الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«داعش» و«الحشد» يتقدمان صوب معركة وشيكة بـ «الحبانية»

«داعش» و«الحشد» يتقدمان صوب معركة وشيكة بـ «الحبانية»
19 مايو 2015 00:31
هدى جاسم، وكالات (بغداد) توجهت أفواج من مليشيات «الحشد الشعبي» أمس إلى قاعدة الحبانية شرق الرمادي بمحافظة الأنبار العراقية، في نفس الوقت الذي كانت عناصر تنظيم «داعش» الذي سيطر على الرمادي تتجه نحو نفس القاعدة، مما أثار التكهنات بأن المواجهة بين الطرفين قد تبدأ عند قاعدة الحبانية العسكرية، التي تبعد نحو 30 كيلومترا شرق الرمادي. ونفى مسؤول من الأنبار أن تكون قطعات «الحشد» وصلت للمحافظة مؤكدا أن التي وصلت قطعات عسكرية فقط، فيما أعفى القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي قائد فرقة التدخل السريع الأولى في الرمادي من منصبه بعد تدهور الوضع الأمني في قاطع مسؤوليته. وقال شهود وضابط بالجيش العراقي إن مسلحي تنظيم «داعش» يتقدمون شرقا من مدينة الرمادي صوب قاعدة الحبانية العسكرية، حيث يحتشد مقاتلون تابعون لـ«الحشد الشعبي» لشن هجوم مضاد. وأعلنت وزارة الدفاع العراقية أن نحو لواءين من الجيش العراقي وقوات من الشرطة و3000 من «الحشد» وصلوا للحبانية. وأشار بيان الوزارة إلى أن 6 طائرات عسكرية تمكنت من إخلاء (28) ضابطاً وجندياً في مدينة الرمادي بعملية إنزال جوية. وتوقعت مصادر عراقية أن تشهد الساعات القليلة المقبلة انطلاق عمليات عسكرية كبرى لتطهير مدينة الرمادي من سيطرة داعش الإرهابي. وفي وقت سابق، قال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت إن قافلة من مليشيات «الحشد الشعبي» وصلت أمس إلى قاعدة الحبانية، مشيرا إلى أن هذه القوة في حالة تأهب الآن. وكان عضو الجناح الإعلامي في ميليشيات «الحشد» علي السراي، قال إن المقاتلين يستعدون للتوجه بأعداد كبيرة للأنبار غرب البلاد، بعد أن تلقوا تعليمات بالتعبئة. لكنه لم يفصح عن توقيت الانتشار ولا نطاقه لأسباب أمنية، واكتفى بالقول إن مقاتلي «الحشد» كانوا ينتظرون أمر التأهب للانتشار «والآن حصلوا عليه».وفي الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن وصول 200 مدرعة ودبابة إلى الحبانية، للاشتراك في العمليات العسكرية الجارية في الأنبار ضد عناصر تنظيم «داعش». وصرح محافظ الأنبار أمس بأن «انسحاب القوات العسكرية من الرمادي وترك المكان لداعش، لم يكن مبررا، بل كان محيرا لأنهم لم يكونوا مهددين». وأظهر مقطع مصور عرض على الإنترنت سيارات الهامفي والشاحنات وغيرها من المعدات تخرج مسرعة من الرمادي، فيما كان الجنود يستقلونها في محاولة للوصول إلى مكان آمن. كما نشر «داعش» على مواقع تعنى بالمتشددين، صورا للآليات العسكرية والمعدات التي تركتها القوات العسكرية في الرمادي بعد هروبها. وذكر مصدر حكومي رفض الإفصاح عن اسمه، إن «أمرا صدر بإعفاء قائد فرقة التدخل السريع الأولى العميد الركن موسى كاطع فالح من منصبه». وأضاف أن «إعفاء فالح جاء بسبب تدهور الوضع الأمني في قاطع مسؤولية الفرقة وخاصة في الكرمة». وفي السياق أعلن مجلس محافظة الأنبار، عن تسليح قوات الجيش لـ1000 مقاتل من أبناء العشائر المتطوعين، مبينا أن هؤلاء المتطوعين سيشاركون بعمليات عسكرية إلى جانب القوات الأمنية لتحرير الرمادي. وقال في بيان إن أبناء العشائر أنهوا تدريباتهم على مدى 30 يوما في معسكر الحبانية، مبينا أن مقاتلي الفوجين جميعهم من عشائر الرمادي. من جانب آخر قال العقيد الحميد جليل الدليمي من قيادة قوات الجيش في الأنبار، أن داعش أعدم 230 شخصا في الرمادي منذ اجتياحها الخميس الماضي ولغاية صباح أمس الأول. وقال إن عدد القوات النظامية في الأنبار لا يكفي، وكذلك الذخيرة الموجودة لديها، نحتاج إلى أسلحة وذخائر، لا تنقصنا الشجاعة في المواجهة، العشائر دورها كبير لكن الخلافات السياسية قلمت مخالبها وحرمتها من السلاح لمقاتلة الإرهاب الداعشي. في السياق ذاته، قال عضو مجلس الأنبار مزهر الملا، إن الجيش أول من انسحب خلال معركة أمس الأول مع التنظيم، فيما بقيت الشرطة المحلية وأبناء العشائر تتصدى للتنظيم، لكنها لقلة السلاح والتجهيز أجبرت على الانسحاب هي الأخرى، مما تسبب بدخول تنظيم داعش إلى الرمادي وسيطرته على المجمع الحكومي. ونفى وصول قطعات عسكرية إلى المدينة، وفي أي قاطع من