شرعت شركة “بريتش بتروليوم” البريطانية امس في عملية صب الأسمنت في البئر النفطية وهي المرحلة التالية والنهائية لوقف التسرب الذي تسبب في أسوأ كارثة بخليج المكسيك، في وقت حذرت السلطات الاميركية من أن العواقب على البيئة في قد تستمر لسنوات إن لم يكن لعقود.
وبعد نجاح عملية “ستاتيك كيل” الأربعاء التي تمثلت في ضخ كميات من الطين لدفع النفط الى أعماق البئر وإغلاقها، بدأ مهندسو “بي بي” امس تنفيذ المرحلة التالية وهي ضخ الأسمنت في البئر لسده نهائياً بحلول منتصف اغسطس بعد الحصول على الضوء الأخضر اللازم من السلطات الاميركية. وقال ثاد ألن المكلف بمكافحة بقعة النفط من قبل الحكومة الاميركية في بيان “نظراً الى نجاح عملية ستاتيك كيل، والنتائج الإيجابية للاختبارات فقد سمحت لبريتش بتروليوم بأن تبدأ بصب الأسمنت في البئر المتضررة”، وذلك في اول مؤشر تفاؤلي بعد اكثر من 100 يوم على حادث انفجار وغرق المنصة “ديبووتر هورايزن” في نهاية ابريل الذي اسفر عن مقتل 11 موظفاً وعن أسوأ بقعة نفطية في تاريخ الولايات المتحدة.
ورحب الرئيس الاميركي باراك اوباما بهذا النجاح الذي اعتبره نبأ ساراً، كما رحب بنتائج تقرير رسمي أفاد أنه تم سحب غالبية النفط المتسرب في البحر منذ ابريل. وقال “كان خبراً ساراً للغاية عندما علمت أن تقارير علمائنا تظهر أن القسم الأكبر من النفط المتسرب قد تلاشى او سحب من الماء”، وأضاف “وهكذا فإن المعركة الطويلة لوقف التسرب واحتواء النفط شارفت على نهايتها، ونحن سعداء جداً بذلك، ولكننا سنواصل جهودنا لإصلاح الأضرار التي وقعت”. واعرب ثاد ألن عن تفاؤل الإدارة الاميركية من عدم حصول عمليات تسرب نفط جديدة، وقال “إن بي بي ستقوم أيضاً بتنفيذ عملية بوتوم كيل المقررة منتصف اغسطس التي تقضي بتشغيل بئري إنقاذ لسد البئر بالأسمنت بشكل نهائي”. وتسرب من البئر نحو 4,9 مليون برميل اي 780 مليون ليتر من النفط، مما هدد النظام البيئي لخمس ولايات أميركية مطلة على خليج المكسيك واقتصادها المحلي. وتمت استعادة 800 ألف برميل (127 مليون لتر) منها. وأعربت جاين لوبشينكو مديرة الوكالة الاميركية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي عن قلقها من الآثار البعيدة المدى للبقعة النفطية على النظام البيئي والتي قد تستمر لسنوات وربما لعقود. لكن كارول براونر المسؤولة في البيت الأبيض المكلفة بمسائل الطاقة والبيئة قالت “إن ثلاثة أرباع كمية النفط التي تسربت في خليج المكسيك قد تمت إزالتها، وان العلماء قالوا إن نحو 25% من النفط لم يسحب ولم يتبخر ولم تتكفل به الطبيعة”.
عدد اليوم
