الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثلاثة أفلام وثائقية تلغي المسافة بين الإمارات وألمانيا

ثلاثة أفلام وثائقية تلغي المسافة بين الإمارات وألمانيا
26 نوفمبر 2008 01:02
تجربة فريدة جمعت بين مجموعة من الطلبة الإماراتيين والألمان لإنتاج ثلاثة أفلام تتناول حياة الطلبة الإماراتيين في الجامعة، ولا شك أن مثل هذه التجارب في بداية طريق هؤلاء الشباب في مجال السينما الوثائقية أم الروائية تعطيهم زخماً ومقدرة على التعاطي مع أدوات العمل السينمائي مستقبلاً بشكل أكثر حرفية، فضلاً عن أن تبادل الأفكار والخبرات بين الطرفين يُكسب التجربة بعداً إنسانياً شاملاً لكونهما ينتميان لثقافتين مختلفتين إلى حد كبير· التقينا أصحاب التجربة الذين حدثونا عنها، وكانت البداية مع فاطمة هلال التي أوضحت أنها استفادت من دراستها للإعلام في عملها السينمائي، خاصة أن السينما تمثل واحدة من أهم الوسائل الإعلامية في العصر الحديث، وعن دورها في فيلم (ظبيانية) التي شاركت فيه عبر تقديم دور طالبة جامعية إماراتية، ذكرت أنها كانت تمارس حياتها بشكل طبيعي أثناء تصوير الفيلم، وهذا أعطى صورة حية للكيفية التي تعيش بها الفتاة الإماراتية حياتها داخل الجامعة وخارجها، وتوضح فاطمة أنها استفادت إلى حد بعيد من المشاركة في هذا العمل، حيث عرفت الكثير عن الشعب الألماني، كما تعلمت من أسلوبه في صناعة الأفلام· أما أحــــــــمد المزروعـــــــــي الذي شارك في فيلم (being Local) وكانت له أكثر من تجربة في أفلام وثائقية داخل الدولة حازت بعض منها عدة جوائز، فيقول إنه قام بدور الطالب الإماراتي في الفيلم بالإضافة لدوره في اختيار أماكن التصوير والإشراف على عملية التصوير، ويضيف المزروعي أن هذه المشاركة أكسبته معرفة أساليب جديدة في التصوير وتكوين صداقة مع زملائه الألمان استمرت بعد انتهاء العمل، وهذا دفعهم للتفكير بتنفيذ أعمال أخرى مشتركة مستقبلية للاستفادة من الخبرة الألمانية في مجال صناعة السينما· عبد الحنان أصــغر يقول إنه شـــــــارك في فيــــلم (Abu Dhabi Style) كمعد ومنسق عام للفيلم، ويوضح أنه لم تواجههم أي صعوبات تذكر أثناء تصوير الفيلم، بل كان هناك تعاون من جانب الجهات الحكومية والخاصة من أجل إخراج الفيلم بالشكل اللائق، وهذه التجربة كانت ثرية جداً بالنسبة له كونها المرة الأولى التي يشارك فيها في فيلم وثائقي يعرض داخل الدولة وخارجها، ويضيف عبد الحنان أن علاقته بزملائه الألمان كانت متوازنة وطبيعية جداً، وأنه تأقلم معهم إلى حد كبير، كما تعلم منهم وتعلموا منه أيضاً، وهو ما يعتقد أنه من أهم المكتسبات من وراء المشاركة في مثل هذه الأعمال· يانيك بونيكا الطالب في أكاديمية H.F.F للفيلم في بودسدام، وهو تولى إخراج فيلم (Abu Dhabi Style)) وتصويره في ذات الوقت، أوضح أن هذه التجربة جديدة تماماً بالنسبة له لجهة العمل مع فريق عربي باللغة الإنجليزية، ومع ذلك فقد حدث انسجام مع الطلبة الإمارتيين أثناء قيامهم بتصوير الفيلم، وهذا التفاهم والتوافق جعلهم يتغلبون على بعض العقبات البسيطة أثناء التصوير مثل عدم