بوينج الأميركية تراجع مواعيد تسليم الطائرات بسبب الإضراب

انهمكت شركة بوينج الأميركية مؤخراً في مراجعة كامل جدول إنتاجها عبر إضافة فترة لا تقل عن 10 أسابيع للموعد الأصلي للتسليمات الخاصة بجميع طائراتها الجديدة البالغ عددها 3734 طائرة، في ظل سعيها الدؤوب للخروج من أزمة تداعيات الاضراب الذي نفذه الميكانيكيون في الشركة وفقاً لمصادر مطلعة على الموقف· ومنذ أوائل نوفمبر الجاري يعمل المسؤولون في شركة بوينج على إعادة خطوط الإنتاج في الشركة إلى سرعتها السابقة بعد أن ظلت عاطلة عن العمل لمدة 85 يوماً كاملة، وتحاول الشركة جاهدة التوصل إلى حل جذري للإضراب الذي نفذته النقابة الدولية للميكانيكيين والمستخدمين في الشركة· ولكن العملية التي تهدف إلى التعامل بحذر مع مئات المزودين وعشرات الآلاف من العمالة في جميع أنحاء العالم سوف تستغرق فيما يبدو العديد من الأسابيع المقبلة، ووفقاً للمصادر ذاتها فقد قرر المسؤولون في شركة بوينج عدم محاولة دفع المصانع لأن تعمل بأكثر من قوتها من أجل تعويض ما فقدته في السابق مخافة أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى تفاقم المشاكل التي أدت بالعمالة إلى الاضراب في المرة الأولى وبخاصة في مصانع الطائرات التابعة للشركة في شيكاغو بالولايات المتحدة· ولكن التأجيلات في جدول تسليم الطائرات بات من المرجح له أن يدلي بتأثيراته على القاعدة المتسعة لزبائن شركة بوينج وبطرق عديدة متنوعة، فلقد ظلت بعض شركات الخطوط الجوية مثل مؤسسة ''ايه ام آر'' الأميركية في حاجة ماسة للطائرات الجديدة من طراز 737 من أجل استبدال اسطولها المعمر من نوع ماكدونالد دوجلاس MD - 08 الأكبر استهلاكاً للوقود· ولكن وفي حالات أخرى، فإن هذه التأجيلات قد منحت المسؤولين في بعض شركات الطيران فسحة من الارتياح في الناحية المالية في ظل أزمة الائتمان العالمية، وليس من المتوقع أن تعلن شركة بوينج عن التفاصيل الخاصة بجدولها الجديد الذي سوف يتضمن آخر التفاصيل والموجهات المالية وتوقعاتها الخاصة بالطائرات التي سيتم تسليمها في هذا العام والعام المقبل حتى أوائل ديسمبر· وعلى العكس من ذلك، فقد ذكرت شركة ايرباص الأوروبية أنها استفادت من الاضراب الذي نفذه العاملون في المصانع التابعة لمنافستها شركة بوينج، ولكن ليس عبر التمكن من اقتناص المزيد من طلبيات شراء الطائرات، بل عبر جعل مزودي صناعة الطائرات بالتجهيزات المختلفة، يعملون بجهد أكبر لمصلحة مصنعة الطائرات الأوروبية· فخلال فترة الـ 58 يوماً من توقف الأعمال في شركة بوينج بسبب الاضراب، الذي انتهى في أوائل هذا الشهر، أصبح بإمكان الأعداد الكبيرة من المزودين التركيز بجدية أكثر على جلب المزيد من المعدات مثل المطابخ والمقاعد وسائر أنواع التجهيزات والتركيبات الخاصة بمقصورة الطائرات· وهو الأمر الذي أدى إلى تخفيف الكثير من الضغوط التي تعاني منها شركة ايرباص، والتي كانت قد حذرت في شهر أغسطس الماضي من أن التأخير في تسلم مثل هذه التجهيزات والمعدات من شأنه أن يؤخر عمليات تسليم الطائرات وتخوفت من المخاطرة بتقليل أعداد الطائرات التي سيتم انجازها في هذا العام· ويذكر أن شركة بوينج كانت قد فشلت في تحقيق سقف توقعاتها الخاصة بالايرادات في الربع الثاني من العام الذي انتهى في يوليو الماضي، وذلك بسبب تخلفها في الإيفاء بموعد تسليم ثلاث طائرات كبيرة الحجم، وهو الأمر الذي يعود إلى فشلها في تسليم مثل هذه المعدات والتجهيزات· أما في شركة ايرباص، فإن الضغوط الخاصة بتسلم مثل هذه المعدات قد زالت الآن فيما يبدو، حيث ذكر توم ويليامز نائب رئيس الشركة لإدارة البرامج أن العمل في انجاز الطائرات الطويلة المدى من نوع 333A و A043 يمضي قدماً بصورة طيبة وأفضل مما كان عليه في موسم الربيع· وهذا الانتعاش ضروري من أجل تدفق المبالغ النقدية والايرادات في خزائن شركة ايرباص، فهذه الشركة التابعة لمجموعة الايدس الفرنسية الالمانية في أوروبا ظلت شأنها شأن شركة بوينج تستلم معظم مدفوعاتها مقابل الطائرات عند موعد التسليم· وبالنسبة لهذا النوع من الطائرات الكبيرة الحجم، فإن هذا الأمر سوف يعني أن توقيت تسليم دفعة بمبلغ 100 مليون دولار سوف يمكّن الشركة من شراء وتركيب أعداد هائلة من المعدات والتجهيزات في الطائرات الجديدة التي تنتظر التسليم· عن وول ستريت جورنال