الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التدخين يسبب الإجهاض المتكرر وعدم القدرة على الإنجاب

التدخين يسبب الإجهاض المتكرر وعدم القدرة على الإنجاب
18 مايو 2013 21:00
دراسات طبية عديدة تشير بأصابع الاتهام إلى التدخين، على أنه أحد أهم العوامل المؤثرة في تأخير الإنجاب، إن لم يكن سببا مباشرا لعدم حدوث الحمل، ولا سيما إذا كانت المرأة هي المعنية بالأمر، سواء قبل الحمل، أو خلاله، أوعلى صحة الأم والطفل الوليد، وذلك بسبب ما يحتويه التدخين من مواد سامة تلعب دورا مباشراً أو غير مباشر، بل ذهبت بعض الدراسات إلى أن تدخين المرأة يعجل ببلوغها سن اليأس «عدم القدرة على الإنجاب »، وأن النساء المدخنات يبلغن سن اليأس في وقت أبكر بثلاث أضعاف، مقارنة بغيرهن من غير المدخنات، وبصفة خاصة من يدخنّ منهن في سن مبكرة، كما تتأثر الأجنة «الإناث» للأمهات المدخنات سلبياً من حيث الخصوبة وبلوغ سن اليأس المبكر بنفس الطريقة. كما تؤكد عشرات الدراسات الطبية المنشورة على أن فرص نجاح عملية أطفال الأنابيب للمدخنات تبلغ نصف النسبة لدى غير المدخنات! خورشيد حرفوش (أبوظبي) - قد يقول قائل بأن كثيراً من السيدات المدخنات لا يواجهن أية مشاكل في الخصوبة ، بل يدلل بأن على العكس من ذلك، هناك كثيرات لديهن القدرة على الحمل حتى بداية الأربعينات، الأمر الذي يجعلهن لا يعبأن بالتدخين، أو بوجودهن لساعات طويلة في أماكن يكثر فيها المدخنين، وهو ما يعرف بالتدخين السلبي. لكن هناك دراسات تؤكد أن السموم التي يحتويها التبغ تعمل على قتل بويضات الإناث في مراحل النضوج الأولى لدى أجنة الفئران، وبتجربتها على السيدات، كان هناك دليل واضح على تأثر الأجنة الإناث بالمواد السامة التي يحتويها التبغ من الأمهات المدخنات، حيث تولد الإناث بعدد أقل من البويضات المختزنة، وبالتالي يكن أكثر عرضة لبلوغ سن اليأس في عمر مبكرة حتى وان لم يكن أنفسهن مدخنات. هذا إضافة إلى الآثار الجانبية المعروفة مثل انخفاض وزن الوليد، وولادة طفل ميت، وزيادة نسبة الوفيات لدى الأطفال ، فضلاً عن مشاكل الجهاز التنفسي بعد الولادة. فما هي حقيقة التأثير السلبي للتدخين على السيدة الحامل؟ الجنين يدخن الدكتورة عبير محمد النقبي، أخصائية النساء والولادة، بمستشفى الكورنيش في أبوظبي، توضح التأثيرات السلبية العديدة لتدخين المرأة الحامل من خلال ثلاث مراحل، الأولى قبل الحمل، وأثناء الحمل، ثم مرحلة ما بعد الولادة، وتقول: «بشكل عام يتأثر الشخص غير المدخن بوجوده لساعات طويلة في بيئة ملوثة بدخان أفراد مدخنين، وهو ما يعرف ب « التدخين السلبي»، وقد يصيبه ما يصيب المدخن من أضرار، ولا سيما المرأة المتزوجة المقبلة على الحمل. وتشير قراءات الواقع إلى أن التدخين يسبب للمرأة المقبلة على الحمل مشاكل عديدة، فإمكانية حدوث الحمل خارج الرحم يمكن أن تزيد بنسبة تصل إلى أربع مرات لدى النساء المدخنات أكثر من غير المدخنات، فدخان السيجائر يحتوي على أكثر من 4000 مادة ضارة تتعرضن لها الأم الحامل المدخنة وطفلها، حيث تنتقل كل مكونات ومركبات الدم إلى الجنين عن طريق «الحبل السري» حيث يمد الجنين بكل ما يحتاجه من الأوكسيجين والمغذيات الأخرى التي يحتاجها للنمو، وهذا يعني أن الجنين نفسه يشارك الأم في التدخين. فعندما تدخن الأم سيجارة تستنشق غاز أول أكسيد الكربون بشكل مباشر، وهذا يعني انخفاض كمية الأوكسيجين الواصل إلى الجنين عن طريق الحبل السري، مم يزيد من سرعة نبض قلب الجنين وزيادة الإجهاد، وهو في بدايات طور النمو، فولادة طفل صغير الوزن لا يعني أن الأمور ستكون أسهل، إذ يغلب أن يصاب الطفل بتوعك خلال الولادة، كذلك هناك مؤشرات عن ارتفاع نسبة حدوث ظاهرة موت الأطفال الفجائي إذا كانت الأم تدخن خلال الحمل.