قواطع المعركة ضد التنظيم، مشيرا إلى أن الطيران الأميركي وجه ضربات جوية موجعة للتنظيم، لكن انسحابه من المجمع الحكومي جاء بعد نسفه جميع المباني فيه وتسويتها مع الأرض. وقال ضابط انسحب من القاعدة العسكرية المحاصرة إن المتشددين كانوا يحثونهم عبر مكبرات الصوت على إلقاء السلاح مقابل سلامتهم. وأضاف أن أغلب القوات انسحبت من قيادة العمليات وتمكن مقاتلو داعش من اقتحام من البوابة الجنوبية. من ناحية أخرى نفى نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي دخول أي عنصر من «الحشد» للأنبار، وقال إن جميع القطعات العسكرية التي وصلت للمحافظة أمس هي قوات نظامية. وأضاف أن نحو 150 من عناصر القوات الأمنية مازالوا يختبئون في بعض البنايات والمقرات الرسمية في بعض أحياء الرمادي بشكل متخفي، وأطلقت مناشدات عديدة للقيادات العسكرية لفك الحصار عنهم للحيلولة دون أن ينفذ »داعش« مجزرة جديدة بحقهم. على صعيد ذي صلة ذكرت مصادر عسكرية أن داعش قام بإخراج المئات من المعتقلين من المعتقلات والسجون في المقر العسكري، كما استولى على كميات كبيرة من الأسلحة والدبابات والناقلات العسكرية الذي تركها الجيش من المقر العسكري. إلى ذلك صرح النائب محمد الكربولي عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي بأن اللجنة ستستضيف قادة «الحشد الشعبي» لبحث إمكانية دخولهم لمحافظة الأنبار ومشاركتهم في عمليات تحرير الرمادي من سيطرة داعش. ونفذ التحالف الدولي 19 ضربة جوية في محيط الرمادي خلال الاثنتين والسبعين ساعة الماضية. في غضون ذلك أعلن مجلس أمن إقليم كردستان العراق أمس اعتقال ستة من إرهابيي «داعش» جميعهم من سكان أربيل، كانوا يروجون للتنظيم في المساجد، كما أنهم أجروا اتصالات مع داعش، الذي طالبهم بتنفيذ عمليات إرهابية في أربيل.وفي ديالى أفادت مصادر أمنية أن 21 شخصا غالبيتهم من «داعش» بينهم قيادات بارزة قتلوا وأصيب 11 آخرون من المدنيين في حوادث متفرقة في بعقوبة. واشنطن تصف سقوط الرمادي بالانتكاسة وتدعم بغداد لاستعادتها عواصم (وكالات) أقر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، بالمكاسب الميدانية التي حققها تنظيم «داعش» في العراق مؤخراً، بسيطرته على مدينة الرمادي في محافظة الأنبار، لكنه قال: «إن الاستعدادات العسكرية العراقية لم تكن على قدر المستوى في المنطقة»، متعهداً بـ «انقلاب قريب» للأوضاع، كما صرحت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» بأن سقوط الرمادي بيد «داعش» انتكاسة كبيرة، مؤكدة أن القوات العراقية «ستستعيد» المدينة بدعم من التحالف الدولي. ونقلت شبكة «سي.إن.إن.» الإخبارية الأميركية عن كيري القول في مؤتمر صحفي في سيؤول: «في الأنبار حيث لا يمتلك الجيش العراقي حضوراً عددياً كافياً بعد للانتقال من الدفاع إلى الهجوم، تبرز فرص مثل الرمادي، حيث يكون لدى (داعش) إمكانية إلحاق الكثير من الضرر». وتابع في كلمته التي استخدم فيها مصطلح «داعش» باللغة العربية، بالقول: «هناك فرصة لرؤية المزيد من الهجمات كتلك التي رأيناها في الرمادي، ولكنني على ثقة من أن الأوضاع ستنقلب خلال الأيام المقبلة، لقد قتل الكثير من عناصر داعش خلال الأيام الماضية، وسيقتل المزيد منهم في الفترة المقبلة، لأنها اللغة الوحيدة التي يفهمونها». وأكد أن جميع الدول في المنطقة «تعارض (داعش)، وتشارك في القتال ضده»، مستطرداً أن المعارك سيكون فيها مد وجزر. وأضاف: «أنا واثق من النتيجة على الأمد البعيد، ولكن سيكون هناك لحظات نواجه فيها تحديات، كما حصل بالأمس في الرمادي». من جهته، قال المتحدث باسم «البنتاجون» الكولونيل ستيفن وارن أمس: «إن سقوط الرمادي بأيدي (داعش) يعتبر (انتكاسة)». وأضاف: «قلنا على الدوام، إنه ستكون هناك عمليات كر وفر، وانتصارات وانتكاسات»، مستطرداً «لكن القوات العراقية ستستعيد المدينة». وفي الشأن نفسه، قال مسؤول عسكري أميركي، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه: «إن انجرار قوات أميركية لهذه المعركة، ستصحبه مشكلات كثيرة». وقال مسؤول عسكري آخر: «إن هذا الخيار ليس قيد الدراسة». وأبلغ مسؤول مدني أميركي أن «ما نريده هو أن يدافع كل من في العراق عن العراق، وفي النهاية يجب أن يكون العراقيون» هم من يتحملون المسؤولية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©