الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسلحة يواجه طفلك بها الحياة

9 فبراير 2006

إعداد ـ هناء الحمادي:
طفلك يكبر فيبهجك أكثر··· وأكثر، وينتقل في سنوات العمر، من البيت إلى الروضة، إلى بوابة المدرسة··· لكن سلوكياته ما تزال الآن كما كانت بالأمس، بدبدوبه الصغير الذي يصطحبه معه في كل مكان، وصوت مص أصابعه، وخصلة شعره التي يفتلها، كل هذه المشاهد التي كانت سابقاً تحرك مشاعرك وعواطفك، لكنها الآن تثير أعصابك وترهقك!
إنها عاداته ولها أسرارها ومدلولاتها في عالمه الصغير الشخصي، وعليك أن تحسني التعامل معها··· ولا بد حيالها أن تتصرفي·
مهلاً··· ربما تفاجئين أن الأفضل في هذه الحالة أن لا تتصرفي! فهذه العادات والحركات هي جزء من شخصية طفلك، وتساعده على تهدئه قلقه وتخفيف حزنه وتفريغ توتره، وبهذا تمنحه قوة على مواجهة مواقف الحياة التي لا تبدو أمامه صافية دائما·
لا تركزي، إذن على هذه الحركات الصغيرة، وإلا فانك تزيدين الأزمة تفاقما، فكلما التفت إليه وأبديت ملاحظات على سلوكه وطلبت منه الإقلاع عن عاداته، سيزداد قلقه ويعود إليه ثانية، فهذه العادات ليست سوى أفعال لا شعورية تصدر رغما عنه· وهي ليست خطيرة فى أغلب الأحوال، بل وتزول مع الوقت، ويقلع الأطفال عنها عندما يكونون مستعدين لذلك، أما إذا استمرت هذه العادات وأصبحت حتمية بحيث لا يمكنه الاستغناء عنها، فما عليك سوى طرح الأسئلة على نفسك ومعرفة سبب تزايد قلقه إلى هذا الحد، خصوصا إذا كانت هذه الأعراض مصحوبة بعلامات أخرى، تشير إلى انزعاج حقيقي وعميق لدى الطفل، مثل اضطراب في النوم، وفقدان للشهية، وكذلك نوازع العدوانية والاكتئاب، أما إذا حاولت التدخل بأسلوب متسلط، فسيتخلى طفلك عن خصلاته الذميمة، ولكن سيبقى هناك خطرا فى اللجوء إلى غيرها مباشرة·
قضم الأظافر
عادة قضم الأظافر ملحوظة بشكل كبير عند الأطفال في عمر الست سنوات، ويبدو أن حوالي 50%من الأطفال يقضمون أظافرهم خلال فترة معينة من حياتهم، والطفل يقضم أظافره لأنه بحاجة لتفريغ قلق داخلي يسيطر عليه أو ضغط عصبي ناتج عن الصعوبات المتصلة بحياته اليومية· فالانقطاع المفاجئ عن نظام معين في حياته قبل الدخول إلى المدرسة، والمرض وانفصال الأبوين، وولادة أخ أو أخت، كل هذه الأشياء تعد منفذا إلى عادة قضم الأظافر· وتمثل حلا اجتماعيا أفضل من الذهاب لعض ابن الجيران أو أخيه الصغير، وغالبا ما تختفي هذه الظاهرة مع بدء سن المراهقة وأحيانا تدوم حتى سن البلوغ·
الهدهدة والأرجحة
بعض الأطفال في عمر السنتين يشعرون بحاجة إلى الهدهدة، فهي تولد لدى الطفل إحساسا كبيرا بالأمان كالذي كان يشعر به وهو في بطن أمه، ولكن يجب إن تكوني حذرة، فهذه الحركة يمكن أن تسبب له أحيانا الارتطام بسريره، في مثل هذه الظروف يجب أن تتدخلي، وأفضل حل لمساعدة طفلك هو استشارة طبيب نفسي· والتأرجح بمثابة الهدهدة الذاتية، ولكن يلاحظ انه يحدث في النهار على مرأى من الجميع، حيث يتأرجح الطفل إلى الإمام والى الوراء بحركات متناسقة ومنتظمة·
مص الأصابع
