الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المائدة اللبنانية تجمع مذاقات أوروبا بنكهة الشرق

المائدة اللبنانية تجمع مذاقات أوروبا بنكهة الشرق
6 أغسطس 2010 21:41
تتمتع المائدة اللبنانية بألوان غنية تعكس ألوان طبيعة شمس لبنان وخضرته ومياهه، ويتجلى ذلك في حسن ضيافة الشعب اللبناني وذوقه الرفيع، حيث يدمج المطبخ اللبناني ما بين المطبخ الأوروبي الفاخر ونكهة الشرق الشهية. ويستوحي المطبخ اللبناني أهم خصائصه من المطبخ التركي، وهذا الأمر راجع aالتي استمرت لحدود القرن العشرين، ومن أشهر الأطباق التي أخذت من العثمانيين هي البقلاوة وهي نوع من الحلويات ينتشر في معظم أنحاء العالم العربي. عادة تبدأ وجبة الطعام في المائدة اللبنانية بالمازة، وهي عبارة عن سلطات تبولة أو فتوش وحمص ومتبل ومعجنات وورق عنب وكبة وغيرها، وهي أطباق جانبية غنية قد تغني في أحيان كثيرة عن تناول المزيد من المأكولات. وتتكون الأطباق اللبنانية الرئيسية من اللحوم المشوية، أو الدجاج أو الســمك مع الأرز أو الخبز، ويتبع ذلك الحلويات التي لا تعد ولا تحصى شكلاً ومذاقاً في لبنان، فهي إما أن تكون بقلاوة أو كنافة أو معمول أو (كرابيج) وما إلى ذلك من الحلويات اللبنانية الشهيرة، و تقدم كل هذه الحلويات عادة مع الفاكهة والمكسرات الطبيعية،وبعد انتهاء الوجبة الرئيسية تقدم القهوة العربية السادة بالهيل أو دونه كما يقدم الشاي أيضاً. يشكل المطبخ اللبناني بحد ذاته نوعاً من الاحتفال بالحياة، فهو مفعم بالنكهة وفريد من نوعه عالمياً، خاصة وأنه يحرص على تقديم مأكولات طازجة تفوح بالنكهات العطرية الفريدة من نوعها، ولهذا السبب أصبح المطبخ اللبناني معروفاً في العالم العربي وغير العربي، فمن زار لبنان وتذوق الأطباق اللبنانية الشهية لا يستطيع أن ينسى التبولة أو الفتوش، والكبة النيئة أو الشاورما وغيرها. أعشاب وبهارات طازجة يعرف المطبخ اللبناني بثرائه في النشويات والفواكه، والخضراوات وثمار البحر، وبينما يتم تفضيل الدجاج، فإن لحم الغنم هو الأكثر استعمالاً ضمن اللحوم الحمراء، أما أسلوب الطهي فهو في الغالب الشوي أو التحمير في زيت الزيتون أو التحمير بطريقة (السوتيه/ بالتشويح دون زيت أو بالبخار)، ويندر استعمال الزبدة أو الكريمة إلا في الحلوى، وبالرغم من عدم تنوع صلصات المطبخ اللبناني إلا أنه يشتهر بأعشابه وبهاراته ومكوناته الطازجة التي تدخل في إعداد قائمة حافلة من الأطباق، تتأثر بدورها بالمواسم كغيرها من أطباق منطقة المتوسط، وقد تقتصر التحلية بعد الوجبات على الفواكه الطازجة، ولكن هذا لا يمنع وجود أنواع عديدة من الحلوى أبرزها البقلاوة المعروفة أيضاً في المطبخ اليوناني. وبالطبع لا غنى عن القهوة مع الحلوى. خبز وثوم وزيت زيتون يعتبر الخبز عنصراً رئيسياً في كل وجبة لبنانية، حيث يتم تناوله بعدة طرق مختلفة فعند الإفطار يتم تزيينه بالزعتر والسمسم وزيت الزيتون، أما عند الوجبات الأخرى فإنه يلعب دوراً مهماً كأداة طعام لا غنى عنها عند التغميس، أما الثوم وزيت الزيتون فهما مكونان قلّما تمرّ على الشعب اللبناني وجبة دون إضافتهما للطعام وعلى الغداء تظهر اليخنات وأطباق الأرز، كالسبانخ بالأرز أو “لبن أمه” أي طهي لحم العجل بلبن أمه،، والحديث عن المطبخ اللبناني لا يمكنه إغفال المازة، ذلك الموكب الحافل بالأطباق الصغيرة الفاتحة للشهية والتي تشكل مزيجاً فريداً من المكونات والأشكال والألوان والنكهات، تماماً كالتابا الإسبانية والآنتي باستو الإيطالية، وقد تقتصر المازة على المخللات والحمص والخبز كوجبة خفيفة مثالية للعشاء، أو تمتد فتصبح وجبة بحد ذاتها تضم ثمار البحر المشوية، أسياخ اللحم المشوي وقائمة من السلطات المطهية أو النيئة إضافة إلى الحلويات كالكنافة والقطايف. التبولة سفيرة المطبخ اللبناني تعد التبولة زينة المائدة اللبنانية، نظراً لشكلها الجميل وحضورها المميز في وسط الطاولة، بالإضافة الى ألوانها التي ترمز الى طبيعة لبنان الخضراء، وهي ليست مجرد سلطة تتكون من خضار مكوّنة من البقدونس والنعناع والبندورة والبصل والبرغل وعصير الليمون