تدريب الصقور خطوة أولى للقنص

ينادي الصقار طيره باسمه وهو ''يلوح'' له، فأغلب الصقور لها أسماء تنادى بها، والطير الحاذق يستجيب للنداء ولحركة التلواح الدائرية وينطلق من على الوكر بمهارة وقوة· ويراوغ الصقّار الماهر طيره ويحاول أن يكون ''تلويحه'' أسرع من حركة الطير كي يجتهد الطير مظهراً مهارات السرعة والانقضاض على الفريسة ويمسك بالتلواح ليستخلص قطعة اللحم جاء الشتاء، وهلت مع نسائم برودته بشائر موسم الصيد بالصقور الذي يشتاقه الصقارون طوال العام، فهو موسم الانطلاق في ربوع الطبيعة والعودة إلى الهواية الأفضل في نظرهم ''الصقارة''· في ما مضى من الزمن كانت عملية الصيد بالصقور أكثر من مجرد رياضة، فهي وسيلة البدو للتجوال واكتشاف المناطق المحيطة بهم، وهي أيضا طريقة للتعرف إلى معادن رجال القبيلة ومن يجاورها من القبائل الأخرى، فالصيد سفر وإيثار وشجاعة وليس مجرد طير يُطلق على فريسة· لم يدون التاريخ تحديداً يعرف فيه متى بدأ الخليجي الصيد بالصقور، لكن الواضح أنه فطن إلى استئناس الصقر الذي كان يمضي شتاءً دافئاً في الجزيرة العربية هرباً من البرد في موطنه الأصلي· ''الكوخة'' هي الطريقة الأولى التي عرفها الخليجيون للحصول على الصيد، وعلى الرغم من أنها لم تعد تمارس حالياً لكنها كانت وسيلة فاعلة ومضنية في الوقت نفسه، فيها يحفر الصياد خندقاً صغيراً يغطيه ببعض السعف، ويمكث فيه أحياناً لعدة أيام في انتظار اقتراب الصقر الذي يضع له طعماً يجذبه وبعدها يمسك به ويبدأ بترويضه· الصقر الوحشي الذي يصاد بالكوخة يجب أن ''يبرقع''، أي تغطى عيناه بقناع خاص طوال فترة استئناسه التي يُعَّود فيها على االبشر وتجمعاتهم، عن طريق وضعه على الوكر مبرقعاً في جانب من الخيمة ليسمع صوت الناس وأحاديثهم، ويسمى باسم خاص يناديه به صاحبه فيتعود على صوت صاحبه واسمه، ويمنع أحياناً عن الطعام حتى يتعود الأكل من يدي صاحبه· بعد ذلك كله يصبح من الممكن اصطحاب الطير لرحلات القنص، وبالطبع يجب أن يدرب قبلها بطرق عديدة ليصبح هذا الطير وسيلة الصقار للصيد وللاستمتاع بموسم وفير·