قال الزعيم المسيحي سليمان فرنجية أمس، ان المصالحة المسيحية - المسيحية متوقفة الى ما بعد الانتخابات المقررة في ربيع العام المقبل· وقال فرنجية أحد رموز قوى المعارضة المؤيدة لسوريا في مقابلة مع وكالة ''رويترز'' في منزله في قرية بنشعي في شمال لبنان ''المصالحة المسيحية-المسيحية متوقفة اليوم··· من الضروري العمل على ان يكون الجو أهدأ··· أما المصالحة الحقيقية فتحصل بعد الانتخابات، حتى تكون فعلا مصالحة مسيحية، وبروح مسيحية، وان لا تكون مصالحة انتخابية· فقط لغرض انتخابي''· وأضاف ''ان طرح المصالحة هو مناورة ومزايدة في سبيل إحراج سياسي انتخابي· نحن نقول ان المصالحة عندما تحصل تكون بروح مسيحية ولمصلحة الوحدة المسيحية· وليس لمصلحة فريق دون آخر ولغرض انتخابي مرحلي''·
ودعا فرنجية القوى الامنية الى مضاعفة جهودها لتأمين اجواء الانتخابات خصوصا في المناطق المشتركة بين ''تيار المردة'' الذي يرأسه فرنجية و''القوات اللبنانية'' بزعامة خصمه الزعيم المسيحي المناهض لسوريا سمير جعجع·
ويعود الخلاف بين الجانبين الى ثلاثين عاما، اذ يتهم فرنجية قائد الميليشيا السابق جعجع، بالمشاركة في اغتيال والده طوني فرنجية نجل الرئيس السابق سليمان فرنجية وزوجته وابنته البالغة من العمر سنتين ونصف السنة ،وأكثر من ثلاثين من أنصاره في هجوم شنته ميليشيا مسيحية منافسة على بيته في اهدن بشمال لبنان·
وفرنجية النائب والوزير السابق من مواليد 1965 ولم يكن في المنزل وقت حصول ''مجزرة اهدن'' وهو الوريث السياسي لعائلة فرنجية، كما أنه صديق شخصي للرئيس السوري بشار الأسد وعائلته، وأحد رموز القوى المؤيدة لسوريا والتي يتقدمها ''حزب الله''·
وقال فرنجية ان الصوت المسيحي داخل المجتمع المسيحي سيقرر مرجعية المسيحيين في لبنان، مؤكدا ان ''المعركة الوحيدة التي ستكون في لبنان هي على الساحة المسيحية، كما ان الاخرين يعتبرون ان المعركة هي على الساحة المسيحية ··· ولكن نحن مطمئنون لان المسيحيين هم شريحة من الشعب اللبناني، ولديهم قناعة كقناعتنا''·
وتحدث فرنجية في منزله وسط أشجار الزيتون والصنوبر والذي زين في الداخل بغنائم الصيد البري، عن رصد مبالغ كبيرة للانتخابات·
وقال فرنجية ''بالامس كان الرئيس (السابق المناهض لسوريا) أمين الجميل يحدثنا عن الولاء للخارج، ويجب ان يكون ولاؤنا للوطن، ويجب ان لا نخضع لإملاءات الخارج· لقد كان هناك نحو ستة سفراء في هذا المهرجان''· واعتبر فرنجية ان سلاح ''حزب الله'' وهو أبرز قضية مثيرة للانقسام في البلاد أصبح سلعة انتخابية· وقال ''نحن نعتبر هذه الانتخابات هي انتخابات سلاح المقاومة، ونحن راضون بهذا الموضوع وعلى الساحة المسيحية· أولاً،، لأنني أعتبر ان سلاح المقاومة - والكثير من المسيحيين بل أغلبية المسيحيين يعتبرون ان سلاح المقاومة - ليس بسلاح غدر··· انه سلاح ضد اسرائيل ونحن معه··· للوصول الى سلام عادل وشامل وتسوية كل الامور وأولها مسألة عودة اللاجئين الفلسطينيين''·
وقال فرنجية ''الانتخابات ستتم في موعدها· قد يكون هناك أناس لهم مصلحة ان لا تتم· أنا لا أتهم أحدا ،ولكن أقول قد يكون يحضر في الكواليس ·· ان يتم شيء ما ،يؤجل الانتخابات''· وأضاف ''أخاف من أحداث مثل حدث اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري· اغتيال ما في مرحلة ما قبل الانتخابات لتميل موازين القوى لمصلحة معينة''·
عدد اليوم
