الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

85% نسبة الأمية في جنوب السودان

14 يناير 2011 01:20
في منطقة تصل فيها نسبة الأمية إلى 85% ويبلغ عدد سكانها أكثر من 8 ملايين نسمة، تعمل وزارة التعليم في جنوب السودان بميزانية متواضعة على تحقيق هدف طموح يقضي بخفض هذه النسبة إلى 50% بنهاية 2015. والمدارس في جنوب السودان ليست بالضرورة البناء الذي يضم غرف التدريس والملعب والمدرسين والناظر، بل يمكن أن تكون مجرد خيمة في قرية نائية، أو مدرساً مغامراً يجول في الأرياف ويضع لوحه الدراسي على جذع شجرة يتفيأ تحت ظلها مع عدد من الأطفال الذين لم يعرفوا من الحياة سوى رعاية الماشية. ورغم جسامة المشكلة والامكانات المحدودة، يشرح المدير العام في وزارة التعليم في حكومة جنوب السودان كوال أكيم بول المشاريع التي تعمل عليها الوزارة منذ سنوات لمحاربة الأمية في جنوب السودان، بميزانية بلغت عام 2010، نحو 110 ملايين دولار لا تشكل سوى 6% من الموازنة العامة. يقول أكيم بول وهو جالس في مكتبه في مقر وزارة التعليم في جوبا عاصمة الجنوب “إن 65 % على الأقل من سكان جنوب السودان يكسبون عيشهم من رعاية الماشية وغالبيتهم يتحركون بشكل دائم من منطقة إلى أخرى، فكان من الصعب اقناعهم بالبقاء في منطقة واحدة لتمكين أولادهم من الذهاب إلى المدرسة”. ويضيف “لذلك انشأنا المدارس المتنقلة حيث ينتقل المدرسون من منطقة إلى أخرى لتأمين التعليم للأولاد والكبار على حد سواء”. والمدارس المتنقلة تأتي في إطار مشروع “التربية البديلة” المكلف به أكيم بول، والهدف منها إعطاء دروس مكثفة للأطفال في الأرياف لمدة 4 سنوات تكون كافية لجعل التلميذ قادراً على الانتقال إلى المرحلة الثانوية، بدلاً من الثماني سنوات التي تتشكل منها عادة المرحلة الابتدائية في المدارس العادية. ويعطي المسؤول في وزارة التعليم أرقاماً للتأكيد على التقدم الذي حصل في مجال محاربة الامية. ففي 2006، كانت نسبة الأولاد في سن الدراسة الذين يتلقون فعلياً التعليم نحو 400 ألف، ليرتفع هذا العدد عام 2009 إلى 1,380 مليون، بينهم 217 ألفاً يتلقون تعليمهم في المدارس المتنقلة. ويضيف أكيم بول “أن الجهود التي بذلناها بعد توقيع اتفاق السلام عام 2005 مكنتنا من أن نرفع نسبة الأولاد في سن الدراسة الذين يتلقون التعليم من 11% عام 2005 إلى نحو 40% حالياً أي 4 أضعاف، إلا أن هذا يعني أيضاً أن 60% من الأطفال لا يزالون بعيدين عن مقاعد الدراسة!”. ويؤكد أكيم بول أن الهدف الذي تعمل الوزارة على تحقيقه هو خفض نسبة الأمية من نحو 85% حالياً إلى 50% عام 2015. وتعمل مدارس جنوب السودان في ظروف صعبة للغاية إن لم تكن بدائية. وتكشف الأرقام التي وضعتها دائرة الإحصاء في الوزارة أن 51% من المدارس الابتدائية لا ماء للشرب فيها في حين أن 77% منها لا تعرف الكهرباء. ويوضح المسؤول السوداني الجنوبي أن نسبة الأمية عند الاناث تصل إلى 92% لذلك وضعت الوزارة برنامجاً خاصاً لتعليم البنات في الأرياف يمتد على 3 سنوات. ويقول أكيم بول “إن الأهل يفضلون عدم إرسال البنات إلى مدرسة بعيدة عن مناطق سكنهم خوفاً عليهن من التعرض للاغتصاب في الأرياف، لذلك كان لا بد أيضاً من مدارس متنقلة تعنى خصيصاً بتعليم البنات”. ويضيف “كان من الصعب إقناع الرعاة بأهمية تعليم البنات، لأن المهم بالنسبة إليهم هو الحصول على مهر العريس الذي يريد الزواج منهن في المنطقة نفسها، والتعليم قد يبعدهن إلى المدن”. ويوضح أكيم بول أن هناك مشروعاً خاصاً أيضاً بتعليم الكبار يمتد على سنتين لاخراجهم من الأمية عبر تقديم حد أدنى من نسبة التعليم إليهم. أما عدد المدارس في كافة أنحاء الجنوب فهو لا يزال محدوداً جداً مقارنة بعدد السكان. فهناك 3220 مدرسة ابتدائية تضم 1,38 مليون تلميذ، في حين أن عدد الثانويات 158 ثانوية فقط تضم 44 ألف تلميذ. أما عدد الطلاب الجامعيين في جنوب السودان فهو 9 آلاف أي أقل مما هو موجود في أي كلية عادية في مدينة عربية. ويعلق المسؤول التعليمي الجنوبي أهمية كبيرة على المساعدات الخارجية ويوضح من دون أن يقدم أرقاماً، أن برنامج المساعدات الأميركية “يو اس ايد” يساهم كثيراً في مجال التعليم في جنوب السودان.
المصدر: جوبا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©