السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بيئة أبوظبي تحذر من تناقص أعداد أسماك الهامور

بيئة أبوظبي تحذر من تناقص أعداد أسماك الهامور
26 نوفمبر 2008 02:39
حذرت هيئة البيئة - أبوظبي أمس من استمرار تناقص أعداد أسماك الهامور الذي يعتبر الغذاء الرئيسي المفضل محليا، داعية إلى ضرورة تكاثف الجهود المحلية والإقليمية للحفاظ على هذا النوع من السمك المعرض 20 نوعاً منه لخطر الانقراض على مستوى العالم· ووصف ماجد المنصوري الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي وضع أسماك الهامور في المنطقة بأنه ''يدعو للقلق''، لافتا خلال افتتاحه للندوة الاقليمية بشأن الهامور أمس إلى أن مؤشرات الوفرة تشير إلى انخفاض المخزون في عام 2002 بنسبة تقترب من 90% في جنوب الخليج العربي، وبما يزيد على 95% في خليج عمان مقارنة مع مستويات عام ·1978 وقال المنصوري في الندوة التي تستمر أعمالها ثلاثة أيام إن المصايد السمكية في دولة الإمارات تعتبر ''جزءاً لا يتجزأ من الهوية والتراث الوطني، ''وبينما يقوم اقتصادنا الوطني على النفط والغاز الطبيعي، فقد كنا في الماضي نعتمد إلى حد كبير على خيرات البحر كمصدر للدخل والعمل والغذاء، حيث تشير الدراسات إلى أن الهامور كان مكونا هاما في الغذاء اليومي لأسلافنا منذ 7500 سنة''· وأكد أن الهامور لا يزال من الأغذية السمكية المفضلة والنوع الأكثر أهمية في العديد من مصايد أسماك القاع في المنطقة، إلا أن الوضع الخاص بهذه الأسماك ينذر بالخطر، مشيرا إلى أن التقييم الدولي الشامل الذي أجرته المجموعة المتخصصة في أنواع الهامور وأسماك الرأس التابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة العام الماضي حذر من أن 20 نوعا من أنواع الهامور معرضة حاليا لخطور الانقراض· وتهدف الندوة التي تستمر أعمالها لثلاثة أيام إلى تحديد التهديدات التي تواجه أسماك الهامور، وتنسيق جهود إدارة وتقييم الموارد المشتركة، وبهدف تبادل المعارف والخبرات والمعلومات ورفع مستوى الوعي بأهمية المحافظة على أسماك الهامور وإدارة المصايد الخاصة بها وتعزيز التعاون بين دول المنطقة في هذا المجال· وأكد ثابت زهران آل عبد السلام مدير إدارة التنوع البيولوجي البحري بالهيئة أهمية الموارد البحرية ومصايد الأسماك التي تحتل مكانة هامة في حياة شعوب المنطقة· وأشار إلى أن أهمية الهامور لا تتوقف عند دعم الحياة التقليدية لعدة أجيال، وإنما باعتبارها مصدرا للدخل، والغذاء، والترفيه لقطاع كبير من المواطنين والمقيمين في هذه المنطقة· وأضاف آل عبد السلام ''أن هذه المصايد هي الآن تحت الحصار بسبب التوسعات وزيادة أسطول سفن الصيد التي أدت إلى الاستغلال المفرط لجزء كبير من مواردنا السمكية· وعلاوة على ذلك، فإن طرق الحياة الحديثة وتزايد البرامج السياحية زاد أيضاً من استخدام مصايد الأسماك والموارد البحرية· كما تتعرض الموائل البحرية والساحلية، بصورة متزايدة ، لضغوط هائلة نتيجة للمشاريع التنموية والصناعية في المنطقة مما يؤدي إلى تدهور وفقدان الموائل، والتغيرات في البيئات البحرية ، وتقليل التنوع البيولوجي''· وأضاف أن من بين الأنواع التي تتعرض للخطر وتعتبر مثالا للضغوط التي يعاني