ما من شيء ألذ وأمتع بالنسبة إلى الطفل مثل مص الأصابع، حيث يراه طريا ومطمئنا، فالطفل الذي يرضع من ثدي أمه أو يستعمل الرضاعة يخمد جوعه ويخفف توتره، ولأنه لا يستطيع أن يرضع دائما، فهو يبحث عن شيء بديل يحتفظ به ويكون قريبا منه، ولذا يلجأ إلى أبهامه· وينظر علم النفس إلى مص الأصابع كعادة تسمح للطفل الصغير بأن يخفف توتره بنفسه، وهناك طفل يحتاج أكثر من غيره إلى رضاعة، ولذا يتعين على الأم أن تساعده للبحث عن أبهامه لكي يشعر بالراحة والطمأنينة، إذا أن هذا يساعد على تهدئته أكثر من أي شيء آخر· وبعد فترة يبدأ الطفل من تلقاء نفسه بالتخلي عن إبهامه ولا يعود يحتاجه إلا في أوقات محددة، ولكن إذا استمر بذلك حتى عمر (7أو8) سنوات يصبح من المهم معرفة سبب تعلقه به إلى هذه الدرجة والمشكلة التي تمنعه من التخلي عنه·
ويرى علماء النفس: انه من الأفضل ترك الطفل يعيش حياته ويأخذ أصبعه عندما يريد، ولكن إذا سيطر هذا الفعل على حياته كثيرا فهذا يعنى انه منطو على نفسه إلى درجة كبيرة ويخشى العالم الخارجي، وعندها يجب معرفة سبب خوفه الكبير·
الدبدوب الصغير
غالبا ما يتخذ الطفل في شهره السادس أو السابع شيئا ما، كدب صغير أو لعبه تكون قريبة منه كتعويض عن غياب الأم عنه، هذه اللعبة التي تلازمه باستمرار ويضعها بالقرب من وجهه تساعده على مقاومة قلق البعد عن أمه وتكون بمثابة أم ثانية له، لذا يجب ألا تلجأي عزيزتي الأم إلى غسلها إلا إذا شعرت بموافقة طفلك على ذلك· وحسب علماء النفس، من الخطأ أن تباعدي بين طفلك ولعبته فجأة، ولكن إذا وجدت صعوبة كبيرة في فصلها عنه وهو في عمر (7ـ8) سنوات، فمن المهم أن تتقاضى معه، أتركيه في سريرك وسينتظرك بهدوء إلى أن تعودي، ولا تمنعيه إذا لاحظت اهتمامه بها أكثر من أي شيء آخر، ولكن حاولي ببساطة أن تبقي بجواره فترة طويلة، فهو يكون بحاجة كبيرة إلى الشعور بالأمان·
نتف الشعر
وأخيرا إمساك الطفل خصلة من الشعر وفتلها على الإصبع بل عضها أحيانا، ظاهرة مألوفة عند البنات الصغيرات التي تسمى 'هوس نتف الشعر ونتشه بدافع مرضي'، وهي عبارة عن رد فعل يعكس قلقا واضطرابا يعاني منه الطفل وغالبا ما تظهر مع بلوغ سن المدرسة·
والطفل الذي يدخل المدرسة ويتعامل مع الكبار عليه أن يتلاءم بشكل تدريجي مع هذا النظام الجديد، وفتل خصلة من شعره هو نوع من الحل الاجتماعي بالنسبة إليه، حيث كان يعبر عن قلقه بشكل أكثر وضوحا، أما فتل الشعر فيبدو أكثر حذرا وأقل ملاحظة بالنسبة إلى الآخرين، وعلى أية حال عليك ألا تقلقي وتتدخلي·
وفي المقابل يقتلع بعض الأطفال شعرهم بشكل مرعب، قد يتسبب في أصابه حقيقة بداء الثعلبة، وعندما لا يجد الطبيب أساساً مرضياً وراء ذلك، فإنه يعزى إلى سبب نفسي· ولا فائدة من توبيخ الطفل على تصرفه هذا لأنه حركة لا إرادية من جهة، ولأنك تثيرين غضبه من جهة ثانية، وبدلا من أن توتري أعصابك قولي له إن هذه عادة مزعجة للجميع، وإذا كان ثمة شيء يزعجه ولا يسير على ما يرام فالأفضل السعي إلى فهمه وإيجاد الحل له·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©