الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقتل 5 أشخاص في حريق بالجزائر يفجر قضية تهريب الوقود

مقتل 5 أشخاص في حريق بالجزائر يفجر قضية تهريب الوقود
21 مايو 2011 20:15
تصاعد معدل تهريب البنزين والوقود من الجزائر عبر الحدود بشكل مستمر في السنوات الأخيرة، و”يتفنن” المهربون في “ابتكار” الحيل للهروب من الرقابة الأمنية، كما يزداد نشاطهم كثافة وخطورة، ليس على اقتصاد البلد فحسب، بل على الأرواح البشرية أيضاً، بدليل وقوع حرائق عدة، تحوُّل بيوت إلى مخازن للوقود المعدِّ للتهريب، أخطرها حريق وقع مؤخراً بمدينة “تبسة” شرق الجزائر، أودى بحياة 5 أشخاص من عائلة واحدة، وأدى إلى إصابة 3 آخرين بحروق متفاوتة الخطورة. في إحدى الجبهات الحدودية من الجزائر، ينتشر تهريب الوقود انطلاقاً من مناطق عدة أشهرها مدينة لا تبعد عن مدينة أخرى في دولة مجاورة، ويرتبط سكان المدينتين بعلاقات مصاهرة ووشائج قرابة، وبعلاقات تجارية متينة لم تتأثر أبداً بالفواصل الحدودية بين البلدين ، حيث يقوم عددٌ من السكان بتهريب الوقود في دلاء وصفائح بلاستيكية. وعن طريقة الحصول على الوقود ونقله، يقول سائق سيارة أجرة بالمنطقة رفض نشر اسمه “يقوم المهربون بملء خزانات سياراتهم ومرْكباتهم المختلفة بالبنزين والوقود ثم ينتقلون إلى بيوت غير مكتملة البناء تقع على مقربة من الحدود، وهناك يقومون بتفريغها في دلاء وصفائح ثم يعبئونها على ظهور الحمير والبغال ويسلكون بها سبُلاً غير مطروقة وبعيدة عن عيون الأمن وحرس الحدود، وهناك حتى من يحمل دلاءه ويخترق الحدود المغلقة سيراً على الأقدام، لأن المسافة ليست طويلة، وفي مدينة الدولة الأخرى يجد المهرِّبون من ينتظرهم لتفريغ حمولتهم”، ويؤكد السائق أن النشاط مربح جدا، وعادة ما يتحصل المهربون على ضِعف الثمن الذي اشتروا به البنزين والوقود، ما يدفعهم في كل مرة إلى إعادة الكرّة ومضاعفة أرباحهم. وفي مدينة أخرى بالجزائر، يبدو الوضع أغرب وأخطر، حيث بلغ حجمُ التهريب بهذه المدينة التي تقع على الحدود، مستويات قياسية في السنوات الأخيرة، وأضحى الكثير من سكان أحيائها الفقيرة وقراها المعزولة يمارسون تهريب الوقود والبنزين، مستعملين في ذلك وسائل عديدة ومتنوعة، وأثر ذلك سلباً في حياة الكثير من سكانها. ويقول عثمان دريد من سكان المدينة “بعض السائقين توقفوا عن العمل وغيروا نشاطهم من فرط الملل من تكرار هذه الوضعية، كما أن بعض أصحاب السيارات أصبحوا يفضلون استعمال الحافلات للتنقل إلى أماكن عملهم بعد أن ملّوا الوقوف بسياراتهم في الطوابير الطويلة كل مرة. ويقوم الأمن بفحص وثائق السيارات والمركبات المختلفة وخزاناتها لمعرفة ما إذا كانت تحمل خزانات إضافية لمضاعفة كميات البنزين والوقود بغرض تهريبها، ويقوم الأمن بحجز مئات المرْكبات كل سنة وإحالة أصحابها إلى العدالة، سواء في محطات الوقود أو على الحدود. مداهمات أمنية إزاء هذا الخطر، يقوم الأمن منذ اندلاع حريق 4 إبريل الماضي بمداهمة عدة أحياء بالولاية بقصد تطهيرها من هذا الخطر، ونجح في حجز آلاف اللترات، والتضييق على نشاط المهربين، ومع ذلك يؤكد سكان بتبسة أن الخطر لا يزال قائماً بسبب عدم وعي الكثير من المهربين وأنانيتهم وتذرّعهم بالفقر الشديد لمواصلة “مهنتهم” عن قناعة، يقول مصباح سعيداني، طالب من تبسة يدرس بجامعة الجزائر “لقد بلغ الأمرُ في الفترة الأخيرة إلى تجنيد أطفال وقصّر لمصِّ الوقود من خزانات السيارات والشاحنات بأنابيب بلاستيكية ونقله إلى صفائح مقابل 50 ديناراً جزائرياً لتفريغ الخزان الواحد، وهو ما يعرضهم لعدة أمراض وكذا خطر الإدمان على رائحة البنزين”.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©