البروستات

لا بأس من استقبال يوم جديد بفنجان قهوة! هذا الخبر سيُسعد لا شك الكثير من الناس، والرجال بشكل خاص، سيما القلقين بشأن الإصابة بسرطان البروستات. فقد أظهرت آخر الدراسات حول هذا الموضوع أن شُرب كوب واحد أو أكثر من القهوة يومياً يُقلل من احتمال إصابة الرجال بمخاطر الإصابة بسرطان البروستات المميت. وتوصل باحثون من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد إلى هذه النتيجة، بعد إجرائهم بحثاً شمل 48 ألف رجل، إذ وجدوا أن الرجال الذين كانوا يشربون أكثر من ستة أكواب من القهوة في اليوم كانت مخاطر إصابتهم بسرطان البروستاتا أقل بنسبة 60? من أولئك الذين لا يشربون القهوة بالمرة. وكان تراجع مخاطر الإصابة بسرطان البروستات المميت متشابهاً بين الرجال الذين يشربون القهوة باعتدال وأولئك الممتنعين عن شُربها. واستنتج الباحثون أن “الفضل” في ذلك يرجع طبعاً إلى كمية الكافيين التي يستهلكونها. وقد نُشرت نتائج هذا البحث في العدد الأخير من النسخة الرقمية لمجلة “المعهد الوطني للسرطان”. وكتب الباحثون أن “هناك رابطاً بين تناول القهوة وانخفاض معدلات الإصابة بسرطان البروستات المتقدم، وهو أمر مقبول ومعقول بيولوجياً. فالقهوة تُحسن من أداء استقلاب الجليكوز في الجسم، ولها آثار مُضادة للتأكسُد والالتهاب. كما أنها تؤثر على مستويات الهورمونات الجنسية، وكل عامل من هذه العوامل يلعب دوراً ما في ظهور سرطان البروستات”. لكن هذا لا يعني أنه ينبغي على جميع الرجال شُرب ما طاب لهم من أكواب القهوة، بل إن هناك بحوثاً علميةً سابقةً أثبتت أضرار إدمان شرب القهوة وضرورة تقييدها أو الامتناع عن تناولها بالنسبة للمصابين ببعض الأمراض مثل تضخم البروستات. وفي السياق ذاته، يقول محللون طبيون “بالنسبة للرجال المصابين بتضخم البروستات الحاد، فإن شربهم القهوة قد يتسبب لهم في مضاعفات صحية عويصة نظراً لأن الكافيين يمكنه استثارة المثانة التي تكون تُعاني مسبقاً من فرط النشاط. وهو ما يعني أن القهوة تزيد من نشاط المجرى البولي وقد تؤدي إلى الإصابة بسلس البول الإلحاحي. فالكافيين يُثير المثانة لأنها تحتوي على مركبات ثيوكزانتين التي تنتمي إلى مجموعة الأدوية والعقارات الشاملة للثيوبرومين الموجود في الشوكولاتة، والثيوفيلين الموجود في الشاي”. وتخلُص الدراسة إلى التحذير من سوء فهم نتائج الدراسة بأن القهوة مفيدة لجميع الرجال، بل إن الإكثار منها قد يضر البعض وذلك حسب نوع عمليات الأيض والاستقلاب لديهم، ولياقتهم البدنية ونمطهم الغذائي والمعيشي ومدى سلامتهم من الأمراض. عن “لوس أنجلوس تايمز”