الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات تشغيل ناقلات النفط تقاوم الركود العالمي

شركات تشغيل ناقلات النفط تقاوم الركود العالمي
18 مايو 2013 22:08
تعاني بعض شركات تشغيل ناقلات النفط من أجل الاستمرار في نشاطاتها، بعد أن منيت بخسائر استمرت لعدد من السنــوات. ونسبة لارتفاع أسعار الشحن قبل اندلاع الأزمة المالية، قدمت بعض الشركات طلبات لشراء ناقلات للنفط. لكن شح الطلب الآن، نظراً لضعف الاقتصاد العالمي وتقلص عمليات الشحن المتجهة إلى أميركا. ويقول بيل بوكس، المتحدث باسم رابطة مشغلي ناقلات النفط «إنترتانكو»: «تعتبر السوق الحالية غير مجدية وتشكل تهديداً خطيراً لاستقرار سلاسل التوريد». وتقدر الرابطة الخسائر الإجمالية للناقلات الكبيرة ومتوسطة الحجم حول العالم بأكثر من 26 مليار دولار منذ 2009 نتيجة انخفاض الأسعار دون تكاليف التشغيل. ويبلغ متوسط أجرة الناقلة الكبيرة اليومية التي تزيد حمولتها عن 2 مليون دولار في مسار بين اليابان وإحدى دول الشرق الأوسط، نحو 7 آلاف دولار، أي أقل من التكلفة التشغيلية التي تتراوح بين 10 و 12 ألف دولار في اليوم. وبلغت الأسعار مداها خلال 2007 عند 310 آلاف دولار في اليوم. ومن أسباب استمرار هذه الشركات في العمل رغم الخسائر، استقرار التكاليف التشغيلية قصيرة الأجل بصرف النظر عن المسافات التي تقطعها وحاجتها لتسديد هذه الفواتير. لكن ونتيجة لارتفاع أسعار الوقود، فضلت بعض الناقلات الابتعاد عن مياه الخسائر والتوقف عن العمل. ويقول المحللون ومالكو السفن، إن عدد السفن العاملة أكثر مما ينبغي وأن بعض الناقلات التي طلبتها الشركات أثناء سنوات الطفرة، لم يتم تسليمها إلا الآن. ومن المتوقع زيادة أسطول ناقلات النفط العالمي الذي يتضمن فئة الناقلات الكبيرة بنسبة تصل إلى 3,3% خلال العام الحالي. ويقول بيتر ساند، كبير محللي السفن في «المجلس البحري العالمي لدول البلطيق»: «على الرغم من البطء الذي لازم نمو أسطول ناقلات النفط حول العالم، إلا أن عدداً قليلاً منها توقف عن العمل. كما أن الطلب وحده لا يمكن أن يخفف كل المعاناة التي يواجهها القطاع». وخفضت «وكالة الطاقة الدولية»، في أبريل الماضي توقعاتها الشهرية لطلب النفط العالمي من واقع 820 ألفاً إلى 795 ألف برميل في اليوم، واضعة في الاعتبار تدهور الشعور الخاص بالأعمال التجارية في الصين، إضافة إلى المعاناة الاقتصادية التي تعيشها دول أوروبا وأميركا. كما ساعدت زيادة إنتاج النفط الصخري في كل من كندا وأميركا، في انخفاض معدل الطلب الأميركي على خام النفط، ما يعني تلقائياً تراجع الطلب على الناقلات. وأشارت «إدارة المعلومات الأميركية للطاقة»، إلى إمكانية انخفاض واردات أميركا من النفط إلى 6 ملايين برميل في اليوم بحلول 2014، في أدنى مستوى لها منذ ثمانينات القرن الماضي. وفي غضون ذلك، تعمل بعض دول النفط العربية على زيادة مرافق التكرير لديها، لذا وبدلاً من تصدير النفط الخام بالناقلات، تقوم هذه الدول بتصدير منتجاته. وعلى العكس من خام النفط، يتم نقل هذه المنتجات عادة عبر أنواع مختلفة من السفن. ولا تصب هذه التطورات في مصلحة سوق الناقلات على المدى الطويل. وأعلنت شركة «فرونت لاين»، واحدة من أكبر شركات الناقلات في العالم، عن خسارة بلغت 83,8 مليون دولار في السنة الماضية، مقارنة بخسائر قدرها 529 مليون دولار في السنة التي سبقتها. وقالت الشركة في بيان لها إن :»ناقلات النفط تمر بأصعب المراحل في تاريخها، حيث تعاني العديد من الشركات مشاكل كثيرة. وفي حالة استمرار ضعف السوق، ربما يقود ذلك إلى مشاكل مالية كبيرة للقطاع ككل. كما انخفضت أسهم الشركة بأكثر من الثلث خلال العام الحالي». ونظراً لظروف السوق القاسية، تقدمت شركة «أوفرسيز للسفن» الأميركية بطلب لحمايتها من الإفلاس. ويقول بيتر هوجين، محلل السفن لدى مؤسسة «دي أن بي» الاستثمارية: «نواجه صعوبة بالغة في عودة سوق الناقلات لسابق عهدها في أي وقت قريب، ومن الواضح أن الطلب تراجع بنسبة كبيرة في القطاع». ولا تتوقع شركة «دروري لاستشارات السفن»، أن تشهد سوق الناقلات أي عمليات توسع بعد هذه السنة، في ظل تراجع الطلب العالمي. وبحمولة ساكنة أقل من 13 مليون طن تم طلبها في العام السابق، ترجح الشركة نمو أسطول الناقلات بوتيرة بطيئة نسبياً. كما ترى أن المزيد من حركة النفط ستتجه من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا ناحية، الشرق وللصين على وجه الخصوص. وذكر بروس كان، مدير شركة «تيكي تانكرس»، واحدة من أكبر الشركات التي تملك ناقلات متوسطة الحجم في العالم، أن من المتوقع ارتفاع الأسعار في العام المقبل نتيجة للعدد القليل من السفن التي تدخل السوق. وأعلنت الشركة عن صافي خسائر بلغت نحو 370,2 مليون دولار في السنة الماضية، مقارنة بخسائرها في السنة التي سبقتها التي تقدر بنحو 113 مليون دولار بعد إرغامها على خفض قيمة ناقلاتها بنحو 353 مليون دولار. نقلاً عن «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©