الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عصر «ما بعد الصحافة» !

عصر «ما بعد الصحافة» !
6 أكتوبر 2016 00:11
أحمد مصطفى العملة (أبوظبي) بهدوء لكن بقوة، تتغير أشياء كثيرة في عالم الإعلام، فيما يشبه ثورة صامتة، لا أحد يتنبه لمضمونها وتداعياتها في المستقبل، وقائد الثورة هو القارئ. نعم القارئ، الذي كان حتى سنوات قليلة مجرد «جمهور»، ومنذ أعطته التكنولوجيا فرصة عمره، مع ظهور الإنترنت، وهو لا يتوانى عن استكشاف آفاق جديدة في عالم الإعلام بحماس بالغ، ولا حدود للتجارب عبر الهاتف الذكي وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والتطبيقات الذكية التي فتحت باب الخيال على الواقع. والعكس صحيح، بل لنقل، إنها جعلته كالباب الدوار!. بالطبع كان للتجارب أعراض جانبية..بعضها إيجابي، وبعضها الآخر لم تتضح ملامحه النهائية بعد. ومن هذه الأعراض، تغير عادات القراءة عند قطاع كبير من المتلقين بطريقة لافتة للنظر، بتحديد أكثر، يتحول كثير من القراء هذه الأيام من متابعة الصحف، ومختلف وسائل الإعلام إلى الانضمام لمجموعات صغيرة عبر تطبيقات ذكية، مثل «واتس آب» للحصول على ما يحتاجونه من معلومات وأخبار وتقارير. ليس ذلك فحسب، بل إن البعض قد يستغني عن عاداته السابقة في مطالعة الصحف أو المحطات الفضائية، واستبدل ذلك بتركيز اهتماماته في قضايا محددة محدودة، ينغمس تماماً في متابعتها، أو متابعة العالم من خلالها. على سبيل المثال، ستجد البعض تدور علاقته مع الإعلام، من خلال مجموعات على «الواتس آب» باسم «العائلة» - «العقارات» - «السيارات»- «النادي الفلاني»..وهذا طبعاً على سبيل المثال، وفي الواقع قد لا تعد تغيرات من هذا النوع غريبة أو مفاجئة. لأنها تأتي في لحظة يمر فيها العالم، بما يسمونه «Sharing Economy» الذي يلعب فيه المستهلكون دور البطولة، من خلال الاعتماد المتزايد على «Uber» للانتقال من مكان لآخر بسرعة ويسر، أو Airbnb للسكن مع آخرين خلال عطلة بسعر أرخص من الفنادق، وذلك أيضاً على سبيل المثال. بالتالي ليس من الغريب أن تزيد جرعة التشارك وتنتشر من قطاع لآخر، وتتطور من مرحلة « فيسبوك» إلى «الواتس آب» لتصبح ضمن خلايا صغيرة تنتظم على الهواتف المتحركة الذكية، ليتابع القارئ ما يحب ويهوى. أما إلى أين سيقودنا ذلك، فلا أحد يعرف، لأن الميزة الأساسية للتكنولوجيا الحديثة هي قدرتها الهائلة على التطور الذاتي بصورة منوالية متضاعفة في اتجاهات شتى. لأنها ببساطة تحمل في طياتها إمكانيات تطورها الذي قد يكون في بعض الأحيان عفوياً، غير مقصود. وهي من هذه الزاوية تختلف كثيراً عن الثورة الصناعية التي كان لها آفاق وحدود لم تستطع تجاوزها، لاعتمادها بالأساس على الآلات الثقيلة والطاقة، لكن مما سبق، يمكن أن نقول ببساطة ،إن زمن القارئ التقليدي «المتسكع» ولى وانقضى، فالقارئ في نسخته الجديدة ليس لديه ما يكفي من الوقت أو الطاقة والحماس ليتابع جريدة ومجلة ومحطات فضائية..الآن نحن في عصر «ما بعد الصحافة»..والفضل للتطبيقات الذكية!!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©