الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقيقة أم خيال... السماح بتصويت الأطفال؟

6 أغسطس 2010 22:53
إن ما تحتاجه الولايات المتحدة اليوم هو حركة لخفض سن التصويت إلى 10 سنوات: ذلك أنك أينما وليت وجهك -من الديون إلى المدارس إلى المناخ إلى المعاشات- تجد أن الشيء الذي يميز الحياة العامة الأميركية اليوم هو تجاهل صادم للمستقبل. صحيح أن بعض السياسيين يثرثرون كثيراً ونسمعهم يتحدثون حول "أبنائنا وأحفادنا" طوال الوقت -ولكننا عندما نمعن النظر في ما يقومون به فعليّاً، نخلص إلى أن المستقبل ليس لديه صوت. والحال أنه إذا كان المرء يريد تغيير سلوك الناس، فعليه أن يغيِّر حوافزهم أولاً. وبالتالي، فقد آن الأوان لإعطاء السياسيين سبباً يمنعهم عن الاكتفاء بالإشادة بالأطفال فحسب، ويدفعهم ليفكروا في مستقبلهم أيضاً. لقد صوت حوالي 125 مليون أميركي في انتخابات 2008 الرئاسية؛ وهناك حوالي 35 مليون أميركي تتراوح أعمارهم ما بين 10 سنوات و17 سنة. وأعتقد شخصيّاً أن من شأن منح الأطفال حق التصويت أن يغيِّر حوارنا السياسي، لأنه سيُشرك الصوت الذي نحن في أمسِّ الحاجة إليه -دعوة إلى التحلي بحس المسؤولية وممارسة الحكم على المدى الطويل، عبر أسئلة "طفولية" بسيطة لا يطرحها أحد اليوم. وتخيل هنا كوكبة من الأطفال النبهاء الذين تبلغ أعمارهم 13 سنة (مثل جماعة الأطفال ضمن فريق المناقشة في مدرسة ابنتي) يحرجون الكبار بالأسئلة التالية: - هل الأمر يتعلق حقاً بأولوية وطنية عندما يتم اقتراض مليارات الدولارات منا للحفاظ على ضرائب الـ2 في المئة من الأميركيين الأحسن حالاً في وضع أكثر انخفاضاً مما كانت عليه خلال الطفرة الاقتصادية في عهد كلينتون، في وقت نوجد فيه وسط حربين وتريليونات الدولارات من الديون الجديدة؟ - ولماذا تسلموننا نظاماً من الجسور والطرق والمجاري والمطارات المتهالكة؟ وألا تجدون حرجاً في تفضيلكم تخصيص موارد مثل هذه الاستثمارات لاستهلاككم الحالي الخاص؟ - ثم حتى إذا كنتم غير متأكدين بشأن ما إن كان ارتفاع حرارة كوكب الأرض من فعل البشر أو أمراً يمكن أن يكون قاتلا، أليس من الحكمة وضع تكلفة باهظة على الكربون لدفع بلادنا نحو اقتصاد طاقة خضراء، وذلك من باب الاحتياط؟ وماذا ستقولون لنا إذا تركتم خلفكم كوكباً محترقاً؟ ستقولون مثلا: "آسفون يا أطفال، كان ينبغي أن تكونوا هناك، فسياسات جماعات الضغط صعبة حقاً"؟ - ولماذا نُعد البلدَ المتقدم الوحيد الذي يجعل الأطفال يغرقون أنفسهم بالديون من أجل الحصول على شهادة جامعية؟ - وكيف تستطيعون الاستمرار في تخصيص أقل المعلمين كفاءة في البلاد لملايين الأطفال الفقراء الذين يحتاجون إلى معلمين أكفاء أكثر من غيرهم؟ - وهل جنون الأرباح الفصلية في بورصة تعمل مثل الكازينو هو الطريقة المثلى حقاً لتمويل وبناء شركات تتصف بالقوة التنافسية عالميّاً عندما نكبر؟ - ولماذا تقولون إنه لا يمكن لمس "الضمان الاجتماعي"، مع أنكم تخططون لزيادات حقيقية في المزايا بالنسبة للمتقاعدين المقبلين، الذين يوجدون اليوم في عقدهم الرابع، على رغم التريليونات من الوعود الحالية غير المموَّلة؟ - وهل ستستمرون حقاً في السماح لأعضاء مجلس الشيوخ، الذين يمثلون أقل من 15 في المئة من السكان، بعرقلة أي تشريع يريدون؟ وماذا إذن عن حكم الأغلبية؟ ألا يبدو لكم أنه حان الوقت لإتاحة المجال أمام حركة أطفال مثل هذه؟ أعرف ما تفكر فيه، عزيزي القارئ، ستقول: هذه مزحة، أليس كذلك؟ فكاتب هذه السطور لا يمكن أن يكون جاداً في اقتراح منح أطفال الصف الخامس صوتاً متساويّاً مع صوت الكبار المسؤولين الناضجين! لندع تلك المعارضة مع الأخذ بعين الاعتبار الأسئلة أعلاه وقرر بنفسك ما إن كان الكبار هم الصائبون هنا. والواقع أننا في عالم مقلوب رأساً على عقب، وضع التقطته بشكل جيد الرسومُ المتحركة السياسية المفضلة لدي من سنوات الثمانينيات. يقول الأب في إحدها متجهم الوجه: "عندما تكبرين سيتعين على جيلك أن ينفق ثلث دخله من أجل إعالة جيلي"! -تسأل الفتاة المذعورة: "ولكن، لماذا نحن؟"، -"لأنكم فشلتم كأطفال في تعليم آبائكم المسؤولية"، -"أنا آسفة يا أبي"، -"وأنا كذلك"! الواقع أنه سيكون أمراً رائعاً لو أتيح المجال أمام حركة في ست أو سبع ولايات لاعتماد خفض سن التصويت؛ حيث ستُشكل هذه الجهود الخبرَ الذي تحتاجه وسائل الإعلام للتركيز على التحديات طويلة المدى التي يتم تجاهلها غالباً وسط اللهاث اليومي المستمر وراء الأمور التافهة. أنا لا أقول إن "10 سنوات" هي الحل الوحيد، وإنما أريد دعوى مبتكرة تُرفع باسم دافعي الضرائب المقبلين ضد الولايات ونقابات القطاع العام التي قامت على نحو طائش بإثقال كاهل الأطفال بتريليونات الدولارات من المعاشات غير المموَّلة، أو مظاهرات لتلاميذ الصف العاشر في الشوارع احتجاجاً على تراكم الديون التي سيتعين عليهم تسديدها. وسيكون أمراً جميلا لو أن الأطفال لن يضطروا لتحمل هذا العبء، ولكن هذا هو واقع الحال، وعلينا أن ننسى الماضي ونواجه المستقبل. أما بالنسبة للأشخاص الذين يقولون إن كل هذا أمر غير معقول، إن لم يكن جنونيّاً، فلديّ أربع كلمات: هل لديكم فكرة أفضل؟ مات ميلر زميل بمركز التقدم الأميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©