منها الجزء الأكبر من الموارد السمكية في المنطقة هي أسماك الهامور· وقال آل عبد السلام إن هذا الوضع يدعو إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجة التغيرات في وضع مخزون أسماك الهامور فضلا عن حالة الموارد البحرية الأخرى، مشيرا إلى أن اجتماع اليوم هو لمواجهة المشاكل التي يتعرض لها الهامور في مصايد الأسماك بشكل عام وفي المنطقة بشكل خاص· وأوضح أنه لمعالجة هذه القضايا، سيتم خلال الاجتماع مناقشة واستعراض الوضع الحالي للموارد الرئيسية لأسماك الهامور في المنطقة والتعرف على تأثير هذا الوضع على المجتمعات الأوسع نطاقا للأسماك ومصايدها في المنطقة· وأكد أهمية إنشاء نظام متكامل للرصد والتقييم والإدارة ليس فقط للمحافظة على أسماك الهامور، ولكن أيضا لبناء مصايد مستدامة للأسماك والمحافظة على التنوع البيولوجي البحري في المنطقة للأجيال القادمة· ويعرف عن مجموعة أسماك الهامور بطء النمو، وانخفاض معدلات الوفيات الطبيعية وطول معدل العمر الذي قد يصل إلى أكثر من 50 عاماً· ونتيجة لذلك، فإن معدل تكاثر الهامور بطيء مما يهدد بتناقص أعدادها بسبب صيدها قبل وصولها إلى مرحلة النضوج الجنسي· ولمجموعة أسماك الهامور أنماط جنسية معقدة، ففي العديد من أنواع الهامور تغير الأنثى جنسها لتصبح ذكرا في وقت لاحق من حياتها· ومن المخاطر التي تتعرض لها مجموعة أسماك الهامور التوجه لتشكيل تجمعات للتفريخ مما يؤدى إلى سهولة استهدافها من قبل الصيادين، بالإضافة إلى فقدانها لموائلها الطبيعية بسبب مشاريع التمنية الساحلية· وبلغ إجمالي محصول الصيد خلال العام الماضي 5337 طنا تم تحقيقه من خلال ما يزيد على 27380 رحلة صيد قامت بها اللنشات والطرادات العام،2007 فيما بلغت قيمة البيع الإجمالي للأسماك التي تم انزالها في إمارة أبوظبي 63,2 مليون درهم· وسجل سمك الهامور أعلى قيمة بيع بواقع 24,2 مليون درهم، يليها الشعري بقيمة 12,2 مليون درهم ثم أسماك الجش بقيمة 9 مليون درهم، وفق ما ورد في نشرة إحصائيات الثروة السمكية لعام 2007 في إمارة أبوظبي· وتحدث في اليوم الأول من الندوة عدد من المتخصصين، حيث قدمت ايفون ساداوفي، من شعبة علوم البيئة والتنوع البيولوجي، وكلية العلوم البيولوجية بجامعة هونغ كونغ ورقة عن أهمية أسماك الهامور وأسماك الشعاب المرجانية· وقدم مارك بيتش ، مدير المسوحات الثقافية في إدارة البيئة التاريخية بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث عرضا عن تاريخ استغلال أسماك الهامور في الخليج العربي ذكر فيه أن تحليل عظام الأسماك التي تم العثور عليها في المواقع الأثرية في منطقة الخليج العربي وفر فرصة قيمة لإجراء دراسات تاريخية عن استغلال اسماك الهامور مع مرور الوقت· وأضاف أن السكان القدامى في منطقة الخليج كانوا قادرين على التنقل والإبحار في المياه الساحلية العميقة في وقت مبكر يعود إلى ما قبل 7500 سنة· وكانت عملية صيد الأسماك تتم باستخدام مجموعة متنوعة من أدوات الصيد مثل الفخاخ، والشباك، والصنارة وخيط الصيد· وتحدث دكتور محسن الحسيني من معهد الكويت للأبحاث العلمية، عن وضع مخزون أسماك الهامور في مياه الكويت، وأشار إلى أن كمية إنزال أسماك الهامور في دولة الكويت