الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجهود الحكومية القطرية تبث الحياة في مهنة «الطوّاش»

الجهود الحكومية القطرية تبث الحياة في مهنة «الطوّاش»
6 أغسطس 2010 21:43
ما أن بدأت الجهود الحكومية القطرية الرامية لإحياء التراث وصناعاته القديمة، حتى نشطت التجارة، وعادت مهنة الطوّاش. وتعتبر مهنة الطواش من أهم المهن المرتبطة بصيد اللؤلؤ، و”الطواش” هو تاجر اللؤلؤ حيث ينتظر الغواصين ومراكب الغوص لشراء اللؤلؤ ويمدهم بكل الاحتياجات الخاصة خلال رحلة الغوص، فهو من يموّل رحلات الغوص ويتحمل كافة مصاريف السفن، والبحارة، والغواصين، أي أنه مقاول غوص اللؤلؤ وصيده. تطور طرق البيع في البداية عاد إلى السوق الطواشون القدماء رغم أنهم كبروا بالسن، وأصبحوا غير قادرين على المضاربة في الأسواق، ولكن لا يمكن أن يعود الأمر إلى سابق عهده من دونهم، فالحاجة إلى خبرتهم ومعلوماتهم حول أنواع اللؤلؤ وأسعاره ومميزاته وكيفية تسويقه لا تزال ملحة، مع العلم أن طرق الاستعمال والبيع تطورت وتغيرت، وتحول الغواصون إلى الحياة المدنية المرفهة بعد ظهور النفط في دول الخليج، وظهور اللؤلؤ الصناعي، الذي نافس الأصلي، وتسبب في كساد بيعه لأنه يباع بأسعار أقل. ويشرح التاجر “الطواش” محسن الأنصاري الأسباب التي أدت إلى عودة تجارة اللؤلؤ، مشيراً إلى أن هناك مزارع للؤلؤ في مياه البحر، ومن ثم تكبر هذه الحلي الثمينة داخل المحار، ويضيف أن هناك جهوداً رامية إلى إعادة تجارة اللؤلؤ وإحياء الغوص بهدف حفظ الحق التاريخي في المهنة التي تميز بها الخليج عن سائر بقاع الأرض، منوهاً إلى أن الطواشين تجري بدمائهم محبة اللؤلؤ والمتاجرة به، وأنهم استغلوا فرصة التشجيع ووجود معروضات في السوق القطري، وعادوا إلى السوق ليعرضوا ما لديهم ويشتروا المزيد. ويقول الأنصاري إن مهنة الطواش كانت تكتسب أهمية كبيرة في عصر اللؤلؤ، مشيرا إلى أن المهنة اليوم لا تتمتع بالبريق السابق حيث سيطر اللؤلؤ الصناعي على السوق، وحول أنواع اللؤلؤ وأحجامه، يشير إلى أن هناك عددا من أسماء اللؤلؤ منها “الدانة” وهي أكبر أنواع اللؤلؤ حجما وأكثرها جمالا، وكذلك “الحصباء” وهي أصغر حجما وتأتي بعد ذلك “الخشر” وهي أصغر أنواع اللؤلؤ حجما. ويلفت الأنصاري إلى أن اللؤلؤ الموجود حاليا بالأسواق صناعي، وأن هناك مزارع لاستزراع اللؤلؤ ومن الصعب التمييز بين الصناعي والطبيعي بالعين المجردة إلا عن طريق مختبر خاص بفحص اللؤلؤ. وعن الدول المهتمة بصناعة اللؤلؤ، يبين الأنصاري أن صناعة اللؤلؤ بدأت في اليابان، الرائدة في هذا المجال، إلا أن الصين تفوقت حاليا في مجال صناعة اللؤلؤ. عوداً حميداً يقول خليل العلي، أحد الطواشين العاملين بالسوق حالياً، إن المهنة اندثرت وعادت للحياة مجدداً، ولكن على استحياء، فليس هناك بيع كثير، والأقل منه هو الغوص، إذ لا يوجد إلا الغوص المنظم وهو قليل جداً، وإنما البيع الحالي يعتمد على جلب اللؤلؤ المتواجد بالسوق وتداوله، وخاصة الأنواع النادرة والكبيرة فهي مطلوبة من قبل النساء اللاتي يحبذن ارتداء عقود اللؤلؤ. ويفيد بأن التجار الحاليين يوفرون اللؤلؤ حسب الطلب، وتتزايد الأسعار بسبب ارتفاع الطلب وقلة المعروض، مؤكداً أن القطريين يعتبرون من أكثر شعوب العالم شغفاً باللؤلؤ، ويتمسكون بشرائه والحصول عليه مهما غلت أثمانه، وهذا ما جعل تجارته تعود للتألق مع وجود طفرة اقتصادية. من جهته، يقول محمد الصياد “أعمل على بيع ما لدي وأكسب عمولات جيدة، ورزقاً وفيراً من خلال توفير الطلبات للعملاء، ولكن الناس يريدون الطبيعي، وهو عملة نادرة في هذا الزمن، الأمر الذي يصعب عملنا، ويجعلنا في مواقف محرجة، فتوفير بعض الطلبيات يتطلب شهوراً طويلة، فضلاً عن أن الغوص قليل فهناك مزارع أو عمليات غوص تتم بين حين وآخر، وتهدف إلى توفير اللؤلؤ كلما قل من السوق، ولم يعد موجوداً، وفي الحقيقة فإن دولة قطر تعمل على الحفاظ على كل المهن والموروث القديم، وتدعم بشكل كبير وواضح كل الجهود المبذولة من قبل الجهات والجمعيات الشعبية، وهذا ما يجعلنا نفرح ويبقى التفاؤل حليفنا”. ويرى الصياد أن الأعمال الحالية وإن كانت متواضعة تعد خطوة مهمة في إحياء مهنة تجارة اللؤلؤ، متمنياً أن تنشط الحركة وتنتقل العدوى إلى الدول المجاورة، وتعود التجارة والحركة رائجة أكثر من الزمن الماضي، ويؤكد أنه في كل الأحوال ستعود التجارة بشكل بسيط ومتواضع، رافضاً أن تكون مجرد فلكلور ومظهر تراثي وشكلي.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©