الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثلاثمائة أسرة متنقلة تعيش في الخيام

9 فبراير 2006

وتشكل خطورة على البيئة بالشونة الجنوبية
الاغوار الوسطى - جميل السعايدة:
تشهد بعض مناطق لواء الشونة الجنوبية سنويا في فصل الشتاء تخبطا سكنيا عشوائيا وسط الاحياء السكنية وقرب المدارس وعلى جوانب الطرق الدولية والسياحية السريعة·· مما يشكل تهديدا لحياة القاطنين في هذه المناطق ويشكل تلوثا بيئيا قد يتسبب في الكثير من الامراض للمجاورين الى جانب افتقار المناطق المتخذة مساكن لهؤلاء الناس لادنى متطلبات البيئة الحياتية·
ففي منطقة السكن وقرب مدرستها الثانوية المختلطة وعلى جانبي الشارع الرئيسي المؤدي الى العاصمة عمان وكذلك في منطقة الجلد/ قرب مثلث الرامة وعلى الشارع الدولي الرئيسي السياحي المؤدي للبحر الميت والعقبة تقطن حوالي ثلاثمائة اسرة، في خيم وبيوت من الخيش طلبا للدفء في منطقة الاغوار الوسطى والتي تتسم بهذه الميزة المناخية خلال فصل الشتاء·
وتشكل هذه المجموعات التي يتجاوز عدد افرادها 1500 نسمة خطورة على البيئة المحلية لما تشكله هذه المجموعات من تلوث بيئي جراء مخلفاتها المختلفة وافتقار مساكنهم والمنطقة بكاملها للمرافق العامة واستخدامهم جوانب الشوارع وسور المدرسة وجوانب المزارع مرافق لقضاء حاجاتهم مع احتمال وجود مرافق منزلية داخل هذه الخيم مما يهدد حياة ساكنيها بالخطر·
كما ان هذه المنطقة تفتقر للانارة والمياه الصالحة للشرب مما يضطرهم الى البحث عن الماء لدى المجاورين·
وتشكل هذه المجموعات كذلك تشوها للوجه السياحي في منطقة الاغوار خلال العطل الاسبوعية وعلى مدار ايام الاسبوع جراء تسولهم على الاشارات الضوئية وتمسكهم بالسيارات بهدف الحصول على مساعدة ركابها، او ازعاج العائلات المتنزهة ومشاركتهم لهم في مأكلهم ومشربهم تحت اساليب الاستعطاف والتخجيل·
ان هذه الفئة من حقها العيش كغيرها من ابناء الوطن ولكن ليس بمثل هذه الآلية العشوائية التي استعصى حلها على كافة المسؤولين والجهات المختصة في كافة مناطق المملكة·
الدستور راقبت الوضع خلال الاسابيع الماضية وشاهدت السلبيات الواقعية لهذا السكن وبهذه الآلية والمخاطر التي تهدد حياة هذه الفئة من حوادث السيارات او خطر انتشار الامراض المعدية مع تواجد الذباب الناقل لها في ضوء توفر شروط تفشي مثل هذه الامراض·· كالبراز المتراكم والروائح المنبعثة منه وعدم نظافة مياه الشرب·
والتقت الدستور متصرف لواء الشونة الجنوبية حكم الفاعوري واستعرضت معه هذا الوضع الاجتماعي غير السليم فقال المتصرف: ان هذه المجموعة تعودوا على السكن في مناطق الاغوار شتاء طلبا للدفء وانهم يختارون المناطق الخالية من المباني والمجاورة للاحياء السكنية بهدف حصولهم على بعض متطلبات حياتهم واقلها الماء من المجاورين·
وقال المتصرف: لقد اوعزت للجهات المختصة بترحيلهم من هذه المواقع وجوانب المدارس والاحياء السكنية ومحاذاة الشوارع الى اماكن اكثر امنا ومنع تسولهم من خلال جولات تفتيشية مكثفة الا ان هذه الجهود لم تنجح حتى هذا التاريخ في ابعاد هذه الفئة عن اماكن تواجدهم حاليا· وقال الفاعوري: لقد تمت مناقشة وضع هذه الفئة في اجتماع مجلس اللواء المحلي قبل ايام من كافة الوجوه البيئية وسلامتهم من تفشي الامراض بينهم جراء انعدام شروط الصحة والسلامة العامة مشيرا الى انه وبحسب مدير صحة اللواء فقد تم تطعيمهم جميعا ضد الامراض السارية والمعدية حفاظا على حياتهم· وأعرب عن امله في ان تتم معالجة هذا الوضع بأقرب فرصة ممكنة·
اما مدير مكتب بيئة الاغوار الوسطى/ دير علا المهندس شحاده حمدان فقال: لقد شاهدت هذا الوضع غير الحضاري وغير السليم الا انني لم ازر هؤلاء الناس ولكن سأزورهم عما قريب وأخاطب الجهات المختصة لترحيلهم الى اماكن بعيدة عن التجمعات السكانية والمدارس والشوارع العامة والحفاظ على نظافة البيئة·
وقال مدير البيئة ان هذه الفئة تشكل خطورة واضحة على البيئة العامة من حيث افتقار المنطقة للمرافق العامة واستخدامهم لاساليب الحفر الامتصاصية المنزلية داخل الخيم وما تسببه هذه الحفر من مخاطر حياتية وبيئية على حياتهم وحياة المجاورين·
وقال المهندس حمدان ان هذا الوضع غير مناسب ويعطي صورة عكسية لوجه الاردن السياحي جراء تصرفات هذه الفئة مع السياح والمتنزهين واتباعهم اساليب التسول المختلفة التي تتسبب احيانا في مضايقة المتنزهين وابتعادهم عن هذه المناطق·
واعرب عن امله في ان يتم تحديد اماكن سكن شتوية دائمة لهم ومجهزة بكافة المرافق العامة بما في ذلك البنية التحتية حفاظا على سلامة البيئة وسلامة هؤلاء الناس من مخاطر الوضع المعيشي غير الملائم الذي يعيشونه·
ومن الجدير بالذكر ان هذه المجموعات تسكن المنطقة منذ بداية كانون الاول الماضي وحتى نهاية اذار المقبل وتظل على حالها دون رقابة او نظافة او تقديم اي خدمات عامة لهم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©