انخفضت من 532 طنا في عام 1992 إلى 148 طنا في عام 2006 أي بنسبة تصل إلى 72% · وأشار إلى أن المعهد قام في السنوات العشر الماضية بإجراء دراسات ميدانية عن وضع مخزون أسماك الهامور، حيث تم جمع بيانات عن طول وعمر ومعدلات وفيات أسماك الهامور· وأشارت الدراسة إلى أن متوسط طول اسماك الهامور التي يتم إنزالها أصبح يميل إلى الأحجام الصغيرة، وأن الأسماك التي يقل طولها عن 30 سم لم تعد متوفرة· كما أنه لم يكن هناك أي اختلاف في معدل النمو ولكن الحد الأقصى لعمر أسماك الهامور انخفض من 23 إلى 16 عاما وقد ينخفض أكثر إلى 10 سنوات· وتحدث باولو أوسجليو من إدارة البيئة بشركة نخيل بدبي عن مشروع الحاجز المرجاني الاصطناعي الذي تنفذه شركة نخيل وتأثيره على زيادة أعداد الهامور· وذكر أن الخط الساحلي لإمارة دبي شهد خلال العقد الماضي تحولا كبيرا، من خلال إنشاء العديد من الجزر الاصطناعية، مشيرا إلى أن هذا التوسع أدى إلى زيادة مساحة الشريط الساحلي من 50 كم في عام 1990 إلى 1600 كم العام الحالي· وأوضح أنه وبالرغم من عدم معرفة العديد من الناس عن كيفية تأثر النظام البيئي البحري بهذه التطورات التي يصنعها الإنسان، إلا أن الزيادة في الحواجز الصخرية الساحلية التي يتضمنها المشروع ستكون لها آثار كبيرة على البيئة البحرية والمجتمعات البحرية المحلية· وذكر باولو أن زيادة هياكل كاسر الأمواج الصخرية أدت إلى إحداث تغييرات كبيرة وزيادة المنطقة السطحية وتوفير بنية ثلاثية الأبعاد لتصبح متاحة أمام تكاثر الكائنات البحرية حيث أنها توفر مأوى للعديد من الأنواع البحرية· وأكد أن هذه التغييرات التي هي من صنع الإنسان سيكون لها تأثير إيجابي على توافر الموائل المناسبة لوفرة وتنوع الأسماك ذات الأهمية التجارية مثل الهامور· وقال ''نحن نعتقد أن الزيادة في الموائل الصخرية داخل مياه دبي أدت إلى إحداث تغييرات في الكتلة الحيوية وحجم التجمعات المحلية للهامور وذلك من خلال إما زيادة الإنتاج داخل موائل كاسر الأمواج (مما أدى إلى وفرة عالية من الأسماك الصغيرة) أو بسبب هجرة أعداد جديدة إلى الموائل التي توفرها هذه الحواجز الاصطناعية (مما تنتج عنه زيادة في وفرة من الأسماك البالغة داخل التجمعات)· وأشار باولو إلى أن دراسة قد أجريت أيضا للتعرف على دور كاسر الأمواج بالمقارنة مع الشعاب المرجانية الطبيعية في زيادة أعداد أسماك الهامور· كما تحدث جاسم القصير مدير إدارة الثروة السمكية بالهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية في البحرين عن وضع أسماك الهامور في دولة البحرين· وذكر القصير أن الهامور يمثل ما بين 5 إلى 10 % من مجموع الأنواع التي يتم إنزالها في البحرين، وهي تمثل حوالي 10 % من القيمة الإجمالية لإنتاج الأسماك· وأضاف أن إنزال الهامور بلغ ذروته في أواخر عام 1980 وانخفض إلى ما يقارب 60% منذ ذلك الحين· وقد سجلت جميع مواقع الإنزال تقريبا انخفاضا كبيرا في إنزال الهامور بسبب الاستغلال المفرط، والجرف واستصلاح الأراضي، واستخدم أساليب خاطئة لصيد الهامور مما أدى إلى تدمير الموائل الطبيعية للهامور، مثل الكهوف ، والصخور والشعاب المرجانية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©