واصلت إسرائيل أمس، إغلاق المعابر التجارية مع قطاع غزة، بعد يوم من إعادة فتحها بشكل جزئي لإدخال شحنات محدودة من المواد الإغاثية وضخ وقود لمحطة الكهرباء، يكفي لتشغيلها لنحو يوم ونصف فقط· لكن المحطة لم تتمكن من استئناف عملها بسب أعطال يتطلب إصلاحها قطع غيار من اسرائيل·
وأكد جون جينج مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ''أونروا'' في قطاع غزة، أن ''أهالي القطاع لا يحتاجون لكلمات التعاطف، بل إلى تصرف ملموس وقرار لتغير الوضع والاهتمام بمصالح الناس''·
وجدد جينج دعوته سلطات الاحتلال لفتح المعابر مع القطاع، كما دعا الدول العربية والغربية الى تقديم المساعدات لسكان غزة المحاصرين، معتبراً أن ''ما يحدث في غزة يدعو للخجل والعار''· وقال المسؤول الدولي إن ''على إسرائيل إبقاء المعابر مفتوحة بشكل كامل، وليس إدخال كميات صغيرة محدودة لا تتناسب مع احتياجات الناس''·
واعتبر الكمية التي أدخلها الاحتلال يوم الاثنين من المساعدات، وهي 30 شاحنة، تشكل 10 في المائة فقط مما تحتاجه ''الأونروا يومياً'' مؤكداً أن هذه الكمية ''لا تكفي حتى للبقاء على قيد الحياة، إذ أن الناس في شوارع غزة لا تجد الخبز لتأكله''·
وأضاف جنج: ''كما أن هناك نقصاً في كل المواد الغذائية'' موضحاً أن 07% من القطاع دون كهرباء، إضافة إلى الحالة السيئة في مياه الشرب وتصريف المياه الآسنة والوضع في المستشفيات''·
وكانت المستشفيات في قطاع غزة، قد اضطرت إلى استخدام الشموع للإنارة بسبب استمرار انقطاع الكهرباء، كما استخدمت المطاحن علف المواشي بدل القمح لإنتاج الدقيق·
وحذر رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري، من حدوث كارثة صحية نتيجة احتمال تلوث مياه الشرب في قطاع غزة، بعد توقف تزويد القطاع بمادة الكلور التي تستخدم في تعقيم مياه الشرب، وما يترتب عليه من عدم القدرة على تطهير المياه· وقال الخضري إن عدم ضخ مادة الكلور في الآبار المياه، يعني زيادة التلوث البكتيري في مياه الشرب، وهذا يحدث مشاكل صحية كبيرة للأهالي·
وأشار إلى أن قطاع غزة يحتاج إلى 60 متراً مكعباً شهرياً من مادة الكلور رصيدها الآن صفر، وأضاف انه خلال أسبوعين سيتوقف ضخ الكلور في كل الآبار، مما يحدث كارثة صحية وبيئية·
وأضاف أن استهلاك قطاع غزة يومياً 220 ألف لتر مكعب من المياه، وانخفض بنسبة 40 في المائة· ويزداد الأمر تعقيداً في الأبراج بسبب عدم قدرة المضخات رفع المياه للأماكن العالية·
وشدد الخضري على أن محطات المعالجة متوقفة تماماً عن معالجة مياه الصرف الصحي بسبب قطع الكهرباء، وعدم توفر الديزل لتشغيل المولدات، وعدم كفاءة المولدات، مشيراً إلى أن 77 مليون لتر من مياه الصرف الصحي تضخ يومياً في البحر، دون معالجة ما يسبب كوارث بيئية وتلوثاً خطيراً للبحر·
وأضاف أن الخطر الداهم هو أن محطات ضخ المجاري ستتوقف عن العمل بعد 48 ساعة بسبب عدم توفر كميات الديزل اللازمة، وسينتج عنها حدوث طفح في الشوارع وستغرق مناطق بأكملها في مياه المجاري·
وأكد محمود الخزندار نائب رئيس جمعية أصحاب محطات البترول والغاز الوقود، أن السلطات الإسرائيلية لم تدخل أمس لتراً واحداً من السولار الصناعي والوقود لقطاع غزة·
عدد اليوم
