الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عائشة سلطان: الهوية الوطنية مشروع حياة ومستقبل شعب

عائشة سلطان: الهوية الوطنية مشروع حياة ومستقبل شعب
26 نوفمبر 2008 01:51
نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني محاضرة للإعلامية عائشة إبراهيم سلطان تحت عنوان ''الهوية الوطنية في الإمارات·· التحديات والأسباب والحلول''، أكدت خلالها على أن ''الهوية الوطنية هي مشروع حياة ومستقبل شعب'' وطالبت بأن يتواصل مشروع ''عام الهوية الوطنية'' وألا يتوقف· وقدم المحاضرة الباحث الاجتماعي الدكتور إبراهيم المرزوقي وقال ''إن الحديث عن الهوية هو حديث ذو شجون لأنه يمس كل شيء يمت إلى كيان الأمم والشعوب، وهو بالتالي جدير بالدراسة المتمعنة والفكر الحصيف وسعة الأفق'' وأضاف ''لعلنا قلما نجد مثل محاضرتنا لهذه الأمسية، وهي عائشة سلطان التي اعتبرها غنية عن التعريف لما تمتاز به من صراحة في القول وسعة في الثقافة وتناول حصيف في الفكر''· واستهلت بعد ذلك عائشة سلطان محاضرتها مؤكدة على ضرورة تعريف الهوية، متناولة هذا المفهوم عبر شواهد اجتماعية وبالأخص ما يتعلق بالطعام والملابس التي استطاعت من خلالهما أن تؤسس لمحاور محاضرتها، بما يعني أنها حاولت تقريب المفهوم عبر شواهد اجتماعية قبل الدخول مباشرة بالفهم العلمي للهوية، حيث أن هذه الوسيلة أوصلتها بسهولة إلى تعريفها الذي اجترحته، مؤكدة أنه ''لابد من تقرير حقيقة التباعد الاختياري بيننا وبين هويتنا''· وأشارت إلى أن ''مصطلح الهوية قد شاع استخدامه كثيراً في الكتابات الفكرية والأدبية والسياسية ولاشك أن استدعاء أي مفهوم وتداوله يرتبط بالتحولات المجتمعية والأزمات والاشكالات التي تطرحها مرحلة أو واقع معين، ونحن اليوم أكثر من أي يوم مضى نمر بهكذا تحولات استدعت طرح الهوية كقضية وطنية أولى''· وأضافت أن ''تفاصيل مفهوم الهوية لا حصر لها ولا يوجد تعريف متفق عليه يحصر مفهوم الهوية، وعندما طرح هذا المفهوم من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' كان السبب هو مواجهة هذه التحديات، بما يعني أن الأمر وصل إلى درجة أصبح من الضرورة مناقشة المسكوت عنه، ومن الواجب أن نفهم طبيعته وعليه لابد أن يفتح الحوار في هذا الموضوع''· وحول الخصائص والمكونات التي تشكل مفهوم الهوية قالت ''إن اللغة والدين والتاريخ والثقافة عناصر مهمة تكون الهوية واعتبر اللغة والدين عنصرين أساسيين في هذا المكون، إلا أن هناك من يعتبر اللغة أقصى وأوضح درجات الهوية، وهناك من يعتبر الدين هو العنصر الأهم، إلا أنني أعتبر كل هذه المكونات هي أسس الهوية''· وناقشت المحاضرة مفهوم الزي الوطني الإماراتي وأثره في تشكيل الهوية، معتبرة الزي والأعراف والتقاليد هي نتاج الهوية الوطنية، وقالت ''إذا كنا نتحدث عن الهوية الوطنية، فأقصد بها الوعي بأهمية الوطن وقيمته وأساليب بنائه ودور الفرد والجماعة في هذا البناء''· وقالت إن عام الهوية 2008 الذي أطلقه رئيس الدولة مشروع كبير يجب ألا يتوقف، ومن الضروري الاشتغال عليه باستمرار، لذا من المهم ألا ينتهي بانتهاء عام 2008 وقالت ''عندما أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة هذا العام عاماً للهوية الوطنية، كأنه أراد أن يكون بداية لمشروع يجب أن نتعاطى به بذهنية الاستمرار بجدية والانتماء إليه وإثارة حالة من الاستنفار لفهم الموضوع والحوار من خلاله''· وأشارت إلى أن ''موضوع الهوية ليس رد فعل لحدث ما، بل هو جزء من الانتماء وهو أشبه بقضايا كثيرة من مثل الثقافة والتعليم، إذ هي ليست موضوعات مناسباتية بقدر ما هي مشروع حياة ومستقبل شعب''· وحملت المحاضرة الإعلاميين والكتاب والمثقفين باعتبارهم ''الطيف المتنور أو الرافعة الحقيقية'' أن يسهموا في ترسيخ مفهوم الهوية عند الشعب· ونوهت إلي أن الحديث بأهمية الهوية الوطنية يستتبع بالضرورة الحديث عن الوعي بأهمية الوطن، واعتبرت الهوية ليست مقالاً ولا أسبوعاً ثقافياً، واستشهدت بنصوص قرآنية كثيرة لدعم مفاهيمها حول الأسرة والوطن والتعايش· وعن التحديات التي تواجه الهوية الإماراتية أشارت المحاضرة إلى أن الموضوع يبدو قديماً منذ الخمسينات وأوعزت ذلك إلى أسباب ذاتية وموضوعية وعرفت كلا السببين· وفي ختام المحاضرة تحدثت عن الحلول التي لخصتها بماذا نريد؟ وما هو دورنا في ترسيخ الهوية الوطنية؟ وأشارت إلى أن الحديث عن الهوية الوطنية في الإمارات يشبه في أهميته وخطورته سؤال شكسبير في إحدى مسرحياته ''نكون أولا نكون'' أو لنقل هويتي إذا لم تكن لا أكون·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©