وزيادة احتمالية الإجهاض أوالولادة المبكرة « الإسقاط». وتبلغ هذه الإمكانية في المدخنات أيضاً أربعة أضعاف الإمكانية لدى غير المدخنات، لكنها ترتفع إلى ستة أضعاف لدى النساء اللواتي يدخن أكثر من 20 سيجارة يوميا. كما يزيد التدخين خلال الحمل من إمكانية موت الطفل لدى ولادته أو بعد ذلك بمدة قصيرة بعد ولادة الطفل، وتزداد إمكانية حدوث مضاعفات للمدخنات خلال الولادة، وتزداد أيضاً إمكانية ولادة أطفال بوزن، مع العلم أن الأطفال الذين يولدون بأوزان ضعيفة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات والمشاكل الصحية الأخرى أكثر من غيرهم. وتشير المسوح الطبية إلى أن الأطفال الذين يولدون لأمهات مدخنات ترتفع لديهم إمكانية ظهور اضطراب « فرط النشاط وعدم الانتباه». التدخين والرضاعة تضيف الدكتورة النقبي: «يعرف أن حليب الأم الطبيعي يوفر حماية طبيعية للطفل من الالتهابات والعدوى، غير أن النيكوتين والمواد الضارة الأخرى التي تنتقل إلى الطفل من خلال حليب الأم. فقد أظهرت دراسة أسترالية أنّ تدخين الحامل، يؤدي إلى تخفيف نسبة الكوليستيرول الجيد في دم الجنين، وأنّ الآثار السلبية على الجنين قد تكون كارثية، وخصوصاً على قلبه ورئتيه. فأطفال المدخنات أكثر عرضة للإصابة بالسعال والربو وأنواع الالتهابات والعدوى الأخرى التي تصيب الجهازالتنفسي». كيف يسبب التدخين العقم ؟ تشير الدكتورة النقبي إلى أن هناك كثير من النتائج والحقائق التي تؤكدها الأبحاث الطبية بوجود تأثيرات سلبية مباشرة لتدخين المرأة الحامل أو التي تستعد للحمل، حيث أثبتت الأبحاث بأن المواد السامة التي يحتويها التبغ وخلاصته مثل «النيكوتين»، و«الأناباسين» تؤثر على هرمون «الأستروجين» بالتأثير على تصنيعه وإنتاجه، أو بالتأثير على نتائجه لتكون أقل فاعليّة. كما أن تلك المكونات السامة تؤثر على طبيعة وقابلية البويضة للتلقيح بحيث تقللها، أو أنها تؤدي إلى ارتفاع هرمون FSH الذي يؤدي ارتفاعه قبل البدء ببرنامج التنشيط لعملية أطفال الأنابيب إلى فشل العملية، لأن تأثير «النيكوتين» على نضوج البويضة والقدرة على حدوث التلقيح وذلك بسبب حدوث اختلالات كروموسومية في البويضة نفسها، والتأثير السلبي على عدد الحويصلات المنشطة والتي تكون أقل لدى المدخنات، وقلة عدد البويضات المستخلصة من الحويصلات بعد عملية السحب،وقابلية البويضة للتلقيح أضعف بالإضافة إلى ضعف فرصة ثبات الحمل. كما أن للتدخين أثرا على قنوات فالوب بتأثيره على الأهداب وبالتالي تأثيره على قدرة القنوات للقيام بوظائفها في نقل البويضة سواء الملقحة أو غير الملقحة. هذا بالإضافة إلى أنه تبين احتمالية إصابة المدخنات بأمراض التهابات الحوض بما يفوق غير المدخنات بنسبة 70 %. كما أن ثبت خلاصة التبغ السامة تستقر قناة فالوب وعلى عنق الرحم، وتؤثر على الحيوانات المنوية، بما يسبب عدم الإخصاب، ويجعل المرأة عرضة للعقم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©