ثبات مواعيد التصوير فضلاً عن اختلاف المناخ بين الدولتين، ويضيف يانيك أن مستوى الفيلم في النهاية كان جيداً للغاية، لكون الإمكانيات التقنية الموجودة في الإمارات لا تقل عن مثيلاتها في ألمانيا بالإضافة للدعم الذي وجدوه من جانب المنظمين وتسهيل دخول أماكن التصوير المختلفة· كاي تايسن طالب في نفس الأكاديمية وكان مسؤولا عن الصوت في الفيلم يقول إنها كانت تجربة شيقة للغاية حيث عمل في مناخ ثقافي مغاير وودود إلى حد بعيد، وأشار إلى أن أهم ما وجده في الشباب الإماراتي هو تمسكهم بعاداتهم وتراثهم وتقاليدهم من جهة، والمواءمة والتكيف مع الحياة العصرية من جهة ثانية، بالإضافة لروح الود والضيافة المنتشرة بين أبناء الإمارات بصفة عامة· أندرياس شتيفان شارك في فيلم (being Local) كمصور وقام بعمل المونتاج له أيضاً، ذكر أن أهم ما اكتشفه هنا في الإمارات هو الإنسان الإماراتي، فالإعلام يركز فقط على التقدم العمراني والحضاري الذي تشهده الإمارات ولكنه يغفل تماماً الحديث عن إنسانها الذي وجده إنسانا متديناً ومتمسكاً بعاداته ويعيش الحياة العصرية بكل سهولة ويسر، وبالنسبة إليه فإن علاقته بالطلبة الإماراتيين لم تقتصر على الفيلم بل امتدت لصداقة قائمة للآن ويأمل أن تستمر· الدكتورة ألكي كاشن مديرة بالمركز الثقافي الألماني في منطقة الخليج ومقره الرئيسي أبوظبي، وهي الجهة المسؤولة عن هذا المشروع، ذكرت أن الهدف من العمل هو تبادل الحوار الثقافي بين ألمانيا والإمارات، ومن هذا المنطلق فإن ميدان الفيلم يُعد ميداناً ديناميكياً وهناك الكثير من الشباب الإماراتي يعملون في هذا المجال، ومن ثم ظهرت فكرة وجود فريق عمل بين شباب الإمارات وألمانيا لإنجاز عدة أفلام· ومن خلال هذه الأفلام وحوارات الشباب حول حياتهم اليومية يتم اكتشاف أن الفروق بين كل من الألمان والإماراتيين ليست كبيرة بل على العكس هناك الكثير من الأشياء المشتركة مع التسليم بوجود فروق واختلافات في نواح معينة، ويجب على كل طرف أن يتفهم هذا الإختلاف ويتعايش معه· ومن أهم ما تولدت عنه تلك التجربة هو ظهور أفكار لمشروعات ثقافية مستقبلية مشتركة بين الجانبين التي من شأنها تحقيق مزيد من التقارب بين الشعبين الإماراتي والألماني بالإضافة لإثراء الحوار العربي الألماني بشكل عام· مواهب واعدة الدكتورة كرستين شتوتر هايم الأستاذة في أكاديمية H.F.F والمشرفة على فريق العمل أوضحت أنها كصانعة أفلام وليست مجرد استاذة أكاديمية لديها دائماً الرغبة في خوض أي تجربة أو مغامرة جديدة، خاصة في وسط ثقافة مختلفة تساعدها على التعرف على عادات وتقاليد جديدة، وترى أن كل الطلبة عملوا في الأفلام بشكل رائع ينبئ عن مواهب لها مستقبل قوي في مجال السينما، وأن أهم ما في تلك التجربة أن هذه الأفلام عندما تعرض في ألمانيا والغرب سوف تعطي صورة واقعية تامة عن حياة الشباب كأفراد، وعن الحياة الاجتماعية لهم وهي ناحية مفقودة في كثير من الأفلام، وهذا بدوره يؤدي إلى إحداث تقارب بين أفكار الشباب ومن ثم حدوث التبادل المعرفي والفكري بينهم·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©