الحامض وزيت الزيتون والملح والبهار الحلو، وإنما تعتبر بحق سفيرة المطبخ اللبناني، رغم أنها اشتهرت منذ القدم في لبنان وعدد من الدول العربية الأخرى مثل سورية والأردن، لكنها أصبحت اليوم رمزاً من رموز التراث اللبناني العريق، ونظراً لأهميتها كطبق ينطلق من صميم الثقافة اللبنانية والعربية، شاركت التبولة في مسابقات عالمية عن أكبر طبق تبولة في العالم، وقد سُجّلت في موسوعة “جينس” للأرقام القياسية، كما دخلت في مسابقات تلفزيونية عديدة، أشهرها مسابقة أسرع طبق تبولة ضمن برنامج الأول على “إل. بي. سي” الذي قدمه الإعلامي اللبناني الراحل رياض شرارة. تبدأ قصة التبولة من قلب الريف اللبناني الذي اشتهر أهله بتحضير أطيب طبق تبولة على الإطلاق، وذلك بسبب تعلقهم بالأرض واهتمامهم بالزراعة، اذ نادراً ما توجد حديقة منزلٍ ريفي، صغيرةً كانت او كبيرة، خالية من الخضراوات والفاكهة. فكانت التبولة آنذاك عبارة عن طبق منزلي شبه يومي يسهل تحضيره في أي وقت، باعتباره طبقاً رئيسياً على مائدة الطعام، لا يقلّ أهميّة عن الأطباق الأخرى، ويختلف مذاق التبولة الريفية الأصيلة عن تلك المصنوعة من الخضراوات غير الطازجة التي تباع في الأسواق التجارية، حيث تفقد الخضراوات المصنعة طعمها الشهي وشكلها الجميل. وتبقى التبولة طبقاً شعبياً يحبه الكبار والصغار، وطبقاً رئيسي على طاولة الأغنياء والفقراء، اذ إنها وجبة سهلة التحضير ومحتوياتها متوافرة في كل منزل لبناني وعربي، وللتبولة فوائد غذائية كثيرة، فهي طبق صحي بامتياز لغناها بالفيتامينات التي تساعد الجسم على مقاومة أمراض لها علاقة بالشيخوخة والأمراض السرطانية وداء السكري، كما تسهل عملية الهضم من دون أن تتسبب بزيادة في الوزن. لبناني وشرقي وعالمي يجد السائح اليوم في لبنان إلى جانب المطاعم المختلفة التي تقدم المأكولات اللبنانية كل ما يشتهيه من الأطباق الصينية واليابانية والايطالية والفرنسية والتايلاندية والأميركية موزعة في مؤسسات ومطاعم مميزة. وقد بدأت تتسع أخيراً في عدد من المطاعم اللبنانية، ظاهرة ابتكار أطباق جديدة مشتقة من أطباق تقليدية، وهي ظاهرة تجتذب زبائن لبنانيين وسياحاً، وخصوصاً أنها تترافق مع تحديث لأساليب الخدمة وتقديم الأطباق، لكن بعض خبراء المطبخ اللبناني يفضلون إحياء الأكلات التراثية المنسية، بدلًا من اللجوء إلى دمج بعض الأطباق بمواد تغير من نكهتها الأصيلة. طعام اللبنانيين في سطور ? الخضار: يستهلك اللبنانيون الكثير من الخضراوات والبقوليات كل يوم. ويعتمد عادة على محصولات وادي البقاع الوفيرة مثل الخس والملفوف والبقدونس والبطاطا والبندورة والكوسا والباذنجان والبصل والثوم، والبقوليات مثل النعناع والزعتر والكزبرة. ? اللحوم: يفضل اللبنانيون لحم خروف الضأن ذي اللية، أي الذيل المدهن، لنكهتها الفريدة, ويستعملون اللحوم الحمراء مثل لحم العجل كما يستعملون لحم الدجاج بشكل كبير، أما الاسماك فهي مرغوبة بشكل كبير إلا أن الطازج منها غال لقلة توافره، فيعمد اللبنانيون إلى الأسماك المستوردة أو المعلبة. ? الفواكه: طبيعة لبنان، خاصة الجبلية تسمح له بزراعة مختلف أنواع الفواكه ذات النكهة الطبيعية والفائدة الصحية، ويستعمل اللبناني هذه الفواكه في طعامه النيء والمطبوخ، ومن أشهر الفواكه اللبنانية التفاح و البطيخ والمشمش و التوت والكرز و الليمون والموز. ? البهارات: يعتمد اللبنانيون على أنواع غير حارة من البهارات مثل الفلفل الأسود والفلفل الأبيض والبهار الحلو والسماق واليانسون والقرنفل والكمون. ? المأكولات المصنعة: يأكل اللبنانيون العديد من المأكولات المصنعة مثل اللبنة والجبن على أنواعه والمربيات والزبدة ودبس الخروب. ? المأكولات الشعبية: منها الشاكرية وشيخ المحشي وحراق اصبعه والحبوب والفتوش وورق العنب بالشرحات ونيفا الرأس والمجدرة والتبولة والمشمشية واليقطين المكمور والمحاشي وجميع انواع الكبة، وصيادية السمك، وفتة المكدوس، وفتة المقادم وفتة بالسمنة العربية، وفتة بالزيت، وفتة الحمص وفتة الدجاج والكثير غيرها.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©