الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محطات الحياة

18 مايو 2015 23:17
الحياة في نظر الكثير من الناس عبارة عن كلمة واحدة «المستقبل». هل الحياة تتجسد في المستقبل؟ وهل خلقنا للعمل من أجل هذا المستقبل؟ لا أعتقد ذلك، حين كنا صغاراً كانوا في حينها يسألوننا عن أحلامنا وأهدافنا أو ما سوف نكون عليه في المستقبل؟ ونحن نُجيب عليهم نريد أن نصبح مهندسين أو ضباط شرطة أو دكاترة أو مدرسين وما إلى ذلك، ولا ندرك ما يدور حولنا ولم نكن نفقه مفهوم المستقبل، وكيف لنا أن نعرف ونحن مجرد عقول صغيرة فارغة تفكر ببيضة الشوكولاتة الصغيرة، ثم نبدأ مشوار الحياة ونخطو الخطوات الأولى في المدرسة ونضع اللبنة الأولى في حياتنا فيطرق العلم باب العقل فيستقبله بكل رحابة صدر كلقمة سائغة، فتتفتح عقولنا مدركة ما حولها، لتبدأ تدريجياً بالتفكير في ذلك المستقبل القادم، نصل إلى معترك الحياة «المرحلة الثانوية»، بعد سلسلة ملتحمة طويلة من الأحداث في السنوات الماضية، نبدأ بالكفاح والاجتهاد والمثابرة لوضع حجر الأساس ويغدو حديث الساعة في هذه الحقبة الزمنية نتائج الثانوية العامة، وعندما نتساءل لم كل هذا الاجتهاد والاستمرار في الانتقال من مرحلة إلى أخرى، نسمع تلك الإجابة نفسها تتكرر: (من أجل المستقبل). بعدها.. يقف بنا القطار عند محطات الجامعة فيبدأ سيناريو جديد نتعلم ونكتسب مهارات جديدة وتتقاذفنا أمواج الحياة بين العقبات الدراسية والمشاكل الشخصية إلى أن ترفع لنا قبعة الاحترام بحصولنا على تلك الورقة بامتياز لتؤهلنا للمحطة التالية ثم نصل إلى ربيع العمر ونحصل على الوظيفة أو الحلم الطفولي الذي كنا نصبو إليه بشق الأنفس، تدق ساعة الصفر لمباشرة العمل، نعمل ثم نعمل ثم نعمل بجد وجهد ومثابرة لماذا يا ترى؟ سنسمع مرة أخرى «من أجل المستقبل»، ثم إذا بنا مرتبطون بالميثاق الغليظ ونكون أسرة نستظل بظلها ونبني فيها ونمد جسور الثقة بين أفرادها وأكرر لماذا؟ «للمستقبل». من وجهة نظري لا وجود لما يسمى المستقبل، فكل ما نفعله مجرد ماض ونحن ما زلنا نجدد التخطيط لما سنفعله للساعات القادمة، لنحقق أشياء جديدة ونواكب أحداثاً تمر كسحابة صيف عابرة. مهرة - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©