طلب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس خلال اجتماع مع دبلوماسيين كبار من الامم المتحدة وضع ''جدول زمني'' لانسحاب القوات الاجنبية من افغانستان· وفيما أعلنت تركيا الإفراج عن ثلاثة من رعاياها كانوا مختطفين في أفغانستان منذ نحو شهرين، اعتقلت السلطات الافغانية عشرة اشخاص يشتبه بضلوعهم في هجوم بمادة الأسيد على تلميذات كن يتوجهن الى المدرسة واقر بعضهم بالوقائع·
وأعلنت الرئاسة في كابول أن كرزاي قال لوفد مجلس الامن الدولي أن بلاده بحاجة لمعرفة المدة التي ستستغرقها ''الحرب على الإرهاب'' التي تقودها الولايات المتحدة في بلاده، وإلا فسوف يتعين عليه السعي الى اتفاق سياسي مع حركة التمرد التي تتزعمها طالبان·
من جانب آخر، قال كرزاي في مقالة رأي منشورة في صحيفة ذي استراليان إن قيام حكومة ديمقراطية في باكستان بعث ''بارقة أمل خافتة'' إن التعاون الإقليمي بين دول المنطقة بما فيها الهند قد يقضي على العنف الذي تثيره حركة طالبان وتنظيم القاعدة·
ويتهم مسؤولون أفغان منذ وقت طويل جهاز استخبارات باكستان بمساندة مقاتلي طالبان في افغانستان سرا لإبقاء هذا البلد ضعيفا وتحقيق ''عمق استراتيجي'' يمكن الجيش الباكستاني من التركيز على الدفاع عن الحدود مع الهند· وتنفي باكستان دائما هذا الزعم، لكن محللين يقولون ان هذه السياسة أدت إلى نتائج عكسية· إذ أن نشطاء طالبان في المناطق القبلية على امتداد الحدود الافغانية الوعرة اصبحوا الآن يهددون الاستقرار في باكستان وتسببت عشرات التفجيرات الانتحارية في مقتل مئات خلال العامين الماضيين·
وقال كرزاي إن قيام حكومة ديمقراطية في باكستان وانتخاب آصف على زرداري رئيسا هناك في سبتمبر اتاح فرصة للتغيير· وقال كرزاي ''التغير الديمقراطي في باكستان نبأ طيب للافغان والباكستانيين وإلى حد بعيد لكثيرين غيرهم في انحاء العالم''· وقال كرزاي ''إني زرت باكستان لحضور تنصيب الرئيس زرداري وللمرة الاولى رأيت بارقة أمل خافتة·'' واضاف قوله ''اذا استطعنا جميعا -ان نعمل معا افغانستان وباكستان والهند والولايات المتحدة وحلفاءنا- فإنني أرى امكانية ان نتجاوز الأيام التي كانت فيه حكومة ترى انها تحتاج الى التطرف وسيلة من وسائل سياستها·'' وقال كرزاي ''حينما ترفض كل الحكومات في المنطقة التطرف فلن يكون هناك مكان للمتطرفين وسيزول الارهاب''·
من ناحية اخرى، اعلنت وزارة الخارجية التركــــية الافراج عن ثلاثة اتراك خطفوا الشهر الماضي في افغانستان مضيفة انهم استقبلوا امس في سفارة تركيا في كابول·
وقال بيان للوزارة ان الخاطفين افرجوا عن الرجال الثلاثة الذين كانوا يحتجزونهم رهائن منذ 22 اكتوبر وسلموا الى السلطات الافغانية، بدون اي تفاصيل عن كيفية الافراج عنهم· واضافت الوزارة ''اننا ممتنون للسلطات الافغانية لمساعدتها وتعاونها الفعال معنا اثناء هذه العملية''· والرهائن الثلاثة السابقون، مهندسان وعامل، في صحة جيدة·
وكان الرجال الثلاثة يعملون في ورشة لبناء موقع ارسال لاسلكي في اقليم تاني قرب الحدود مع باكستان وقد خطفوا مع سائقهم ومترجمهم الافغانيين، فيما كانوا متوجهين الى مدينة خوست في المنطقة نفسها·
الى ذلك، قال مسؤول افغاني امس إن السلطات الأفغانية اعتقلت عشرة من مقاتلي حركة طالبان لإلقائهم بحمض حارق (الاسيد) على وجوه ثماني تلميذات وأربع مدرسات في مدينة قندهار الجنوبية هذا الشهر·
وقال الجنرال محمد داود داود نائب وزير الداخلية المكلف بالتعامل مع الواقعة إن السلطات اعتقلت عشرة رجال في الأيام القليلة الماضية فيما يتعلق بالهجوم· وأبلغ داوود الصحفيين في قندهار ''الهجوم من أعمال طالبان ولم نستكمل التحقيقات بعد''·
عدد اليوم
