الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«بي ان بي باريبا» يجري مفاوضات «صعبة» مع السلطات الأميركية

«بي ان بي باريبا» يجري مفاوضات «صعبة» مع السلطات الأميركية
1 يونيو 2014 22:00
هل تتعامل الولايات المتحدة بحزم وقساوة مع المصارف الأوروبية وتتساهل مع المصارف الأميركية في وقت تفرض فيه واشنطن غرامة قياسية على مصرف «بي ان بي باريبا» الفرنسي لانتهاكه العقوبات الاقتصادية الأميركية ضد إيران وكوبا؟. قال المدعي الفيدرالي السابق جيكوب فرينكل لوكالة فرانس برس «بالنسبة إلى المصارف، لا يمكن المقارنة في طبيعة الوقائع. إن وضع أدوات مالية مضرة شيء (المصارف الأميركية) وانتهاك الحظر المفروض على أنظمة تضر مبادئها بالحريات الأساسية شيء آخر (بي ان بي باريبا) أو مساعدة الأميركيين الأثرياء في التهرب من دفع الضرائب في بلدانهم (كريديه سويس)». وقال قاض فيدرالي لوكالة فرانس برس، طلب عدم كشف اسمه، إن «انتهاك حظر أو المساعدة في التهرب الضريبي في الولايات المتحدة هو من الجرائم الجنائية، ووضع أداة مالية لا يندرج في هذه الفئة مهما كانت معقدة». ولهيكلة الاستثمارات المالية المعقدة المرتبطة بالقروض العقارية العالية المخاطر التي كانت وراء الأزمة المالية، استعانت المصارف الأميركية بمحامين سمحوا لها بوضع منتجات مالية مضرة بالتأكيد لكنها شرعية تماماً في نظر القوانين الأميركية وفقا لمدعيين فدراليين سابقين هما جيكوب فرينكل وديريك كنير. والدليل في رأيهما أن إدارة باراك أوباما ورغم الوسائل الضخمة التي خصصت للاني بروير المستشار السابق للرئيس بيل كلينتون، فشلت في محاولاتها إطلاق ملاحقات قضائية. وبروير المدعي الفدرالي السابق المشهور، عين في 2009 على رأس الدائرة الجنائية في وزارة العدل للتحقيق في مسؤولية المصارف الأميركية في الأزمة. والهدف كان إيجاد مسؤولين وإحالتهم على القضاء، كما حصل خلال أزمة الإنترنت، إذ أودع مسؤولون في مجموعات مثل وورلد كوم وانرون وتايكو، السجن. وغادر بروير منصبه في مارس 2013 من دون أن ينجح في إدانة أي مسؤول كبير في وول ستريت. وصرح بيتر كار المتحدث باسم الدائرة الجنائية في وزارة العدل لوكالة فرانس برس أن «مسؤوليتنا تقضي بإطلاق ملاحقات قضائية عندما تكون هناك أدلة على خرق فاضح للقانون». وأن أفلتت حتى الآن من الملاحقات القضائية، فإن المصارف الأميركية دفعت ثمناً باهظاً من الغرامات. واشهر الاتفاقات هي التي أبرمها في 2013 مصرفا جي بي مورجان تشايس (13 مليار دولار) وبنك أوف أميركا (9,5 مليار دولار في مارس و9,3 مليار دولار في 2011). و«بي ان بي باريبا» الذي يجري مفاوضات صعبة مع السلطات الأميركية، قد يتعرض لغرامة تتجاوز 10 مليارات دولار، وفقاً لوول ستريت جورنال. كما أن المصرف قد يخسر مؤقتاً ترخيصه للعمل في الولايات المتحدة، وفي هذه الحالة ستجمد أنشطته الأميركية (أكثر من 15 ألف موظف و10% من رقم أعماله). وقال جريجوري فولوخين المسؤول عن الشركة الاستشارية المتخصصة في الأسواق المالية ميسشيرت فايننشال سورفيسز «إنه رقم مبالغ فيه». وللخرق نفسه، كان مصرف آي ان جي الهولندي دفع 619 مليون دولار في 2012 والبريطاني ستاندارد تشارترد 670 مليون دولار. واتش اس بي سي البريطاني الذي اتهم بالتواطؤ في عمليات غسل أموال، قبل في العام نفسه بدفع 1,9 مليار دولار. ولم يعلق ترخيص عمل أي من المصارف الثلاثة. ووفقاً لمصادر قضائية عدة، يدفع «بي ان بي باريبا» الثمن ويتفاوض في الوقت الذي ازدادت فيه الضغوط السياسية على الدائرة الجنائية في وزارة العدل ووزيرها اريك هولدر. وقال فولوخين «إنها عملية انتقام». وقال ديريك كنير، إن هولدر «يريد أن يثبت جدارته» ما يبرر هذه الغرامة القياسية. ويرى القاضي الفيدرالي انه «ليس هناك سياسة الكيل بمكيالين. «ان بي ان بي باريبا» بكل بساطة ضحية مناخ معاد للمصارف والعقوبات المفروضة عليه ستكون للعبرة». (نيويورك - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©