يبدأ اليوم أسبوع حاسم أمام أوكرانيا المهددة بانقطاع الغاز الروسي في خضم فوضى عارمة تسود شرق البلاد الخاضع للانفصاليين الموالين للروس، في حين يلتقي الرئيس الأوكراني المنتخب بترو بوروشنكو الرئيس باراك أوباما وربما الرئيس فلاديمير بوتين على هامش احتفالات دولية.
وتقرر إجراء مفاوضات آخر لحظة اليوم الاثنين في جنيف، في حين تواجه أوكرانيا خطر انقطاع الغاز الروسي اعتباراً من يوم غد الثلاثاء، ما قد يعرض إمدادات بعض البلدان الأوروبية للاضطراب.
وستتناول المباحثات سعر الغاز المحدد عند مستوى لا مثيل له في أوروبا منذ تولي الموالين للغرب الحكم في أوكرانيا وهو ما ترفضه السلطات الأوكرانية قطعا.
واقترح المحللون في بنك «في تي بي كابيتال» الحكومي الروسي أن تخفض جازبروم سعرها إلى 350 دولارا لكل ألف متر مكعب من الغاز مقابل 485 حاليا، وقال البنك في تقرير «من الصعب القول كم ستدوم المباحثات وكيف ستكون نتائجها».
وخلال مفاوضات الجمعة الماضي في برلين، بادرت كييف إلى إعلانها تسديد جزء من ديونها (786 مليون دولار من أصل 3,5 مليار دولار)، بينما حذر الروس من أنهم قد لا يشاركون في المناقشات المقررة بعد الظهر إذا لم تصلهم الأموال.
وتعهد رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك بأن تدفع أوكرانيا خلال 10 أيام ديونها المستحقة لروسيا عن شحنات الغاز، إذا توصل البلدان إلى اتفاق الاثنين حول بنود عقد جديد.
وقال ياتسينيوك في حديث لقناة «زد دي اف» الألمانية العامة «سندفع فواتيرنا». وأضاف «أولاً علينا توقيع العقد وبعدها بـ 10 أيام ستسدد أوكرانيا» ما عليها.
ويتوقع أن يلتقي المسؤولون الأوكرانيون والروس والمفوض الأوروبي المكلف بشؤون الطاقة جونتر اويتينجر اليوم الاثنين في بروكسل، في جولة جديدة من المفاوضات حول تسليم الغاز الروسي لأوكرانيا.
وقامت أوكرانيا بتحويل أول مبلغ يوم الجمعة بقيمة 786 مليون دولار.
واليوم يتعين على البلدين الاتفاق على سعر شحنات الغاز لشهري أبريل ومايو الذي تحتج عليه كييف بعد أن رفعته روسيا بشكل ملحوظ، وسعر الشحنات المقبلة.
وقال ياتسينيوك الذي ستبث المقابلة التي أُجريت معه مساء أمس الأول «علينا توقيع عقد جديد.. إذا رفضت روسيا العقد الجديد سنمثل أمام محكمة في ستوكهولم». وقد بثت القناة مقتطفات من الحديث.
وتريد أوكرانيا التقدم بشكوى ضد موسكو لانتهاك الاتفاق التجاري الذي يربط البلدين في حال لم يتم التوصل إلى حل اليوم.
وأعربت موسكو عن استعدادها لاتخاذ مبادرة بشأن الأسعار.
من جانبه، حذر المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة في مقابلة نشرت أمس، من أن مشروع أنبوب غاز ساوث ستريم الذي يربط روسيا بإيطاليا لن يتقدم طالما لم تغير روسيا موقفها من الأزمة في أوكرانيا.
وصرح اويتنجر لمجلة فرانكفورتر تسونتاج تسايتونج الألمانية «سنستأنف المفاوضات عندما يمتثل الشريك الروسي مجددا لموجبات القانون الدولي، ويكون مستعداً لتعاون بناء على قاعدة حقنا في الطاقة». وأضاف «في الوضع الحالي ومع شبه حالة حرب أهلية في شرق أوكرانيا، وبينما لا تعترف موسكو بحكومة كييف، لن نتوصل بالتأكيد إلى أي شيء في مفاوضاتنا». ومشروع أنبوب غاز ساوث ستريم الذي تنفذه مجموعة جازبروم الروسية العملاقة ومجموعة ايني الإيطالية الناشطة في مجال الطاقة، سيربط روسيا ببلغاريا عبر البحر الأسود بالالتفاف على أوكرانيا قبل أن يواصل طريقه نحو اليونان وإيطاليا وصربيا والمجر وسلوفينيا والنمسا حتما.
وعلى خلفية الأزمة في أوكرانيا، اتخذ البرلمان الأوروبي مع ذلك قرارا غير ملزم يطلب تعليق العمل في المشروع، وهو قرار تعترض عليه عدة عواصم، بينها صوفيا وبودابست، لأنها ترى في أن الأزمة الحالية هي على العكس ذريعة لتسريع الجهود.
ومكتب المشروع في بلغاريا، ساوث ستريم بلغاريا، يواصل من جهة أخرى العمل كما لو أن شيئا لم يحصل.
وأعلن الأسبوع الماضي أنه كلف شركة سترويترانسجاز الروسية بتنفيذ مد القسم البلغاري من المشروع، وهي الشركة التي تواجه عقوبات أميركية على إثر النزاع الروسي الأوكراني. ويفترض أن تبدأ الأشغال في بلغاريا هذا الصيف. (كييف - أ ف ب)
عدد اليوم
