تراجع الأمية وبطء التكنولوجيا الرقمية عوامل ازدهار الصحافة الورقية في الهند وأميركا اللاتينية

في تأكيد على المفارقات العالمية في مسار الصحافة الورقية ، تستمر المؤشرات على ازدهار حقيقي للصحف الورقية في بعض الدول، مما يستقطب المزيد من اهتمام مؤسسات الأبحاث والمتخصصين . وحسب بعض التقارير المتابعة ارتفع توزيع صحيفة «ناي دنيا « NaiDunia الهندية (ومعناها الدنيا الجديدة) خلال السنتين الأخيرتين من 500 ألف إلى 800 ألف نسخة يومياً أي ما يزيد على خمسين %. وقد توقف تقرير لمؤسسة الأبحاث «ميديا شيفت» نشر موقع « جلوب اند ميل « أجزاء منه، عند هذه الظاهرة التي تشهدها أيضاً بعض دول أميركا اللاتينية، مشيراً إلى أن صحف مثل البرازيل ارتفع 29 % وإلى حيوية استثنائية تعيشها بعض الصحف الأخرى مثل «أل تيمبيو» El Tiempo في كولومبيا وفسرت الصحيفة هذا النمو بسبب اقتصادي « فقد تضررت الصحف الغربية جدا بأزمة 2008 العالمية بينما كان تأثيرها أقل بكثير في أميركا اللاتينية. وشهدت الهند نمواً مستقراً منذ بعض الوقت، وكان من نتائج ذلك انخفاض نسبة الأمية، فقد ارتفعت نسبة المتعلمين البالغين إلى 79 % بعدما كانت 9 % فقط قبل عشر سنوات». وفي الهند أيضا لا تزال الصحيفة تحظى بقيمة تصل إلى مستوى الرمز الذي يجذب الناس القادرين على شرائها وقراءتها « وحالما يصبح شخص ما متعلماً ....يسعى إلى الحصول على صحيفة حتى قبل شراء هاتف، إنها الشيء المميز الذي يجذب الرجل «كما يقول أ.سي.راغونات A.S. Raghunath وهو صحفي بارز في الهند. ومن ناحية ثانية لم تعرف الهند ولا أميركا اللاتينية التأثير الضخم لظهور الانترنت خلافا لحال الصحف الغربية في العقد الماضي . فرغم النمو الاقتصادي فإن 7% فقط من شعب الهند يستخدمون دوريا الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر وتمديدات الكيبل والكهرباء لم تصل بعد للكثيرين . وكذلك في اميركا اللاتينية، فإن دخول التكنولوجيا الرقمية كان أكثر بطئا بكثير، مما هو عليه الحال في الغرب . كما ربطت «ميدا شيفت» بين ارتقاء نوعية بعض صحف امريكا اللاتينية بتوسيع تغطيتها للأحداث الخارجية وباعتماد اكثر على الصحافة الاستقصائية.